تقيم منظمة «المتحف المتجوّل الثقافي»، وللجمعة الثانية على التوالي، معرضها الفوتوغرافي الشامل، في مبنى القشلة بشارع المتنبي.
يضم المعرض الفوتوغرافي هذا عدداً كبيراً جداً من الصور النادرة التي امتد تاريخها من بداية تأسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا، معروضة على مساحة كبيرة في قاعة بناية القشلة الكبيرة.
صور لأماكن تراثية بعضها اندثر، وبعضها مهدد بالزوال، وصور أخرى لنوادر من التحف والاثار العراقية المسروقة، وثقتها صور المتحف المتجوّل الثقافي كي تبقى حاضرة تعاند النسيان وتصمد أمام فكرة عدم عودتها للموطن الأصل، العراق. وصور أخرى لمخطوطات قديمة ونادرة اهتم المتحف بجمعها وعرضها على الناس من خلال المعارض التي تقام بشكل دائم.
تجوال في الذاكرة
في حيدثه إلى «الصباح الجديد»، التي زارت المعرض، يقول هاشم محمد طراد مؤسس منظمة المتحف المتجوّل الثقافي، إن «المتحف هو الأول من نوعه في العراق، يدخل في حوار بصريّ من خلال النافذة السحريّة للصورة التي تُحرّض مخيلة المشاهد وتدعوه لمحطّات الذكرى والتجوال في العصور السالفة».
ويضيف طراد، «والمتحف إطلالة كبيرة على التراث للكنوز والعلوم والفنون والإبداع العراقي الكبير الذي تحتويه المتاحف الكبيرة في شتى بلاد العالم.
ومضى طراد إلى القول، إننا «لا نهتم بالماضي من منطلق عجز الحاضر، ولا نعرض لتاريخ العراق بشكل دائم لنباهي ما لسنا نملكه اليوم، ولكن شعباً صنع كلّ هذا الجمال قبل آلاف السنين لا يمكن أن يتحوّل لشعب لا يعرف معنى الحياة».
يؤكد طراد، في حديثه للـ»الصباح الجديد»، «لقد بذلت جهدا استثنائيا في جمع هذه الصور من جهد وعشق وسهر ليال وبالرغم من قلة مواردي الشخصية كنت اغامر بشراء اي وثيقة موثقة بالصور وكانت الفرحة تغمرني باقنائها. كما ان السيارة الخاصة بالمتحف موديل 1957 فورد وملحقاتها كلفتني مبالغ طائلة لغرض تأهيلها ولك ان تقدر الجهد المبذول لجمع هذا العدد من الصور ومقدار ماصرف عليه من اموال، بالحقيقة لا اسطيع ان اضع لك رقما محددا لان عملية جمع هذه الصور تمتد لسنوات عديدة».
فقرات مهمة
وعن فقرات المتحف التي يقيمها، قال طراد، «المتحف لديه خمسون فقرة عن العراق، وهو جامعٌ لكنوز العراق الموجودة في المتاحف العالمية في بلدان العالم، ومنها الذي خرج بالتنقيبات في عشرينيات القرن الماضي، وبالتي فنحن وثقناها من خلال الصورة، وإن المتحف الشامل هذا سيكون دائم في هذا المكان وأماكن أخرى».
وأضاف، «يمتلك المعرض ما يقارب العشرة آلاف صورة، نحرص على عرضها في اماكن عامة لتظهر بحلة جميلة للناس، كما أن المعرض هذا هو الثامن عشر لنا، ونحن مستمرون فيب عملنا».
جهود شخصية
وعن الجهات الداعمة للمتحف المتجول، أكد طراد، إن «المتحف هو منظمة مجتمع مدني، وهي منظمة مستقلة، تعمل وفق امكانيات مادية تعتمد على الذات، ولا تتلقى دعما من جهة معينة، حكومية أو غير حكومية». وأشار إلى أن «منظمات المجتمع المدني عامة، مسؤولة عنها الأمانة العامة لمجلس الوزراء، لكن الظروف السياسية بشكل عام لم تسمح بخلق شيء من التوازن بيننا».
وهدف المنظمة، بحسب ما يقول مؤسسها طراد، هو «العمل على إعادة الفن العراقي إلى سابق عهده والعمل على مساعدة طلبة العراق وتفعيل دور الفن العراقي، والعمل على مساعدة الشباب في نقل الواقع الثقافي العراقي إلى الدول المجاورة بالإضافة الى العمل على تعريف العالم بالحضارة العراقية من خلال المعارض والجولات السياحية.
فيما يقول فريد عباس الطائي، المسؤول الثقافي في المنظمة، إن «الصور التي تعرضها المنظمة تشمل صور البناء والحصون والملوك والرسومات والكتابة والأزياء والشخصيات والأحداث ورجالات الأدب والسياسة على مر العصور».
ويضيف قائلاً، «الصورة تمثل مدخلا حقيقيا لحقبة من الزمن والصورة والرسم يعتبران من الفنون الجاذبة، وحين تقع عين المشاهد على الصورة تحفز لديه البحث عن معنى هذه الصورة والسؤال عن تفاصيلها»، على حد وصفه. جديرٌ بالذكر أن المنظمة أقامت مؤخراً معرضا بالتعاون مع محافظة بغداد لعرض مقتنيات العائلة المالكة العراقية، إذ شاركت بعرض مجموعة كبيرة من الصور التي تتعلق بالعائلة والحياة الاجتماعية وأبرز الشخصيات في الفترة ما بين عام 1921 إلى عام 1958. فضلا عن اقامات نشاطات اخرى في أماكن شتى من بغداد، منها محطة القطار المركزية ومعرضا في يوم بغداد على حدائق متنزه الزوراء، إضافة إلى معارض مشابهة في مناطق أخرى.
ويوضح أن وزارة الثقافة وأمانة بغداد ومحافظة بغداد تقدم الدعم للمنظمة عبر إتاحة الفرصة لها لإقامة معارضها في بغداد وبقية المحافظات العراقية.