بغداد ـ الصباح الجديد:
ضمن سلسلة « سرد» التابعة لدار الشؤون الثقافية العامة في بغداد، صدرت المجموعة القصصية» متحف النصوص» للشاعر والقاص صادق الطريحي. وتقع المجموعة 168 صفحة من القطع المتوسط. ويأخذنا متحف نصوص الطريحي الى أماكن وشخوص وأزمان مختلفة، بدءا من محلته الأولى، وليس انتهاءً بجبهات القتال التي تأبى إلا أن تكون الثيمة الأبرز في المجموعة. ويبدو أن عنوان المجموعة، سعى الطريحي من خلاله الى منح القارئ فرصة لاختيار ما يناسبه من تأويل. فالمتحف هو المكان المخصص لآثار الماضي، من قطع أثرية مختلفة، ومتعلقات تخص الحضارات القديمة والأزمان المختلفة. نصوص صادق الطريحي، التي تتحدث عن أزمان مضت، لكنها لازالت ماثلة في الأذهان، تأبى مفارقتها، وهي لا تخص المؤلف وحده، بل تخص جميع من عايش تلك المرحلة، وهي مرحلة الحرب في ثمانينيات القرن الماضي، وحتى الحرب الأخيرة والجارية حاليا. إذ نعيش أياما عبارة عن حروب وأزمات. الطريحي، وكعادته، وظّف خزينه الثقافي والتاريخي، في مجموعته هذه، عبر الاستفادة من النصوص الدينية والتاريخية وحتى الأدبية، وهذا ما نلاحظه في عناوين المجموعة: الشدة بعد الفرج، مئة عام من السرد، تكبير، تدوين الدولة الشرقية، ذاكرة بورخيس.. هذه العناونين، تحيلنا الى تيارات ثقافية مختلفة، وهي تشير الى تنوع قراءات الطريحي، ونهله من مختلف أنهر التراث والأدب. في متن القصص، نجد قيمة تكاد تكون طاغية على باقي الثيمات، وهي ثيمة الحرب. فرغم أنها ليست بجديدة، وثمة من استخدمها، في قصصه، لكن الطريحي هنا، يسعى لأن يخرجها بقالب ونسق مختلف، من خلال الاتكاء على تقنيات متعددة ومختلفة، تغري القارئ بالسير في قراءة القصة حتى النهاية. وصادق الطريحي، شاعر وقاص وأكاديمي تولد الحلة/ 1964. له سجل حافل بالجوائز والمشاركات داخل البلد. صدر له: تجربة في سيمياء الخلق عام2002 و للوقت نص يحميه عام 2009 ومياه النص الأول عام 2011 وغيرها العديد من الكتب.