اختتمت يوم امس فعاليات مهرجان بابل الدولي السادس، بمشاركة محلية وعربية وعالمية بمختلف الفنون والآداب.
حيث شهد منهاج الحفل الختامي عروض مسرحية واغان تراثية وشعبية تغنت بالانتصارات التي تحققها القوات الأمنية. هذا العالم، كان مختلفا ومميزا، من حيث ان المهرجان استطاع ان يعيد الحياة الى اماكن مهمة في بابل الأثرية، لم يدخلها احد منذ التغيير ولحد الآن، كقاعة العرش التي تحولت الى منبر ثقافي، القي فيها القصائد الشعرية، وعرضت فيها المسرحيات. كان المهرجان بحق، رسالة واضحة لكل العالم بأن بابل لم تمت، وانها لازالت تنبض بالثقافة والموسيقى والحياة، رغم كل الظروف الأمنية والسياسية والوضع العام للبلد، استطاع المهرجان، ان يكون متنفسا ثقافيا وسياحيا للكثير من البابليين المتعطشين الى الثقافة والفنون.
لقد ترك المهرجان انطباعات كثيرة لدى ضيوفه من العرب والأجانب، فبابل بقيت راسخة في اذهانهن وعقولهم، لما وجوده فيها من حضارة عريقة ممتدة الى آلاف السنين، لكنها للأسف منسية، لا يتذكرها احد.
اليوم سعى القائمون على المهرجان الى بث الحياة في بابل، ولفت الانظار اليها، عسى ان يتحرك شيء لدى المسؤولين للسعي الى اعادة الاعتبار لبابل واعطائها مكانتها الحقيقية. بمهرجان بابل، انتصرت المدنية، والحرية، وشاع روح التسامح والمحبة بين ابناء الشعب الواحد، فهو ساهم بأن يرسل شعراء موصليون رسائل محبة وعرفان الى المهرجان والجمهور وكل من سعى لأن يتغلب على كل محاولات التفرقة، فكانت آشور حاضرة في عمق بابل، بثقافتها وروحها وحضاراتها، لتؤكد ان العراق بلد حي، وان حضاراته لن تموت مهما امتد بها الزمن.
بقي ان ننتظر ما سيخلفه المهرجان لدى متابعيه وجمهوره وضيوفه، عبر السعي الى تحقيق الهدف الذي عقد من اجله، وهو اشاعة الثقافة والتنوع الثقافي والاختلاف الحضاري الذي هو مدعاة للحوار والتكاتف.
اضافة الى السبب الأهم وهو لفت انظار مسؤولي اليونسكو للموافقة على ادراج بابل ضمن لائحة التراث العالمي، وهو الأمر الذي لن يتحقق دون ان يجد من ينبناه ويؤمن به، خصوصا من السياسيين واصحاب القرار.
سلام مكي
وانتهى مهرجان بابل
التعليقات مغلقة