في متحف هيوماتني هاوس ميوزيم – هولندا
حاوره سمير خليل
طائر عراقي آخر، حمل همومه وموهبته وآلته الموسيقية على اجنحة المجهول ليحط في هولندا، بلد الجمال والزهور، يمنحها بإبداعه اريجا عراقيا، وأنغاما وايقاعات تنبض حنينا جارفا للبيت الدافئ الذي غادره مكرها، لكن دفئه مازال يمنحه القوة والامل لمواصلة العطاء والتألق.
الفنان ستار الساعدي، برغم انه يحمل شهادة البكالوريوس في الفنون المسرحية من جامعة بغداد الا انه اختط لنفسه طريقا ابداعيا آخر، الموسيقى، وبعد ان غادر العراق عام 1995 بدأ اسمه يتردد في المحيط الموسيقي الهولندي والاوروبي.
يقول: “انا متخصص بالآلات الايقاعية إضافة الى انني اعزف على آلتي الناي والعود باجتهاد شخصي، كذلك اعمل صوليست ضمن فرق اوروبية متعددة، على سبيل المثال فرقة “شيربا تيسبس” الهولندية التي تعنى بموسيقى الجاز، وفرقة “ليالي” النرويجية التي تضم عازف الناي والبيانو شقيقي المغترب ايضا صفاء الساعدي، إضافة الى أكثر من 20 عازفا وعازفة من شتى دول العالم، وفرقة “لايدنو” مع عازفة البيانو الهولندية كارولين ديفيلية، وفرقتي “الاندلس” و”الاخوين” التي اسستها مع اخي صفاء”.
*كيف يستقبل الجمهور في اوروبا موسيقاك؟
“بنحو عام يستقبل الأوروبيون كل ما هو جديد ويضيف الى تجاربهم ومعارفهم الثقافية والابداعية والموسيقية بشغف ومحبة واحترام، وعندما وجدوا في موسيقاي من المؤهلات ما يستحق التقدير، وضعوا في احد طوابق متحف هيوماتني هاوس ميوزيم بعض من مقتنياتي وآلاتي الموسيقية باسمي، ومكتوب على الباب المؤدي اليه “قصة ستار، الفنان الذي صنع نفسه بنفسه”، وقد افتتحت المتحف الاميرة مارغريت شقيقة بياتركس ملكة هولندا حينها”.
وعن نشاطاته الأخرى يقول: “اعطي دروسا موسيقية في “كونسرفاتوار” وجامعة أمستردام، وورش عمل في عدد من دول اوروبا كالدنمارك، وفرنسا، والسويد، واسبانيا، والبرتغال، وفنلندا، والسويد، والنرويج، وغيرها، إضافة الى كوني مدرس فن في المدارس الهولندية”.
*انطباعاتك عن الموسيقى العراقية اليوم وهل من زيارة للعراق او عمل مشترك؟
-مع الاسف، مستوى الموسيقى العراقية اليوم متدن، لهبوط المستوى الثقافي لدى الفنان والمتلقي، سبق لي زيارة العراق أكثر من مرة، وشاركت بالعزف مع الفنان جعفر حسن في مدينة عين كاوة في كردستان، وايضا شاركت عازفا مع الفرقة السمفونية الوطنية العراقية بقيادة كريم وصفي حينها، وقدمنا اعمالا للفنان عازف العود علي حسن، والمايسترو علي خصاف، انا اتوق لزيارة بلدي الحبيب، ولا شك ستكون اجمل لو تكللت بورشات العمل، او بعمل الكونسرتات مع اخوتي واخواتي من فنانين وفنانات العراق”.
وفيما يخص اعماله المقبلة أوضح: “لدي كونسرت على قاعة باراديسو في أمستردام، مع الفرقة العربية لعزف بعض من اعمال ام كلثوم ووردة الجزائرية واسمهان، إضافة الى العمل في مسرحية “النخلة والدار” في النرويج، النص والاخراج للفنان شوان وحيد، والموسيقى التصويرية لشقيقي الفنان صفاء الساعدي، والاستعداد للعزف مع الفرقة السمفونية الهولندية بقيادة روول فيرهيخن، وسيمفونية ستابات ماتر للمؤلف البريطاني كارل ينكينز والتي ستقدم في هولندا، إضافة لمشاريع كثيرة لا يسعني ذكرها بهذه العجالة.