بغداد ـ الصباح الجديد:
صدر حديثاً للدكتورة نادية هناوي كتابها الجديد( نحو نظرية عابرة للأجناس في بيِّنيّة التَّجنيس والتَّمثيل ) عن دار غيداء للتوزيع والنشر في الأردن. والكتاب الذي بلغت صفحاته أكثر من ثلاثمائة صفحة من القطع الكبير يدرس قضية الأجناس الأدبية بآفاقها وملابساتها وصور تضاداتها، تنظيرياً واجرائياً، مستنداً إلى فلسفة النص التي منها يأخذ النص أحقيته في أن يكون جنساً أدبياً، معتمداً على المرجعيات النظرية والمخزونات القولية التي أدلى بها منظرو الأجناس واجترحوها على مدى قرن وأكثر. والمطلب هو فك الاشتباك حول التصورات النظرية والادعاءات اللانظرية التي تتضارب فيما بينها حول جدوى الخوض في التجنيس الأدبي وأهمية التعامل معه في نقدنا العربي المعاصر والراهن.
وما بين الولادة الشرعية لجنس لم تعد المحصلات النظرية تسمح بولادة غيره، وبين التفريع والتوليد لأنواع تنضوي هجينة بين جنسين أو أكثر، تتأتى نظرية العبور الاجناسي كمنحى مستحدث مخصوص ومبتكر يطرحه هذا الكتاب لأول مرة في النقدين العربي والعالمي، منظِّراً في العملية التجنيسية، باحثاً عن مواضعاتها وغاياتها، واضعاً للتجنيس العابر سمات بها يتحقق التخطي للحدود والتجاوز على القوالب من أجل إنتاج إبداعي يجسد الأصول لأجل أن يتجاوزها، ويحدد الأطر كي يغرس الجديد فيها، ارتهاناً بالكيفية التي بها يملك الجنس الأهلية موسعاً مساحته ورادماً فجواته بالخرق والتجاوز والهضم والامتصاص والضم وعلى وفق اشتراطات التوليف والصياغة للأساليب والبنى والإطارات التي لا تُنهي حيرة المبدع والمتلقي فقط؛ بل تفتح أبواباً أخرى أوسع للتجريب والإبداع داخل قالب الجنس العابر، كما تتيح للعملية الإبداعية ممكنات جديدة لم تتحها من قبل نظرية الأنواع ولا نظرية الأجناس ولا نظرية التداخل الاجناسي. وبالجنس الأدبي العابر يندمج الحد بالحدود في قالب واحد سيولةً ومرونةً واحتواءً من دون أن يفقد القالب استقلاله وفرادته. هذا واشتمل الكتاب على مستهل وثلاثة فصول وتذييل وخاتمة. حمل الفصل الأول عنوان ( على جادة التنظير العابر للأجناس : الولادة والعقم) وجاء الفصل الثاني تحت عنوان (التجنيس العابر: بينيّة الرؤية الثقافية) وعنون الفصل الثالث بـ ( تمثيلات في الجنس الأدبي العابر).