أديب كمال الدين
لا أتذكّرُ هل أنا الذي قالَ للحرف
أم الحرف قد قالَ لي؟
لكنّي أتذكّرُ الصوتَ جليّاً يدمدم:
إن أنكرتني مَرّةً فلنْ تعرفني ثانيةً.
إن أنكرتَ أنّي رأيتُكَ
تتقلّبُ على الجمرِ حتّى مَطْلعِ الفجر،
تتقلّبُ في غرفِ الدخانِ والأرقِ حتّى صياحِ الديك،
تضيعُ في شوارعِ الظلمةِ والظلامِ حتّى وميضِ السكين،
تغرقُ في ثقوبِ الجسدِ حتّى احتراقِ الذاكرة،
ترتبكُ في غرفةِ الكلامِ حتّى بابِ المَلام،
ترتجفُ في مَوقفِ العُري حتّى سريرِ الموت.
إن أنكرتَ هذا كلّه أو بعضه
فلنْ تعرفني.
*
آهٍ أنا لم أنكرْ شيئاً، أيَّ شيء.
لكنْ: هل أنا الذي قالَ للحرفِ هذا
أم الحرف قد قالَ لي كلَّ هذا الكلام؟