لرمضان هيبة وحضور في الشارع والبيت ومكان العمل

وداد ابراهيم
لرمضان هيبته ووقار أيامه، وله في صباحاته حضور مميز في الشوارع العامة والأزقة، فلا تجد مطعمًا قد فتح أبوابه للزبائن، بل إن الكثير من المطاعم تغلق صباحًا، أما التي تفتح، فتغطي واجهتها بستارة يُكتب عليها “رمضان كريم، المطعم مفتوح”، وذلك على ألا يشاهد المارة أي شيء من داخل المطعم، احترامًا لهيبة هذا الشهر الفضيل ومراعاةً للصائمين الذين يجوبون الأسواق والشوارع لقضاء حوائجهم. الا انها تقدم وجبة الافطار والسحور.
كما يتوقف الكثير من الباعة المتجولين، مثل أصحاب عربات العصائر والأكلات الساخنة والحلويات، احترامًا للمارة، فيما يرى البعض أن التجوال في الشوارع لن يجلب له زبائن، لأن غير الصائم غالبًا لا يتوقف للشراء أو الأكل أمام الناس. وهذا هو الشهر الفضيل، الذي يفرض طقوسه دون قيد أو سلطان يجبر الناس على الالتزام بها، بل لأن له هيبة ووقارًا في نفوس المسلمين، فيمتثلون لتقاليده برضا وقناعة.
وأكثر من ذلك، ففي البيوت، تمتنع الكثير من ربات المنازل عن الطبخ صباحًا لغير الصائمين، بل يحاول غير الصائم سد جوعه بما تبقى من مائدة السحور، ويتجنب الأكل أمام الصائمين مراعاةً لمشاعرهم. وحتى في الدوائر الحكومية والمؤسسات، يمتنع غير الصائمين عن الأكل خلال ساعات الدوام، مكتفين بما يجدونه في منازلهم بعد العودة من العمل.
ذلك هو شهر الخير والبركات، الذي تظل طقوسه وعاداته سائدة طوال أيامه، فتغمر النفوس بالسكينة والروحانية، ويجتمع الناس فيه على الاحترام والتآلف، فتتجلى أسمى معاني التضامن والتراحم بين الجميع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة