تراجع غير مسبوق لسوق العمل
الصباح الجديد ـ متابعة:
أظهرت بيانات سوق العمل في بريطانيا خلال آذار الماضي تراجعا غير متوقع مع انخفاض أعداد العاملين في الشركات لأول مرة منذ أربعة أشهر وانسحاب مزيد من الأشخاص من قوة العمل.
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصادرة أمس، تراجع عدد العاملين في بريطانيا خلال الشهر الماضي بمقدار 56 ألف عامل، وفقا لـ”الألمانية”.
وفي الوقت نفسه، تراجع معدل البطالة خلال الأشهر الثلاثة الماضية حتى نهاية شباط الماضي إلى 4.9 في المائة، بسبب تحول نحو 80 ألف شخص إلى خاملين اقتصاديا، ما يشير إلى توقفهم عن البحث عن عمل.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء، أن الأرقام تشير إلى الندوب التي ظهرت على الاقتصاد البريطاني بعد ثلاث جولات متتالية من إجراءات الإغلاق للسيطرة على جائحة فيروس كورونا المستجد التي أدت إلى إغلاق أبواب معظم المتاجر والمطاعم وأماكن الترفيه. كما عانت جميع هذه القطاعات انخفاضات كبيرة في الوظائف ذات الرواتب الثابتة، على الرغم من جهود ريشي سوناك، وزير الخزانة، لحماية الوظائف من خلال برامج دعم أجور العمال. وفي الوقت نفسه، ارتفع عدد طلبات الحصول على إعانة بطالة في بريطانيا خلال الشهر الماضي بمقدار عشرة آلاف طلب بعد ارتفاعه بمقدار 67.3 ألف طلب في الشهر السابق، وفقا للبيانات المعدلة.
وارتفع معدل نمو الأجر الأساسي في بريطانيا خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في 28 شباط الماضي إلى 4.4 في المائة، مقابل 4.3 في المائة، في الأشهر الثلاثة السابقة. وجاءت هذه الزيادة نتيجة التراجع في أعداد الوظائف ذات الأجور المنخفضة في البلاد بسبب جائحة فيروس كورونا.
وتوقع معظم خبراء الاقتصاد – استطلعت “رويترز” آراءهم – أن معدل البطالة، الذي واجهته الحكومة ببرنامج ضخم لدعم الوظائف، سيرتفع إلى 5.1 في المائة، من 5 في المائة، في الأشهر الثلاثة حتى كانون الثاني . وقال مكتب الإحصاءات الوطني: “إن هناك ارتفاعا ملحوظا في عدد الوظائف الشاغرة في آذار ،خصوصا في قطاعات مثل الضيافة، الذي سمحت السلطات بعودته إلى العمل من خلال أماكن مفتوحة الأسبوع الماضي”.
ومدد ريشي سوناك، وزير المالية، في آذار خطة تدفع الحكومة بموجبها أجور نحو واحد من كل خمسة موظفين حتى نهاية أيلول على الرغم من أن أرباب الأعمال سيكون عليهم الإسهام في بعض تكاليف هذه الخطة بدءا من تموز ،ولولا هذا البرنامج لكان معدل البطالة أعلى بكثير.
وقبل عام، قالت جهات تقدم توقعات للميزانية في بريطانيا: “إنه ربما يصل إلى 10 في المائة”. وسيراقب بنك إنجلترا المركزي عدد الوظائف المفقودة عند انتهاء أجل هذه الخطة، بينما يدرس إلى متى ستظل الحاجة إلى استمرار برنامجه الضخم للتحفيز الاقتصادي.
وكانت قد شهدت المحال البريطانية نشاطا إيجابيا حقيقيا بعد أن أعادت المخازن فتح أبوابها في إنجلترا وويلز الأسبوع الماضي، طبقا لخبراء في قطاع البيع بالتجزئة، وفقا لـ”الألمانية”.