الاتحاد الوطني يتخطى عقبة اختيار الرئيس ويصوت على نظامه الداخلي
السليمانية – عباس كاريزي:
برغم وجود اعتراض وغياب بعض الاعضاء تمكن المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني من انتخاب كل من بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي كرئيس مشترك للحزب امس الاول الثلاثاء، في خطوة ستمنح القيادات الشابة والجيل الجديد الكلمة الحسم في قرارات وسياسة الحزب.
وحصل بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي على 92 صوتاً، من اصل 93 عضواً شاركوا في اجتماع المجلس القيادي، الذي تمكن بعد شهرين من انتهاء مؤتمره العام الرابع من تخطي اهم عقبتين كانتا تواجهانه، وهما انتخاب الرئيس والتصويت على النظام الداخلي.
ويعد انتخاب بافل طالباني وهو النجل الاكبر للامين العام السابق للحزب جلال طالباني الى جانب ابن عمه لاهور شيخ جنكي كرئيس مشترك للحزب تطورا نوعياً وتحولا جذرياً داخل الاتحاد الوطني، ويمهد لضخ دماء جديدة في قيادة الحزب، الذي تراجع اداءه وفقد في ظل اداء قيادته السابقة الهزيل، دعم شريحة واسعة من المواطنين في كردستان، بعد ان كان يشارك الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني ادارة الاقليم مناصفة، عقب الانتفاضة الشعبية عام 1991، التي تمتع كردستان بعدها بنوع من الاستقلال الاداري، تمكن بعدها من اجراء انتخابات وتشكيل حكومة وبرلمان عام 1992، في المناطق التي كانت تحت سيطرته وغير خاضعة لسيطرة نظام صدام حسين البعثي المباد.
الاتحاد الوطني الكردستاني الذي أخفق لمدة سبع سنوات من عقد مؤتمره العام الرابع واجه العديد من التحديات والعقبات وصراع عقيم بين جناحيه، قبل وفي اثناء وبعد عقد مؤتمره العام الرابع، صراع اضعف صفوفه وافقده قدرته على مواجه غريمه التقليدي الحزب الديمقراطي، وهو ما سيعمل على تلافيه وتخطيه خلال المرحلة المقبلة، الذي يعول فيها اعضاؤه وكوادره على قيادته الشابة الجديدة.
وقال لاهور شيخ جنكي في كلمة القاها عقب انتخابه كرئيس مشترك للحزب، ان المسؤولية التي ألقيت على عاتقه تعد عبئا كبيرا واردف، «مهمتنا الأساسية كرئيس مشترك هو تحقيق التقارب مع شتى الاحزاب والقوى السياسية والمواطنين، وسنعمل مع الأخ بافل طالباني كجنديين مجهولين لتحقيق تطلعات الشعب»، فيما أشار بافل الطالباني إلى أنه «لن نفرِّط بهذه الثقة مطلقاً وسنعمل جنباً إلى جنب للنهوض بالحزب واعادته كسابق عهده كما كان يؤمل الرئيس مام جلال».
كما صوت المجلس القيادي للاتحاد الوطني على البرنامج والنظام الداخلي للحزب، بإجماع أصوات الحاضرين، كما تم تشكيل وفد لزيارة بغداد للتفاوض بشأن الكابينة الحكومية الجديدة برئاسة لاهور شيخ جنكي».
وذكر عضو في المجلس القيادي رفض الكشف عن اسمه للصباح الجديد، ان قباد طالباني لعب دورا مهما في تهيئة الارضية الملائمة لانتخاب الرئيس واقناع جناح رئيس المجلس السياسي كوسرت رسول علي بالموافقة على اجراء انتخاب الرئيس المشترك والتصويت على النظام الداخلي.
واضاف، ان قباد طالباني وهو النجل الاصغر للرئيس الراحل جلال طالباني، ويشغل الان منصب نائب رئيس حكومة الاقليم وعضو في المجلس القيادي للاتحاد الوطني، اتفق مع كوسرت رسول علي عقب زيارة قام بها بمنحه حق تسمية خمسة مرشحين لشغل منصب الهيئة العاملة في المكتب السياسي وان يكون نجله شالاو بينهم.
وكان رئيس المجلس السياسي ومصلحة الاتحاد كوسرت رسول قد اعترض على الية سير جلسات المجلس القيادي، بعد تصويت الاخير على اختيار الرئاسة المشتركة لتمثيل الحزب خلال المرحلة المقبلة، وهو ما عد ضربة قوية للمرشح السابق لرئاسة الحزب رئيس الجمهورية برهم صالح، الذي كان شغل منصب نائب الامين العام، واختير في المؤتمر الرابع الاخير ليكون عضوا في المجلس القيادي.
بعض وسائل الاعلام ذكرت ان صالح وبعد اقصائه عن رئاسة الحزب رفض عرضا قدمه جناح عائلة طالباني بان يترأس المجلس القيادي، واشارت الى انه يفكر بان ينشق عن الحزب، مجددا، الامر الذي نفته قيادات مقربة من صالح، واكدت بانه لا يفكر بهكذا خطوة في الوقت الراهن، وهو منشغل بمعالجة الازمة المستعصية التي تواجه العراق.
ويواجه الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تأسس عام 1975 في دمشق من قبل جلال طالباني وفؤاد معصوم وعادل مراد وعبد الرزاق عزيز فيلي ونوشيروان مصطفى، تحديات كبيرة داخلية وخارجية اهمها الية اتخاذ قراره السياسي واعادة بناء علاقاته مع الاحزاب والقوى السياسية الكردستانية والعراقية ودول الجوار، وتحديد مسار علاقاته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني التي شهدت تدهورا عقب اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم، الذي اصر عليه الحزب الديمقراطي وعارضه الاتحاد الوطني.
ولد الرئيس المشترك للاتحاد الوطني بافل طالباني النجل الاكبر للرئيس العراقي الراحل جلال طالباني عام 1973 في بغداد، شغل منصب مسؤول مكتب سكرتارية الرئيس جلال طالباني، وعمل بعدها كمسؤول لشؤون مكافحة الإرهاب في كردستان، انتخب عضواً في المجلس القيادي للاتحاد الوطني خلال المؤتمر الرابع، لينتخب امس الاول الثلاثاء رئيساً مشتركاً للاتحاد الوطني، اما لاهور شيخ جنكيوهو ابن أخ الرئيس جلال طالباني فقد ولد عام 1976 في مدينة كوية، لجأ إلى إيران مع عائلته عام 1988، عقب عمليات الانفال التي قام بها النظام السابق، هاجر إلى بريطانيا عام 1990 ، عاد إلى كردستان بعد عدة أعوام من انتفاضة 1991 وعمل في سكرتارية الرئيس جلال طالباني، اسس لاحقا مع بافل طالباني قوات مكافحة الارهاب في الاقليم، أصبح مسؤول وكالة الحماية والمعلومات في حكومة اقليم كردستان، حصل على اعلى نسبة اصوات في المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني كعضو في المجلس القيادي ، انتخب الى جانب ببافل طالباني في جلسة امس الاول الثلاثاء رئيساً مشتركاً للاتحاد الوطني الكردستاني.