عاصم جهاد
تباينت الآراء والتعليقات بشأن ظاهرة ترشيح عدد من المدربين واللاعبين الى انتخابات مجلس النواب الجديد وانخراطهم في حلبة التنافس والصراع للفوز «بالكرسي» البرلماني لبطولة الجماهير المفتوحة التي تقام كل أربعة اعوام، وبين مؤيد ومنتقد لذلك… أعلن مدرب المنتخب الوطني بكرة القدم الصديق الكابتن حكيم شاكر ترشحه لعضوية مجلس النواب العراقي «البرلمان» الجديد.. البعض كان يرى بأن «شاكر» أراد أن يجرب حظه وفق قاعدة « حشر» مع النواب عيد !
فيما كان البعض الآخر يرى أن ترشح المدرب حكيم شاكر جاء في الوقت المناسب وذلك لحاجة مجلس النواب القادم الى جهوده وخبرته في تحسين أدائه بعد الإخفاقات والهزائم المتتالية « للبرلمان» والتي أدت الى تراجع مستوى أدائه الفني… وفشله في بلوغ قلوب الجماهير إضافة الى العقم التهديفي الذي أصابه وتسبب في عدم تسجيله الأهداف في شباك القوانين والتشريعات المهمة وعلى مدى دورتين متتاليتن !
أما البعض من «المخللين « السياسيين والرياضيين فقد عبروا عن تحمسهم لهذا التوجه «السياسي « لأنه سيؤدي الى التعشيق بينهما.
أما بعض عشاق «حكيم» فقد أثنوا على هذه الخطوة وعدوها ضربة معلم، خاصة وأنه يحظى بقاعدة جماهرية واسعة لم يسبقه إليها سوى المدرب الراحل عمو بابا، فقد استطاع خلال مدة وجيزة أن يحقق إنجازات وانتصارات للكرة العراقية بفضل قيادته الناجحة للمنتخب الوطني الى نهائيات بطولة كأس اسيا في أستراليا وكذلك للمنتخب الشبابي في بطولة كأس العالم التي أقيمت في تركيا. هناك من كان يرى صعوبة المهمة على «شاكر» إذا ما علمنا أن قيادة «23» لاعباً ليس كمن يقود «328» لاعباً تتفاوت مستوياتهم الفنية .. منهم من يفتقر الى الخبرة والتجربة والممارسة، ومنهم من ينقصه الفكر الميداني إضافة الى عدم درايتهم في كيفية التعاطي مع المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم بسبب اعتقاد الكثير منهم بعدم بوجود فروقات تذكر بين الترشح وحجز مقعد في قاعة البرلمان وبين من يحجز مقعدا في الطائرة أو السينما أو حتى في باصات «الكوستر» !
وما يؤشر على المرحلة السابقة حصول الكثير من أعضاء الدورة البرلمانية السابقة على بطاقات ملونة طغى عليها اللون الأحمر بسبب الخشونة «اللسانية» و»الإسهال الكلامي» الذي انفرد به البعض منهم ، وهذا ما أدى الى الانشغال بالصراع «الطائفي» و «القومي» على حساب الصراع على تشريع القوانيين وبذلك انخفض مستوى أداء الفريق بشكل مثير للقلق .
بالمقابل هناك جبهة معارضة انتقدت هذه الخطوة من قبل المدربين واللاعبين لاعتقادهم بأن هناك بوناً شاسعاً بين من يلعب على الوتر السياسي وبين من يلعب على الوتر الاخضر ! هناك من طالب «حكيم» باعتماد خطة وطنية وهي اللعب بطريقة «التاكي توك» أو «التاتي تواتي» لتعليم المبادى الأولية للعبة السياسية واتقان خطط اللعب الحديثة لمواجهة المنتخبات الإقليمية والدولية.. فضلاً عن التركيزعلى الحماسة والاندفاع والغيرة، وأن المدرب الوطني هو وحده القادر على تحقيق هذا الهدف بدون تدخل مدرب خارجي !
أشار البعض الى حاجتنا الى الفرح والسعادة بعد سنوات من العقم… والأحزان.. وتساءل البعض ماذا لو حقق «حكيم» انتصارات جديدة وهو يقود منتخب «البرلمان» في المستقيل .. وماذا لو قام أعضاء مجلس النواب بالرقص على طريقة المدرب «حكيم» مع كل قانون جديد يتم إقراره والمصادقة عليه… حقاً سيكون مشهداً رائعاً .. يجعلنا نشعر ولأول مرة بأن ممثلي الشعب يرقصون فرحاً لتحقيقهم أحلامنا، ولا يرقصون على آلامنا !
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد فشل «حكيم» في الحصول على الأصوات اللازمة التي تؤهله للانضمام الى فريق البرلمان، وتبخرت الاحلام .. وعاد الى ملاعب الكرة من جديد وهي ملاذه الآمن الذي تيقن تماما أنها تختلف كلياً عن «الساحة» السياسية … والمفاجأة كانت أن «حكيم» رفع اللافتات والبوسترات الخاصة بحملته الانتخابية، ووضع بدلاً منها لافتات تدعوالى التطعيم ضد مرض شلل الأطفال !
• ضوء
البعض يرى أن على وزارة الصحة القيام بحملات التطعيم واللقاح ضد «الشلل الوطني» الذي أصاب الجسد الوطني