لازم نفهم .. بأن التعاطي الإعلامي الوطني لم يكن بمستوى الأحداث والظروف والمتغيرات الاباستثناءاتٍ قليلةٍ جداً ويمكن وصفها بالمحاولات الخجولة التي يتم رصدها هنا وهناك .. وقد اثبتت تجربة الأعوام والعقود الماضية هذا الكلام وبما لايقبل الشك أو التأويل!
لازم نفهم .. بأن التعاطي الإعلامي”الساذج” مع الأحداث التي يتعرض لها بلدنا وشعبنا .. سواءٌعلى صعيد نقل وكتابة وتداول الخبرالصحفي أوالصورة أو المعلومة أوالتصريح والتحليل والتحقيق والكتابة والرأي والعمود الصحفي والتقارير ونشرات الأخبار والبرامج والحوارات وصولاً إلى الأخبار العاجلة هي التي أوصلتنا إلى ماوصلنا إليه.. من ضعفٍ و قلقٍ وخوفٍ وارتباك وحَيرَةٍ وعذاب وترددٍ وتمزقٍ وتشتتٍ وضياعٍ وتهجيرٍ وقتلٍ ونزوح… وكل ذلك بفضلِ سقوط بعض وسائل الإعلام في فخ “الترويج والدعاية” لأهداف الاعداء ومخططاتهم، إضافة إلى المبالغة في النقل ” Copy Paste” والتشويش والتشويه” من حيث يعلمون أو لايعلمون أو جهلاً أوتجاهلاً !
لازم نفهم .. بأن الإعلام.. لم يكن بمستوى الأزمات والهزات الكبيرة التي تعرض ويتعرض لها مجتمعنا.. وخاصةً في وضع الرؤى والمعالجات والتوعية والتنوير والتثقيف والبناء والتعاون والتحذيرمن خطورة وتداعيات ما يتعرض له بلدنا ومجتمعنا.. وأخفق في بناء جسور الثقة بين مكونات المجتمع من جهة وبين الجهات المعنية من جهةٍ أخرى .. بل ذهب الى أكثرمن ذلك عندما ساهم في مواضع كثيرةٍ في زعزعةِ الاستقرار .. وبثِ الإشاعات والتحريض والترويجِ للأخبار الملفقة!
لازم نفهم بأن الإعلام الوطني .. أخفقَ في رفعِ الحالةِ المعنويةِ وتعزيزِ حالةِ الانتماءِ والولاءِ للوطن والدفاعِ عنه.
لازم نفهم .. بأن الإعلام “العراقي”..منقسم على نفسهِ وعلى قضايا وطنهِ المَصيرية.. وأصبحَ كل طرفٍ يغني على ليلاه!
لازم نفهم .. بأن غياب الدور الرقابي الوطني المهني التربوي.. ساهم في تفشي ظاهرة الأمية الصحفية.. وتجارة الابتزاز الصحفي والاعلامي.. على حساب المهنية والوطنية، وهذا ماأدى إلى “تكاثر” و”توالد” جوقة المداحون و”الرداحون” والمبتزين وسماسرة الأقلام والافلام .
لازم نفهم .. بأن استفحال وبروز ظاهرة “صحافة الابتزاز والتسول” أدت إلى فقدانِ الثقة بين الجمهور والإعلام بفعل الانحطاط والتردي المهني والأخلاقي!
لازم نفهم .. بأن ظاهرة الإعلام الفضائحي والتسقيطي والتسفيطي… ساهم في التأثير النفسي السلبي المباشر على مجتمعنا!
لازم نفهم .. أن غالبية السياسيين والمسؤولين لايدركون أهمية الإعلام والعمل على تأسيس قاعدة إعلامية رصينة قادرة على التعاطي مع الأحداث والقضايا والأزمات على أسس وطنية ومهنية وشفافة ..والمتابع للمشهد السياسي.. يدرك ذلك!
لازم نفهم .. إن الكثير من القنواتِ الفضائية .. ساهمت في “الانحطاط الإعلامي” من خلالِ التأسيس والترويج لثقافةِالبرامِجِ “التسقيطية و “الفضائحية” بحجةِ الانفتاح والديمقراطية والحريات الصحفية والإعلامية!
لازم نفهم .. أن الصحافة مَثَلُها كَمَثلِ”الأم”.. تستطيع أن تُربي جيلاً طيب الأعراقِ!.
لازم نفهم .. ونتمعن جيداً في ما كتبه رائد الصحافة العالمية جوزيف بوليتزر المولود في هنكاريا عام 1847وصاحب أكبر جائزة عالمية للصحافة تحمل أسمه.. يقول بوليتزر: “إن جمهوريتنا وصحافتها سوف تنهض أو تنهار في نفس الوقت. فالصحافة القديرة، النزيهة (المتجردة)، التي تهتم بالصالح العام، والمتمتعة بعقولٍ ذكیةُ مدرّبة لمعرفة ما هو صائب، والتي تملك الشجاعة لتحقیقه، بإمكانها المحافظة على تلك الفضائل العامة التي بدونها تكون الحكومة الشعبیة التمثیلیة صورية، ومدعاة للسخرية. أما الصحافة المتهكمة التي تشكّك بالفضائِلِ البشرية ، سوف تنتج مع الوقت شعباً خسیساً مثلها. وسلطة صیاغة مستقبل المجتمع الحر ستكون في أيدي صحفیي الأجیال القادمة ” !
• ضوء
الصحافة .. تتحدث بلغة وأخلاقيات .. أهلها !
عاصم جهاد