اول وزير بغدادي منح لقب ذي الرياستين ومعنى ذلك رياسة الحرب ورياسة التدبير وهو اول وزير اجتمع له اللقب مع التأمير اي انه وزير وامير.
وهو اول وزير رغب خليفة بغداد المأمون في زواجه من احدى بناته وهو اول وزير حاول نقل الخلافة من بني العباس الى بني علي عندما قرر الخليفة المأمون اخذ البيعة للأمام علي بن موسى الرضا عام 201هـ.
هو اول وزير حاول تغيير لباس السواد العباسي الى لباس الخضرة العلوي ذلك ان لباس الخضرة هو لباس الجنة كما اشيع في وقتها كذلك فان بغداد زمن وزارته اصبحت دنيا العلم وعالم الثقافة والادب والمعرفة فكانت بغداد في عصرها الذهبي.
وهذا الوزير هو الفضل بن عباس الذي انتهت حياته عندما قام الخليفة المأمون بدس جماعة فقتلوه بالحمام ودس السم الى الامام الرضا (ع)، في عنب او في عصير الرمان عندما كان الامام في طريقه الى بغداد فتوفي في مدينة طوس الايرانية. والخليفة المأمون هو عبد الله بن هارون الرشيد بن المهدي بن جعفر المنصور سابع خلفاء بني العباس في بغداد وفي عهده وعهد وزيره توسعت الدولة العباسية حيث ضمن اراضي جديدة وبنهايته بدأ تقهقر الدولة العباسية وبدأ النفوذ التركي وقد بلغت حركة الترجمة والعلوم والمعارف والفلسفة والطب اعلاها في بغداد في هذا الزمن وانشئ بيت الحكمة.
توفي المأمون عام 218هـ بطرطوس وبعد وفاة هارون الرشيد ظهرت الخلافة بين الاخوين الامين ووالدته زبيدة العربية وبين المأمون وتولى الخليفة الامين في بغداد عزل اخيه المأمون في فارس عن جميع ما كان ابوه هارون الرشيد ولاه وامر الامين ان ينادى بابنه موسى ونهى عن الدعاء على المنابر لأخيه المأمون وعندما التقى جيش الامين بقيادة علي بن عيسى بن ما هان مع جيش اخيه المأمون بقيادة الطاهر بن الحسين انتصر جيش المأمون وقتل قائد جيش الامين ووصل جيش المأمون من فارس الى بغداد عام 197هـ وحاصرها وضربها بالمجانيق وتم قتل الخليفة الامين عام 198 هـ ,وهنا بايع اهل بغداد ابراهيم بن المهدي عم الامين والمأمون وشقيق هارون الرشيد الذي كان من اعلام الغناء والموسيقى والشعر ولكن هذا لم يطل حيث اختفى ابراهيم بزي النساء ولكن عندما قبض عليه عفى عنه المأمون بعد دخوله بغداد عام 204هـ وعندما سألت زبيدة ام الامين المأمون عن سبب جعل الامام الرضا وليا للعهد اجابها اني رأيت الامام علي احسن الى بني العباس فقد ولى عبد الله بن العباس للبصرة وولى عبيد الله بن العباس اليمن وولى قسم سمرقند وما رأيت احدا كافأ الامام علي على فعله فأحببت ان أكافئه ويذكر الجهشياري صاحب كتاب الوزراء والكتاب انه لما قتل الطاهر قائد جيش المأمون الامين انفذ رأسه الى المأمون فقال الوزير الفضل امرناه ان يبعثه اسيراً فبعث به عقيراً وقام الوزير بإدخال رأس الامين الى الخليفة المأمون على درس بيده فأمره المأمون ان يكتب كتاباً بما حصل فكتب الوزير والكاتب احمد بن يوسف انه المخلوع أي الامين كان قسيم امير المؤمنين أي المأمون في النسب واللحمة لكنه خرق حكم الكتاب والسنة في الولاية وفارق عصمة الدين وخرج عن الامر الجامع للمسلمين ونبه الى دور ابن نوح وكيف ان الكتاب الكريم قد ذم ابن نوح وان الامين فارق عصمة الدين وخرج عن جامع المسلمين واستقامت الامور للخليفة المأمون ورد التدبير الى الوزير الفضل بكونه ذي الرياستين وذي القلمين .
وان الخليفة المأمون لما ارسل الوزير الى بغداد خرج مودعاً له وعقد المأمون للوزير على سنان اي سيف ذي شعبتين واعطاه مع العقد علماً قد كتب عليه لقبه وكان الوزير الفضل اول وزير لقبه المأمون بصفة الامير حتى ان الخليفة المأمون كتب للوزير ما يلي اغنيت يا فضل بن سهل بمعاونتك اياي على طاعة الله واقامة سلطاني فرأيت ان اغنيك وقد اقطعتك السيب بارض العراق لما انت عليه من النزاهة ولما قمت به من حق الله وحقي.
وذكر أحد خواص الخليفة المأمون ان الخليفة أخبره بانه اراد زواج الوزير من احدى بناته لكنه ابى وقال لو صلبتني ما فعلته ولكن الوزير كان مهذاراً مكثاراً يشير بيده إذا تكلم وكان يقول عجبت لمن يرجو من فوقه فكيف يمنع من هو دونه وان الامور بتمامها والاعمال بخواتيمها وان قبول السعاية شر من السقاية لان السعاية دلالة القبول اجازة لهم وقيل في ولاية العهد للأمام علي بن موسى الرضا انه اراد ان ينقل ملك بني العباس الى بني علي وقال الشاعر في مدحه: –
«ترى عظماء الناس للفضل خشعاً إذا ما دنا والفضل لله خاشع «.
ويقول الطبري ان الذي دفع المأمون للبيعة للأمام الرضا هو انه نظر في بني العباس وبني علي فلم يجد احداً هو افضل ولا اورع ولا اعلم من علي بن موسى الرضا وانه سماه الرضا من الـ محمد وكان الوزير هو الذي اوحى الفكرة للمأمون اذ يقول الفخري ان الوزير هو القائم بأمر البيعة والمحسن لها وقيل ان سبب ذلك يكمن في دور الامام الرضا عندما هجم اهل فارس على دار الخليفة المأمون ولم يهدؤوا الا بعد ان طلب منهم الامام ذلك وقيل ان البيعة كانت بعد ان خلع الخليفة الامين اخيه الخليفة المأمون بتأييد اهل بغداد فاقسم بانه اذا انتصرعلى اخيه سيؤول الملك الى بني علي ,ولكن لا ينكر أي مؤرخ الدور الرئيس في تغلب الخليفة المأمون على اخيه الخليفة الامين حيث كان للوزير الفضل بن سهل في ذلك لذلك فان المأمون خول الوزير جميع سلطاته على الرغم من انه ارسل لقتل الوزير في احد الحمامات وانه قدم السم الى الامام الرضا في رمانة وعندما تناولها توفي الامام الرضا قبل وصول المأمون الى بغداد .
طارق حرب
أول وزير في بغداد اجتمع له اللقب مع التأمير
التعليقات مغلقة