وداد ابراهيم
اقامت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين معرضا للرسم الحر (السمبوزيوم) على قاعة الجمعية الكائنة في المنصور بمشاركة أربعين فنانا وفنانة قدموا اعمالا في الرسم وبأساليب واتجاهات عدة وبإحجام مختلفة تتحدث عن انتفاضة تشرين، وما ميز هذه الاعمال انها لم تنجز في مشاغل الفنانين بل انجزت في مقر الجمعية وعلى مدى اسبوع على وفق اسلوب وشروط الرسم الحر.
عن المعرض تحدث الناقد مؤيد البصام لصحيفة الصباح الجديد وقال: المعروف ان الحدث يخلق الاشياء وانتفاضة الشباب موضوع عظيم لأنه ينادي بالتحول والتغيير، وهذا بحد ذاته يخلق افكارا جديدة، الاحتفالية الاولى او الرسم الحر بدأ مع الشباب في ساحات التحرير بأعمال انجزت على جدران ساحة التحرير في بغداد وفي ساحة الحبوبي وفي البصرة اذ اقاموا المشاغل والورش، وهذا ما جر المؤسسات الفنية لإقامة مثل هذا المعرض الذي وجدت فيه اعمالا لها رؤية خاصة وبعض الاعمال التي قدمت بشكل رائع تعبر عن فكرة التغيير التي ينادي بها الشباب”.
اما الناقد الفنان الدكتور جواد الزيدي فقال: ما يميز هذا المعرض ان الاعمال لم ينجزها الفنان في مشغله او مرسمه بل انجزت في جمعية الفنانين التشكيليين ومنذ ما يقارب الاسبوع وهذه الاعمال لها معطيات خارجية تعبر عن علاقة الفنان بالاحتجاج كون التظاهرات حادثة مركزية تدور حولها كل الفعاليات الفنية، والفنانين حتى وان قدموا تجاربهم وتقنياتهم السابقة فلا بد من الاستسلام لمرموزات او علامات لها علاقة بالواقع، المعرض تضمن اعمالا جاءت بعدة اتجاهات واساليب، الرمزية والتجريد وغيرها، وقد حاول الفنان ان يحافظ على اتجاهه إلا انه سحب العمل الى منطقة التظاهر التي اصبحت حدثا مركزيا، الكثير من الاعمال جيدة وهناك اسماء كبيرة واعمال جاءت بأحجام كبيرة”.
من محافظة بابل جاء الفنان صلاح هادي الذي حدثنا قائلا:(السمبوزيوم) الرسم الحر ظهر بشكل جلي في هذه الفترة حتى نتعايش مع الاحداث وحتى لا ننتظر الفنان ان ينجز عملا لمدة شهر ومن ثم يقدمه في معرض او مهرجان، لأن الحالة الساخنة التي يعيشها البلد هي من تحرك الفنان حتى يبين علاقته بالإحداث، وفي هذا المعرض الذي شارك فيه 40 فنانا وفنانة من بغداد والمحافظات لدينا الكثير من الاسماء الكبيرة التي أنجزت اعمالا تعبر عن قضية التصدي الكبير كون المشهد الثقافي اكثر قدرة على الدخول الى اعماق المتلقي، من خلال اعمال مثيرة فيها الغراب او فيها الفتاة او صرخات نساء وغيرها من الرموز الفنية التي تعبر عن اسلوب الفنان.
د. محمد فلحي