الأخبار الكاذبة تساعد بانتشار الأمراض
بغداد – الصباح الجديد :
هناك الكثير من المعلومات الصحية والاخبار غير الموثوقة المصدر اصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي واخذ المواطنون يتداولونها عبر صفحاتهم الشخصيّة ومجموعات «الواتس اب». ويتمّ تصوير هذه الأخبار والمعلومات على أنّها أخبار حقيقيّة من مصادر موثوقة.
والمؤسف أنّ حالة تلقّف المعلومات الصحية والاخبار المزيّفة وحتى الاستشارات الطبية والنفسية من دون ادراك مخاطرها ، وسرعة بثّها وتداولها بين أفراد المجتمع حالة مستشرية، فبات الجميع يقوم بدور الصحافي والإعلامي والطبيب ورجل القانون وغيره، وأصبح كلّ صاحب منصّة أو صفحة شخصيّة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤسسة إعلاميّة بحدّ ذاته، ينشر الأخبار ويحلّلها من دون التأكّد من صحّتها ومصداقيتها. إنّ بثّ الأخبار والمعلومات بنحو عشوائي من دون التثبّت من حقيقتها، عامل مدمّر للخصوصيات وانتهاك للمحرّمات.
الاخبار الكاذبة
وقد نشر علماء في الجامعة البريطانية، دراسة تثبت أن الأخبار الكاذبة، بما فيها المعلومات الخاطئة والنصائح غير السليمة على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تزيد من انتشار الأمراض.
وفي تحليل لمدى تأثير المعلومات الخاطئة على انتشار الأمراض، قال علماء بجامعة إيست أنجليا، أن أي جهود تنجح في منع الناس من نشر أخبار كاذبة يمكن أن تسهم في إنقاذ أرواح.
فيروس كورونا
وفيما يتعلق بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، المنتشر في الصين حالياً، قال بول هنتر ،أستاذ الطب بجامعة يو.إي.إيه وأحد قادة فريق البحث: «هناك الكثير من التكهنات والمعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة على الإنترنت.
عن كيفية نشوء الفيروس ومسبباته وكيفية انتشاره»، بحسب ما ذكر موقع «eurekalert».
وتابع قائلًا «المعلومات المغلوطة تعني إمكانية انتشار النصائح الخاطئة بسرعة شديدة، وهي يمكن أن تغير السلوك البشري بما يفتح المجال أمام مخاطر أكبر».
وأضاف «الأخبار الكاذبة تُختلق من دون اكتراث بالدقة وتقوم غالباً على نظرية المؤامرة».
وقام الباحثون بمحاكاة لتفشي أمراض مثل النوروفيروس والإنفلونزا وجدري القرود.
ووجد الباحثون أن تقليل نسبة عشرة في المئة في كم النصائح الضارة المتداولة يحد من تفاقم تفشي المرض، وأن منع الناس من تداول تلك النصائح بنسبة 20 في المئة له الأثر الإيجابي نفسه.
الاستشارات الطبية الخاطئة
من جانب آخر توفي صبي في الرابعة من عمره بسبب الأنفلونزا بعد أن عالجته والدته بنصيحة مقدمة من أعضاء مجموعة فيس بوك لمكافحة اللقاحات، وفقًا للتقارير.
ففي الأسبوع الماضي، طلبت «جنيف مونت ويا»، في الولايات المتحدة، مشورة من مجموعة «أوقفوا التطعيم الإجباري» على «فيس بوك»، بعد أن تم تشخيص إصابة طفلين من أطفالها الأربعة بالأنفلونزا ..
كان الطفل «ناجي» مصابًا بحمى وصلت إلى 39 درجة سليزية ونوبات صرع عندما أخبرت السيدة «مونتويا» المجموعة أن الطبيب قد وصف له دواء «تامي فلو»، وهو دواء مضاد للفيروسات لعلاج الأنفلونزا، لكنها لم تجلب الدواء.
وسألت المرأة أعضاء المجموعة الذين يبلغ عددهم أكثر من 144 ألف عضو عما يمكن أن تقدمه للأطفال كي تهدئ الحمى والأعراض.
اقترح أعضاء المجموعة تجربة حليب الثدي والزعتر ونبات البلسان، وكلها أشياء لا تعد علاجات موصى بها طبياً ضد الأنفلونزا.
وأكدت إدارة الصحة العامة والبيئة : أن الطفل توفي متأثراً بالأنفلونزا وأخبرت شبكة «إن بي سي نيوز» بأنه ليس لديها سجلات توضح ما إذا كان الصبي قد تم تطعيمه.
بعد وفاة الطفل البالغ من العمر 4 سنوات، شرح والده «ناجي جاكسون الأب» ما حدث لابنه وتحدث دفاعًا عن عائلته، قائلًا إن قلب الطفل توقف، وقد ثبتت إصابة «ناجي» بفيروس «أنفلونزا ب»، و»بارافلو».
وقال السيد «جاكسون» إنه تجاهل التعليقات المنتقدة لانتماء العائلة إلى مجموعة فيسبوك المناهضة للتطعيمات.
وتأتي وفاة الطفل البالغ من العمر 4 سنوات بعد أن أظهرت دراسة استقصائية أجرتها الأكاديمية الأميريكية لأطباء الأسرة أن 59% من الآباء قالوا إن طفلهم قد فوت لقاح إنفلونزا واحدًا في الأقل، بسبب المعلومات المضللة أو سوء الفهم.