متابعة الصباح الجديد:
تلك القيود التي تُكبل قلم كاتب الأعمال الدرامية؛ ليس لها سلطة على مؤلفي أفلام الرسوم المتحركة، وحلم كل كاتب هو التعبير عمّا يصخب في عقله من دون أي قيود إنتاجية أو فيزيائية يصعب تجسيدها على أرض الواقع أمام الكاميرات. هل تريد البطل أن يطير. لك هذا، هل تريد أن تُسقط الحائط كاملًا على «توم» حتى يساوي جسده الأرض، ثم يقف على قدميه وكأن شيئًا لم يكن ويعود لمطاردة «جيري» مرة أخرى بالحماس نفسه؟
لكن هناك من تحرر من هذه القيود وترك المنطق على باب غرفة مكتبه، ومن السهل أن تجد ممثلًا هنديًا يقف أمام 10 أشخاص يغرقونه بالرصاصات، فيجمع تلك الرصاصات بفمه، ومن ثم يطلقها عليهم واحدًا تلو الآخر، وتطرف الخيال لم يتوقف عند الشعب الهندي فقط، بل إن اليابانيين تفوقوا عليهم في إنتاج قصص غريبة لم يفكر فيها أحد من قبل، مثل سلسلة الإعلانات التي تدور حول أسرة الأب فيها كلب، فتخيل عندما تمنح عقلية بهذا الخيال منحة الرسوم المتحركة، حيث لا يوجد أي حدود للخيال بالفعل.
أعمال الإنمي والـ «مانجا» اليابانية تنتج مجموعة من أغرب القصص التي قد تمر عليك سواء كنت قارئًا لتلك القصص أو محبًا لأفلامها.
اليك أغرب إنتاج الإنمي الياباني ما بين الفيلم والمسلسل والقصة المصورة.
محاربة « الصلع»
كائنات غريبة تغزو الأرض، لديها أغراض ضد الجنس البشري، كلا لا تظن أن تلك الإمبراطورية الشريرة تريد القضاء على الجنس البشري، ولا تريد خطف الأطفال والنساء، وليس في نيتها سرقة موارد الطاقة التي تمنح البشر الحياة، فهم لهم أجندة من وجهة نظر المسلسل هي أكثر خطورة من كل هذا فهم يريدون نشر «الصلع» لدى كل البشر! لكن لا تقلقوا، هناك وسيلة لمحاربة الصلع، وهي البطل المغوار «Bobobo-bo Bo-bobo» الذي يحمل المسلسل اسمه نفسه فهو الوحيد القادر على محاربة هؤلاء الأشرار الطامعين في شعر كوكب الأرض، لامتلاكه سلاحًا فتاكًا ومدمرًا؛ هو شعر أنفه والذي يخرجه ويجلد به أعداءه ويقاتلهم.
هل وجدت فتاة أحلامك؟
كل رجل يحلم بالمرأة التي يريدها أن تشارك حياته، يتخيلها بملامح معينة، ربما يفضلها سمراء أو شقراء، أو ربما هو لا يهتم بالشكل الخارجي وكل أحلامه تدور حول صفاتها الشخصية، والبعض يبدأ بكتابة قصص عنها، بينما آخرون قد يحاولون رسمها، والبعض الآخر تزوغ أعينهم في الطرقات بحثًا عنها، ولكن بطلنا في هذا المسلسل تنبت له تلك الفتاة من ذراعه.مع تطور الأحداث في مسلسل الإنمي «Midori Days»، تنشأ قصة حب بين البطل والفتاة التي نبتت من ذراعه، ويدرك أن تلك الفتاة كانت تحبه منذ فترة طويلة وتلك كانت أمنيتها التي تحققت، وهي أن ترتبط به للأبد.
الجزيرة المحظوظة
«تلك الجزيرة المحظوظة يعيش عليها جنيات بُنية»؛ وتلك الجنيات البُنية التي يتحدث عنها إعلان مسلسل الإنمي «Unko-san» هي فضلات البشر، التي اختارت أن تبعد عن كل صخب الحياة وتعيش في جزيرة صغيرة لا يسكنها سواهم.
