رائد مسلم: سمعت صوت “الآذان” من محطة الفضاء..

متابعة – الصباح الجديد:

تتميز رحلة جراح العظام شيخ مظفر شكور، أول رائد ماليزي إلى محطة الفضاء الدولية في 10 أكتوبر 2007 بالعديد من الجوانب المثيرة والأبعاد الروحية وخاصة أنها جرت في شهر رمضان المبارك.

بعد أن تم اختياره للرحلة الفضائية، أمضى شيخ مظفر شكور عاما في روسيا يتدرب على مهارات البقاء على قيد الحياة في الظروف القاسية مثل حرائق الغابات والطقس الثلجي شديد البرودة.

تدرب أيضا هذا الطبيب المتخصص في جراحة العظام ورواد آخرين على القفز بالمظلات في منطقة باردة نائية في سيبيريا، وهناك تُرك المتدربون بمفردهم لمدة 3 أيام للتكيف مع مثل هذه الظروف القاسية. في تلك التجربة كانوا يعملون على قطع الأشجار في درجة حرارة 45 تحت الصفر.

عن تجربته المثيرة، يتحدث مظفر شكور الذي انطلق إلى محطة الفضاء الدولية على متن المركبة الروسية “سويوز تي إم إي-11″، قائلا: “تم اختياري من بين 11435 شخصا، ليس لأني كنت الأسرع أو الأقوى. ساعدني عقلي على الفوز. لقد نشأت في عائلة مكونة من خمسة أولاد. لطالما كرهت الخسارة وناضلت حتى فزت. كانت عائلتي داعمة للغاية في التحضير لرحلتي إلى الفضاء. فقدت أمي 12 كيلوغراما بينما كنت أتدرب. قال لي والدي ألا أعود حتى أذهب إلى الفضاء. أعتقد أنه يمكن لأي شخص السفر إلى الفضاء، لكن عليك أن تكون متطورا عقليا”.

قبل الانطلاق إلى الفضاء حرص رائد الفضاء الماليزي الأول على معرفة كيفية أداء الصلاة والصيام بالصورة الصحيحة في محطة الفضاء الدولية، واستشارت وكالة الفضاء الماليزية عددا كبيرا من الفقهاء المسلمين في مؤتمر نظم بالخصوص.

هذه الحاجة أملاها تغير اتجاه القبلة في محطة الفضاء الدولية التي تدور على ارتفاع 340 كيلو مترا من سطح الأرض، في كل ثانية، وفي بعض مراحل مدار المحطة، يمكن أن يتحرك اتجاه القبلة حوالي 180 درجة خلال صلاة واحدة.

بهذا الشأن ذكر مظفر شكور في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول: “يعتمد وقت الصيام والصلاة على مكانك في الفضاء. عندما انطلقت مركبة الفضاء من كازاخستان، أخذنا في الاعتبار التوقيت المحلي في كازاخستان. صليت خمس مرات في اليوم مع مراعاة الوقت في كازاخستان. كان عليك أن تدير وجهك نحو الأرض من أجل الصلاة في اتجاه مكة المكرمة. كانت محطة الفضاء في وضع يمكنك من رؤية الأرض مباشرة”.

من بين الانطباعات اللافتة والمثيرة عن تجربته الفضائية، قال رائد الفضاء الماليزي: “كل من يذهب إلى الفضاء يشعر بالمعجزة. سمعت صوت الآذان في محطة الفضاء، لم يشعر به رواد الفضاء الآخرون، لكن كان بإمكاني سماع ذلك النداء جسديا. لم أكن مندهشا جدا من صوت الأذان، لأن وجود وقوة الله سبحانه وتعالى محسوسة في كل ثانية من إقامتي في الفضاء. كوني في الفضاء، شعرت بأنني قريب جدا من الله. كنا نتحرك بسرعة في الفضاء. أثناء أداء واجباتي الدينية، لم أشعر بالجوع أو العطش أو التعب”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة