وداد ابراهيم
خرجت احصائيات حالات الطلاق بأعداد كبيرة تصل الى آلاف الحالات خلال الشهر الواحد في عموم بغداد والمحافظات، وعمد بعض المهتمين الى ايجاد حالات الطلاق بالساعات ووصل عددها الى 8 حالات بالساعة الواحدة لتتشابه الاسباب والمسببات، ولعل أهمها الحالة الاقتصادية أي الفقر، إضافة الى قلة وعي الفتاة لأهمية الحفاظ على العائلة والأطفال. ويعد الطلاق الحالة الاجتماعية التي لها تداعيات كبيرة، ولها الكثير من السلبيات التي تؤثر على المجتمع باعتبار المجتمع العراقي من المجتمعات المتمسكة بالعادات والتقاليد.
الباحثة الاجتماعية نهى سلمان تقول: لقد تنبه خبراء القانون والعاملون في البحث الاجتماعي الى أن هناك حالة اجتماعية خطيرة، الا وهي تزايد حالات الطلاق في المحاكم، ويعمد البعض الى رفض تأجيل حكم القاضي بالطلاق، وانتظار رأي الباحثة الاجتماعية، لأنه لا يعرف المشاكل والمصاعب التي تترتب على العائلة أو على المرأة بعد الطلاق. كما وجدنا أن هناك تقبلا كبيرا من الأهل للطلاق، وموافقة من أهل الزوج والزوجة، وهذا ما يجعلنا نستغرب من التغيير الكبير الذي حدث في المجتمع، ويجد البعض أن الطلاق هو الحل الأسلم، للخروج من المشاكل العائلية الى بر الأمان، وصار عمل البحث الاجتماعي لا جدوى منه، وذلك لإصرار الطرفين على الطلاق للتخلص من المشاكل التي يتعرض لها الزوجان في بداية الحياة الزوجية.
الباحثة الاجتماعية ندى رفعت قالت: أكثر من يثير الاستغراب هي الأسباب التي تؤدي الى الطلاق، وهي أسباب واهية ويمكن التغلب عليها بسهولة، ولا تعد أصلا مشاكل، بل بعض المصاعب المادية، والتي ممكن التغلب عليها وتجاوزها بسهولة، وكثيرا ما أجد أن الفتاة تصر على الطلاق لأسباب مادية أو لأنها تريد أن تعيش في بيت منفرد، بعيدا عن أهل الزوج فيما يصر أهل الزوجة على أن يكون لها بيت منفرد، لأنها تريد أن تتمتع بحريتها. وإزاء ذلك نجد أن الزوج لا يستطع أن يسدد مصاريف الايجار، وهذا ما يؤدي الى الطلاق. وأقصد أن الأسباب التي تؤدي الى الطلاق لم تكن موجودة بين الازواج قبل أحداث عام 2003 إضافة الى أن الفتاة تتزوج ليس من أجل أن يكون لها بيت وعائلة، بقدر ما هي تريد أن تثير غيرة البعض، بأنها تزوجت وأقامت حفلة كبيرة، وانفقت المصاريف على مراسيم زواجها. وحين تبدأ الحياة الزوجية وما عليها أن تقدمه لحياتها الجديدة، نجدها تهرب من مسؤولية الزواج الى الحل الأمثل وهو الطلاق. والغريب أن العوائل تتقبل ذلك وتساعد على الحصول على حكم الطلاق ومن ثم مطاردة الزوج بالنفقة وغيرها من التفاصيل.
السيدة سرور عدنان قالت: تزوجت بعد علاقة حب دامت أكثر من عام. لكن وجدت أن زوجي له علاقات مع فتيات على شبكة التواصل الاجتماعي، وحدث بيننا شجار، انتهى بأغلاق صفحته، الا أنه كان يعد أن تلك العلاقات وهمية، ولا تشكل له الا المتعة، خلال تواجده على شبكة التواصل الاجتماعي. وحين اشتد الخلاف بيننا نصحني الكثير بالطلاق منه، إضافة الى أنه يحاول أن يتهرب من مسؤولية البيت، وتسديد مصاريف الايجار. وكثيرا ما كنت أطلب من أهلي مصاريف البيت ودفع الايجار، حتى وجدت أن الطلاق الحل الأمثل لأنهاء هذه العلاقة التي بدأت بسرعة وانتهت بسرعة.
الطلاق يجده البعض الحل الامثل وخبراء البحث يجدونه مشكلة اجتماعية كبيرة

التعليقات مغلقة