الأحداث في تلك الجزيرة مثلها مثل المجتمعات المُغلقة في القرى الصغيرة التي يسكنها البشر، علاقات معقدة بين الشخصيات، صراعات الآباء مع الأبناء واختلاف وجهة نظر الأجيال المختلفة من الفضلات، بجانب العديد من قصص الشجاعة والحب أيضًا، فهل لديك القدرة لمشاهدة هذا المسلسل من دون أن تشعر بالغثيان؟
اللعنة الغامضة
بوركو روسو سينقذنا جميعًا، حتى وإن شُنت الحرب العالمية الأولى في الثلاثينيات بإيطاليا، روسو هو الحل سيحوم بطائرته حول الأشرار ويقضي عليهم جمعيًا، وكلما رأينا من بعيد ملابس بوركو المميزة والتي تشبه ملابس شيرلوك هولمز سنهلل فرحًا ونصرخ: لقد عاد بوركو الخنزير لينقذنا.
أنت لا تسبّه بهذا الهتاف فبطل فيلم الإنمي الياباني «Porco Rosso» هو خنزير ولكنّ له تشريحًا جسديًا يشبه الإنسان، وليس عليك أن تشعر بغربة تجاهه ، فهو كان إنسانًا مثلك في يوم من الأيام، ولكن لعنة غامضة حولته من شاب وسيم إلى خنزير، وأنت أيها المتفرج ليس عليك أن تفهم سبب اللعنة أو كيف تعمل، قد لا ترى الفيلم منطقيًا ولكن شعب اليابان بالتأكيد يرونه فيلمًا رائعًا، وحين عرضه عام 1992 على شاشات السينما في اليابان ، تصدر الإيرادات مدةً طويلة.
فتاة في زجاجة
يلعب الطفل على الشاطئ، ويبحث عن قواقع مميزة يحتفظ بها، يشعر بشيء صلب يلمس قدميه، ليجد زجاجة قادمة من البحر ورست عند قدميه، وهي ليست فارغة، ولكن ليس بها رسالة كالمعتاد، فالزجاجة بداخلها فتاة، لكنه ظن أنها سمكة ذهبية وقرر أن تكون حيوانه الأليف.
فيلم الإنمي «Ponyo» ليس غريبًا فقط ولكنه أيضًا لا يكترث للمنطق، كيف وصلت الفتاة لزجاجة؟ عندما كانت تزور والدها في العمل، وبما أن والدها مكان عمله في أعماق البحار، ولأنها فتاة صغيرة وطفلة، لفت نظرها قنديل بحر غريب الشكل وقررت مراقبته، ومن دون أي مبررات أو توضيح دخلت الفتاة داخل زجاجة وأصبحت سجينتها حتى وصلت تحت أقدام الطفل الصغير الذي سيكتشف فيما بعد قصتها الغريبة.
حب من طرف واحد
هل عشت تجربة الحب من طرف واحد؟ والتألم في صمت من احتياجك لهذا الشخص؟ هل تمنيت أن تستيقظ في يوم وتجد نفسك معه في منزلٍ واحد؟ هل حلمت باليوم الذي ستصبح فيه ثلاجته؟ نعم ثلاجته.
القصة المصورة برسم المانجا، «The Female Fridge no. 1» تحكي عن فتاة تستيقظ في يوم وتجد نفسها في بيت حبيبها الذي كانت تراقبه عن بعد، ولكنها لا تستطيع التواصل معه في تلك الحالة لأنها تحولت إلى ثلاجة لها وعي بشري، وكان عليها خلال القصة أن تتأقلم مع كينونتها الجديدة، وفي المقابل تحاول محاربة النساء الأخريات اللاتي يقابلهن حبيبها في البيت، وفي النهاية، المهمة الأصعب، أن تقنعه بحبها.