تجتاح العالم موجة جديدة من الهلع بسبب فيروس (كورونا) الذي يصيب الجهاز التنفسي، وقد ظهر أخيراً في مدينة ووهان الصينية، وأصبح الخبر الأول المفزع في وسائل الإعلام، بين ليلة وضحاها، علماً أن عدد المتوفين من هذا الفيروس حتى اليوم في الصين لا يتجاوز ثلاثين شخصاً، في حين يبلغ عدد سكان الصين أكثر من مليار ونصف!
يومياً يموت أشخاص أضعاف هذا الرقم نتيجة سوء التغذية والاضطرابات الأمنية في عدد من الدول وتزايد حوادث الطرق وتردي المستشفيات والأخطاء الطبية ونقص الأدوية، ولم تحظ هذه الوفيات الهائلة بأية ضجة أو تغطية في الإعلام العالمي!
قبل فيروس كورونا كانت هناك ضجة قبل أعوام حول إنفلونزا الطيور، وقبلها إنفلونزا الخنازير،وتشير بعض التقارير الطبية إلى أن الغذاء الصيني يعد من أبرز عوامل انتشار هذه الأوبئة المتكررة!
البحوث الصحية أظهرت أن الڤايروس القاتل قد يكون انتقل من تناول مرق الأفاعي أو أكل تكّة الخفافيش،ومن المعروف أن الأصدقاء الصينيين،في ظل كثرة عددهم وندرة الطعام، يأكلون كل ما يتحرك على الأرض من الكائنات الحية، ابتداءً من اللحوم المتعارف عليها إلى لحوم الكلاب والقطط والأفاعي والعقارب والجرذان والخفافيش والصراصر والسلاحف والضفادع وغيرها!
يتوقع بعض الخبراء الأمريكيين الخبثاء أن يصل عدد سكان الصين في منتصف القرن الحالي إلى اكثر من مليارين،وسوف يؤدي التهام الحيوانات من قبل الصينيين إلى إنقراض أغلبها، ومن ثم تنتشر المجاعة،ويتم التحول الرهيب إلى أكل لحوم البشر، وحينذاك سوف تصبح شعوب مجاورة أو بعيدة مجرد وجبات غذائية ساخنة في المطبخ الصيني،وفي ظل هذه التوقعات الأميركية المتشائمة كان ينبغي على مستشاري رئيس الوزراء العراقي المستقيل نصح الرئيس، قبل التوقيع على الاتفاق الاقتصادي مع الصين، ضرورة تضمينه فقرة تمنع الأصدقاء الصينيين من أكل الشعب العراقي بكامل فرقه وطوائفه وأحزابه، بعد ثلاثين عاماً، والذي سيكون تعداده لا يزيد عن 50 مليون فقط، وعدم طبخه في قدور الشوربة الصينية وتناوله في ليلة شتائية باردة، إلى جانب لحوم الكلاب والقطط السائبة!
قصة انتشار فيروس كورونا تعيد إلى الأذهان التضخيم المتعمد في بعض الأخبار الذي يخفي وراءه غالباً أغراضاً مخفية، ويبدو أن التخويف من الفيروس في الإعلام الغربي، وبالأخص الأميركي،سوف يجعل من التنين الصيني ذلك الوحش الذي يريد اجتياح العالم،سواء عن طريق الفكر أم التقنيات الجديدة أم الأوبئة المبيدة، ولا شك أن هذه المبالغة المقصودة في موضوع الوباء الجديد سوف تجعل شركات الأدوية الغربية تحصد من الخوف الصحّي عشرات المليارات من الدولارات، وليس صعباً على تلك الشركات ان تدفع لوسائل الإعلام الفاسدة رشاوى من أجل تسويق منتوجاتها الطبية،ولا تستغرب من ذلك، فالفساد أصبح معولماً ومنظماً، ولم يعد محلياً وفوضوياً،كما هي الحال في العراق، عندما يحصل أحياناً اتفاق بين الطبيب والصيدلي والمختبر على خداع المريض وسرقة أمواله، في عالم بلا أخلاق يسرق فيه الغني الفقير، ويخدعه بلا رحمة!
ولكن مهلاً،يا صاحبي،إذا فسد الطبيب قد يقتل شخصاً واحداً، ولكن إذا فسد السياسي وكان شريكه في الخداع الإعلامي فإنهما قد يقتلان شعباً كاملا!
اشرب كأس ليمون، واغلق الهاتف والتلفزيون، ونم قرير العيون، ولا تجعل فيروس كورون يسرق كوابيسك أو يدمر أحلامك الفاسدون!؟
د. محمد فلحي