امير الحلو
كتبت مرة متعجباً من كيفية قدرة العقل البشري على تصميم الدور والعمارات والاثاث والوجوه والاصوات وهو(يعرض) علينا حادثة فبركها وقد تكون خزينة من الذاكرة أو لبحث قضية تشغل العقل، وإذا آمنا بنظرية الذاكرة من الخزين فكيف نفسر الاجواء المصاحبة للحلم بكل ما يتطلبه بناء(مسرح الاحداث) على وفق مجريات الحلم سعيداً كان أو مرعباً والتغير حسب الاحداث؟
أسئلة كثيرة لم يستطع العلماء المختصون تفسيرها بشكل منطقي ولكنها مجرد تكهنات سرعان ما يأتي حلم آخر لينسفها ، ولكن عند الأزمات الحادة التي تصاحبها الجرائم والدماء تبقى أحلام اليقظة المرعبة أكثر من أحلام المساء التي عادة ما تكون قصيرة ومعبرة وقد يستطيع البعض ايقافها بطريقة لا شعورية فيتخلص من رعبها قبل أن تكبس عليه الليل كله فيستيقظ منهكاً ومعتلا…ولا نستطيع تغيير هذه الحالة ما دام العقل البشري عندنا مثقلا بالهموم اليومية وتسارع الاحداث التي تحدث القلق والرعب وهو يرى ما يراه عبر شاشات التلفاز أو مشاهدة آخرين الاحداث الدموية على أرض الواقع ، وهذا ما أريد الحديث عنه في كيفية الجمع بين الواقع الحقيقي بكل أهواله وبين تمني الأنسان أن يكون مايراه جزءاً من كابوس يستطيع ألأستيقاظ منه، فيجد أن الاخوة من قادة الحركات السياسية وقد تصافت قلوبهم ويتحدثون عن وحدة الوطن وحرية المواطن وتوفير كل متطلباته ومنع استباحة الدم العراقي لمجرد وجود خلافات مشروعة في وجهات النظر! ولكن ما يحدث عندنا يومياً من مجازر تطال ألأبرياء أحياناً يجعل الحلم حقيقة وكابوساً يلاحقنا صباحاً ومساء.
كم بودنا أن نصمم الاحلام بمجريات سعيدة تبعدنا عن أهوال الواقع وأن نجعل الساحات تجمع الاخوة في الوطن بشتى أنتماءاتهم ، ولكن ذلك صعب المنال فقد واجهنا الكثير من المصائب في العقود الماضية وبقيت متراكمة في عقولنا ونفوسنا لتكون حالة جديدة من التفرقة قد تؤدي الى الكارثة التي ستسبب في تفكك الوطن الواحد والتعاون مع الغرباء لهدم بنيتنا التحتية وقتل الكثير من المواطنين بشتى مللهم بحيث لا يبقى أنسان بمنجى من الكارثة، وهذا أمر يصعب على ألاحلام الابتعاد عنه لفقدان مظاهر الاستقرار والجمال في بلادنا ومجتمعنا..وهنا تكون أحلام اليقظة أهون على بشاعتها ودمويتها ، في حين أن أحلام النوم سائبة البداية والنهاية وما بينهما….وهنا يتساءل المواطن: متى يتحقق قولنا للأهل والاصدقاء…تصبحون على خير!!