الصراعات السياسية والحزبية تقسم الايزديين
السليمانية ـ عباس كاريزي:
اعلن رجال دين ووجهاء عشائر عن امارة جديدة لابناء الطائفة الايزدية في مؤشر على استمرار الانشقاق وتعمق الخلافات بين ابناء المكون اليزدي في العراق، ففي مؤتمر صحفي، اعلنت مجموعة من وجهاء ورجال دين الطائفة اليزيدية ، رفضها لاختيار الامير حازم تحسين بك اميرا للايزدية في العراق والعالم، مؤكدة ان ذلك ان دل على شيء فانما يدل على عدم احترام راي ابناء الطائفة الايزدية، وان الامير المنصب لم يرد اي شيء عنه في وصية الامير السابق، الذي ترك الاختيار لابناء الطائفة اليزدية.
واكد المتحدث باسم رجال الدين ووجهاء العشائر، ان اهم الشروط التي يطالب بها ابناء الطائفة الايزدية في اختيار الامير، ان يكون وفقا لما متبع في الديانة اليزيدية وان يخضع للشروط الواجب توفرها في الامير المنتخب، والذي ياتي في مقدمتها، ان يكون والدا الامير المختار من العائلة الاميرية، وان يكون الامير المنتخب مستقلا بعيدا عن الانتماءات الحزبية والسياسية التي لم تتحقق في الامير المنتخب.
واعلن عن رفض ابناء الطائفة لاختيار الامير حازم اميرا لليزيديين ورفض اي تدخل سياسي او حزبي في شؤون ابناء الطائفة اليزيدية، معلنا عن تشكيل امارة سنجار التأريخية تحت راية الحكومة الاتحادية، وتنصيب الامير نايف بن داود سليمان بك، اميرا لتلك الامارة نظرا لتوفر الشروط المطلوبة دينياَ وقومياَ فيه.
بدوره قال الامير المنصب نايف بن داود في تصريح للصباح الجديد، ان على جميع ابناء الطائفة العمل لانهاء معاناة ابناء الطائفة الايزدية وتخليص المختطفين من ابناء الطائفة واعادة حقوقهم المنتهكة.
وعبر عن امله في ان يتمكن بالتعاون مع ابناء الطائفة من تحسين اوضاع الايزديين بالتعاون مع الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، مطالبا بتعويض ابناء الطائفة واعادة اعمار مناطقهم التي ما زالت تفتقر الى الخدمات والبنى التحتية لعودة المهجرين والنازحين منذ عام 2014.
وجرت مراسم التنصيب للامير الجديد في مزار شبيل بن قاسم بحضور وجهاء ورجال دين من ابناء الطائفة الايزدية، الذين باركوا للامير الجديد، متمنين له ان يوفق في اداء مهامه الجديدة، ان يتمكن من انهاء المعاناة والتجاوزات التي خلفها احتلال داعش لقضاء سنجار والقرى التابعة له.
وكان المجلس الروحاني اليزيدي قد قام منتصف شهر تموز الماضي بتنصيب حازم تحسين بك أميرا لليزيديين في العراق والعالم، وذلك خلفا لوالده.
وجرت مراسم تنصيب حازم تحسين بك البالغ 56 عاما، الذي كان نائبا في برلمان إقليم كردستان عام 2009، في معبد لالش بالقرب من قضاء سنجار، وهو أبرز الأماكن المقدسة لدى ابناء الطائفة اليزيدية.
وكان عدد ابناء الطائفة اليزيدية يصل الى قرابة 550 الف نسمة قبل استيلاء داعش على المدينة وانسحاب قوات البيشمركة منها في ظروف غامضة، ما زالت مجهولة لحد الان، وهو ما ادى الى مقتل واختطاف وسبي عشرات الالاف من سكان القضاء على يد داعش، ما زال مصير نحو 6 الاف منهم مجهولا لحد الان.
ويقول الإيزيديون إن ديانتهم انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
وكان اختيار الأمير الجديد قد خلف انقساماً داخل عائلة الأمير الراحل، إذ نشر حفيد الأمير سرمد سرهاد تحسين بك بياناً أدان فيه التنصيب، لعدم احترامه رأي الإيزيديّين، ورأى فيه اتّفاقاً بين المرشّحين للإمارة من دون الرجوع إلى الإيزيديّين، مخالفين وصية الأمير الراحل، وأعلن الحفيد في بيان، رفضه «طريقة فرض الأمير الجديد كأمر واقع حال على الإيزيديين، ومن دون إيلاء أي اعتبار لأرائهم، أو تشكيل مجلس منتخب من عموم الايزيديين، من خلال عقد مؤتمر ايزيديّ عام، واختيار الأمير المقبل».
كما شمل الرفض بعض الأحزاب والكيانات السياسيّة الايزيدية والمثقفين وحتى الشباب من أهالي شيخان، الذين اعلنوا رفضهم طريقة اختيار حازم تحسين بك أميراً للايزيدية، مشككين بشرعيتها، معلنين أن الأصوات المؤيدة لهذه الخطوة لم تحترم إرادة الايزيديين، إذ أنها لا تحظى بقبول عموم الشارع الإيزيدي، ولم تحترم وصية الأمير الراحل تحسين بك الذي أوصى بأن يكون هذا التنصيب بموافقة الإيزيديين.
وقد أقدم الأمير فور تنصيبه، على تعيين اربعة أمراء كنوّاب (أو وكلاء) لتمثيل مختلف الشؤون الإيزيديّة، وهم كاميران خيري بك وكيل للشؤون الدينية، وجهور علي بك وكيلاً لشؤون العلاقات، وشيرزاد فاروق بك وكيلاً لشؤون العشائر، وهرمان ميرزا بك وكيلاً لشؤون الشباب، ممّا قد يشكل خطوة تخفف من الانقسامات، وتسعى إلى تمثيل أوسع لمختلف النخب الأميرية من الإيزيديين.
وكان ابناء الطائفة الايزدية قد اقاموا قبل ايام باحياء الذكرى الخامسة لاحتلال قضاء سنجار من قبل ارهابيوا داعش، عام 2014، استذكروا فيها الماسي والويلات والجرائم التي طالتهم نتيجة لتلك الاحداث.