أربيل ـ وكالات :
اجتمع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني مع الاحزاب السياسية الكردستانية وبحث اللقاء التشاوري للاحزاب الكردستانية التطورات الخطيرة الي ترتبت علي سقوط مدينة الموصل ومدن وقصبات اخرى في محافظات صلاح الدين وديالي وكركوك، بعد انسحاب الجيش والقوات الامنية العراقية منها وبعد فشل الحل سياسي في الانبار والفلوجة، وتوقف اللقاء عند التداعيات السياسية والعسكرية والامنية لهذا الوضع المتجمد، والاسباب والعوامل التي كانت في اساس تمكين داعش من احتلال منطقة سكانية واسعة، وتكبيد الجيش خسائر بشرية ومادية وعسكرية.
وجرى التاكيد في اللقاء علي الدور السلبي لتراجع العملية السياسية، وافراغها من مضامينها الديمقراطية الوطنية، مما ادى الى تآكلها وتفكك تحالف القوى المعنية بها وانطلاقها، وممارسة نهج سياسي بالضد من الدستور والتوافقات والاسس التي انطلقت منها العملية السياسية، وتشكلت على قاعدتها الحكومات العراقية المتعاقبة.
واولى اللقاء اهتماما استثنائيا باعادة بناء الثقة بين القوى العراقية والمكونات الوطنية، واطلاق مبادرة وطنية سياسية، تعيد الاعتبار لجوهر العملية السياسية في نبذ السياسات الاقصائية والتهميشية والتوجهات التي تكرس التعصب والطائفية، وتتجاوز كل مظهر للانفراد في السلطة، واشاعة مناخ يصب في مصالح فئوية وطائفية ضيقة، والنزوع نحو التضيق على المكونات المتشاركة في العمل الوطني.
وفي هذا السياق اكد اللقاء على ان الحل العسكري والامني وحده من شأنه وضع العراق في مواجهة تداعيات أخطر ويهدد السلامة الوطنية، وهو ما يتطلب معالجة سياسية اصلاحية عميقة وشاملة، تستند الى الادارة المشتركة لجميع الكتل والقوى، وكل الوطنيين العراقيين دون استثناء، والعمل على معافاة الاوضاع وتصفية المخلفات السلبية التي تراكمت في المشهد السياسي العراقي، واعادة البلاد للسير في الطريق المؤدي الى اقامة دولة المؤسسات الديمقراطية والفصل بين السلطات وتعزيز موقع المواطنة بعيدا عن أي مظهر للاستئثار وتجاوز الدستور، وتمتين علاقات الاخوة بين مكونات الشعب العراقي.
واجمع المشاركون في اللقاء على ادانة الارهاب بكل ادواته وتسمياته، وعدم التهاون والمساومة مع التنظيمات الارهابية والتكفيرية.
وقد أشار اللقاء بالدور البطولي لقوات البيشمركة وتصديها ومواصلة الدفاع عن المواطنين اينما كانوا، وهو ما حضي بدعم شعبي كبير.
كما جرى التأكيد في اللقاء على الاستعداد الدائم لاستقبال المواطنين النازحين ورعايتهم بكل الوسائل المتاحة، وتوجه المشاركون في اللقاء بنداء عاجل الى العالم بالالتفات الى الوضع الانساني لعشرات الالاف من المواطنين النازحين وتقديم المساعدات للتخفيف عن معاناتهم، والتخفيف من العبئ المتزايد على الاقليم.
من جهة اخرى اكد النائب عن «التحالف الكردستاني» مهدي حاجي ان كتلته ستكون اولى الكتل التي ستحضر الجلسة الاولى للبرلمان الجديد، لكنه استبعد ان تتمكن الكتل من التصويت لصالح مرشحي رئاستي البرلمان والجمهورية ما لم يكن هناك ضغط دولي واقليمي لتغيير رئيس الوزراء.
وقال حاجي ان «الاتصالات مستمرة مع الكتل السياسية ونأمل ان يحسم»التحالف الوطني» مسألة ترشيح شخصية جديدة لرئاسة الوزراء كونهم الكتلة الاكبر في البرلمان، وبخلاف ذلك سنكون امام مشكلة التوقيتات الدستورية التي تفرض علينا تعيين رئيسي البرلمان والجمهورية وتسمية رئيس الوزراء خلال شهر من الجلسة الاولى».