كاتب أميركي يرصد 5 مبادئ لتحكم الوضع في العراق

السليمانية – وكالات:
رأى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن تفتيت العراق وسوريا إنما يؤثر بشدة بل ويقلب نظامًا حدد ملامح الشرق الأوسط لمدة قرن من الزمان.
ووصف فريدمان في مقاله الذي نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الاحد الماضي على موقعها الإلكتروني -هذا الأمر بـ»الضخم»، وأبدى اعتقادًا بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تفكر في كيفية الرد والاستجابة لهذه التطورات.
وقال «إنني خرجت من زيارتي الأخيرة إلى العراق قبل نحو أسبوعين بإدراك خمسة مبادئ أساسية تحكم الوضع هناك؛ أولها، حسب اعتقادي، أن العراقيين يتبعون مبدأ عدو عدوي هو عدوي أيضًا، لذلك فلا يوجد لنا –ويقصد الأمريكيين- أصدقاء في هذا الصراع الدائر بالعراق سوى الأكراد، فلا السنة ولا قادة الشيعة الذين يقودون الحرب يشاطروننا القيم التي نؤمن بها».
وأعرب فريدمان عن اعتقاده بأن الجهاديين السنة والبعثيين ورجال الميليشيات القبلية الذين قادوا عملية الاستيلاء على الموصل وطرد رجال الحكومة العراقية منها لا يدعمون الديمقراطية أو حتى تعددية العراق .. كما أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أثبت أنه لا يحبذ عراقًا ديمقراطيًا ولا تعدديًا أيضًا.
وقال فريدمان «إن المالكي حرص منذ اليوم الأول له في السلطة على تمكين الشيعة في المناصب الأمنية الرئيسية وطرد الساسة والجنرالات السنة، بل وعمل على ضخ الأموال إلى تجمعات الشيعة، كما نصب نفسه قائمًا بأعمال وزير الدفاع ووزير الداخلية ومستشار الأمن القومي، وحرص على تمكين أقاربه من السيطرة على البنك المركزي ووزارة المالية».
وأكد أن المالكي كان عليه أن يختار إما الحكم بطريقة طائفية أو بطريقة شاملة، لكنه اختار الأولى، لذلك فنحن لسنا مدينين له بشيء.
وعن المبدأ الثاني، أوضح فريدمان أنه ينبثق من السؤال حول السبب وراء نجاح تجربة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي عن العراق وتجربة تونس، وذلك من خلال القليل من المساعدات والتدخلات الأمريكية.
وقال «إن الإجابة على ذلك ربما تكون بسبب أن هاتين المنطقتين اعتمدتا على مبدأ «لا غالب ولا مهزوم»، فالأمر برمته لا يتعلق بما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة أو الخيارات التي تناسبها».
واستشهد على ذلك بأن أكبر حزبين متناحرين في كردستان لم يدفنا فقط أحقادهما، بل مهدا الطريق لإجراء انتخابات ديمقراطية أدت إلى صعود نجم حزب معارض جديد، وفي تونس، وعقب صراع داخلي طويل وإراقة دماء، وجد السياسيون طريقهم لإحداث التوازن بين طموحات الليبراليين والإسلاميين، ثم توافقوا على الدستور الأكثر تقدمية في تاريخ العالم العربي.
ورأى فريدمان أن السنة والشيعة لا يحتاجون في حقيقة الأمر لأسلحة الولايات المتحدة، بل أن جل ما يحتاجونه هو الحقيقة، وقال «إننا حقًا نعيش في بدايات القرن الـ21، إلا أن كثيرين منهم لا يزالون يختلفون حول هوية الوريث الشرعي للنبي محمد»، داعيًا إلى ضرورة توقف هذه المشاجرات لأجل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
واعتبر فريدمان أن المبدأ الثالث ربما يتمثل في إيران، وقال «إن إيران هي التي سلحت حلفاءها من الشيعة في العراق بالقنابل والأسلحة التي قتلت وأصابت العديد من الجنود الأمريكيين، ثم مارست ضغوطًا كبيرة على المالكي لعدم إبرام اتفاقية مع واشنطن تسمح بإضفاء الشرعية على وجود بعض القوات الأمريكية، فهي ترغب في فرض الهيمنة الإقليمية.
وحول المبدأ الرابع، أبرز فريدمان أنه يتعلق بأمور القيادة، وأشار إلى زيارته الأخيرة إلى مدينة «كركوك» التي طالما كانت محل منافسة شديدة بين الأكراد والعرب والتركمان، مقارنًا هذه الزيارة بأخرى قام بها قبل خمسة أعوام؛ حيث كانت كركوك تعد منطقة حرب ساخنة، ولكن يوجد الآن محافظ كردي، يدعى نجم الدين عمر كريم، أعيد انتخابه في أبريل الماضي في انتخابات نزيهة فاز فيها بعدد أكبر من المقاعد بفضل أصوات العرب والتركمان الذين يمثلون الأقلية وكانت تلك هي المرة الأولى التي يصوِّت فيها العرب والتركمان لكردي. وقال «وجدت هذه المرة طرقًا ممهدة وحدائق واستشعرت الانتعاش الاقتصادي»، مضيفًا «أن الأكراد يفرضون اليوم سيطرتهم العسكرية بشكل كامل على كركوك»، وتساءل «هل يحكم المالكي بلاده بالشكل الذي يحكم به كريم محافظة كركوك؟!».. ورد «بالطبع لا، وإلا ما كنا لنجد مثل هذه الفوضى. فبإمكان الناس أن يعيشوا معًا في ظل القيادة الرشيدة».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة