نائب عن المكون: فقدنا نحو 1000 شخص في عامين
بغداد – وعد الشمري:
عادت إلى الواجهة أزمة الآيزيديين بعد استئناف الاعتداءات التي تطال أبنائهم في الأحياء الشمالية لمحافظة الموصل، هذه الهجمات دفعت المئات من العائلات، بحسب احد ممثلي المكون في مجلس النواب، إلى النزوح خشية تكرار سيناريو “قتل المزارعين” الذي حصل مؤخراً في منطقة ربيعة الحدودية مع سوريا.
وفي وقت تبحث الحكومة عن حلول لهذه الأزمة، سارع إقليم كردستان إلى تشكيل فوج عسكري مرتبطة بــ(بيشمركة)، قال إنه لحماية المكون في سنجار، المتنازع عليه.
وكشفت فيان دخيل، النائب عن التحالف الكردستاني، حسب بيان رسمي، عن موافقة رئيس وزراء إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، “على استحداث فوج من بيشمركة من أهالي المنطقة لحمايتها، على أن يكون عناصر الفوج من أهالي سنجار حصرا، لأنهم أدرى بجغرافية مناطقهم ولأجـل امتصـاص جزء من البطالة المتفشية في مناطقهـم”.
وأضافت دخيل أن “المقترح تتم دراسته من قبل اللواء عزيز ويسي القائد العام للبيشمركه زيره فاني (حرس الإقليم) والعمل به، إذ تم تكليفه للبدء بالموضوع وإكمال الإجراءات المتعلقة بهذا الشأن”.
وفي هذه الاثناء، نقلت مصادر رسمية الى “الصباح الجديد” عن رئيس الوزراء نوري المالكي إصداره توجيهات بإعادة النازحين الايزيدين الى مناطقهم من خلال توفير الحماية لهم بالتنسيق مع القوات الأمنية في الموصل.
وعلى الصعيد ذاته، يقول النائب الأيزيدي، شريف سليمان، في تصريح إلى “الصباح الجديد” إننا “فقدنا في دفعة واحدة نحو ألف قتيل للفترة بين 2006- 2008 والمئات من الجرحى والعائلات المشردة وتهديم ثلاث مجمعات سكنية بشكل كامل في سنجار بسبب أعمال العنف التي تطال أبنائنا”.
وتابع سليمان، القيادي في التحالف الكردستاني، أن “الحكومة الاتحادية وقفت مكتوفة الأيدي تجاه حملة الاستهداف التي يتعرض لها مكون له عمق تاريخي في العراق، ولم توفر الحماية لهم “.
وزاد النائب الايزيدي أن “موجة العنف عادت على الأبناء المكون من خلال عصابات تنفذ عمليات اغتيال تمر بين الحين والأخر من دون عقاب”.
واستطرد سليمان أن “12 من المزارعين سقطوا قتلى خلال الأيام القليلة الماضية برصاص مجهولين في سنجار وسط صمت رسمي”.
وأعرب عن أسفه كون “هؤلاء الضحايا من العائلات الفقيرة يعملون في أراضي ليست بملكهم ولا يوجد مبرر لقتلهم سوى أنهم أيزيدون”.
وكشف سليمان أن “أعمال العنف رافقها نزوح جماعي لمئات العائلات هرباً من محال سكناهم خشية تكرار هذا السيناريو معهم”.
وذكر أن “ذلك دفعنا للجوء إلى كردستان من اجل توفير الحماية وطالبنا بتطبيق المادة 140 الخاصة بالمناطق المتنازع عليها لان أبنائنا يعيشون فيها من اجل إلحاقهم بالإقليم”.
واكمل النائب الايزيدي بالقول، إن “ممثلي المكون في مجلس النواب يدعون إلى تشريع قانون خاص بحماية ابنائهم”.
من جانبه، أفاد عدنان السراج عضو دولة القانون إلى “الصباح الجديد” أن “تشكيل أفواج جديدة من (بيشمركة) يعد انتهاكاً صارخاً للدستور العراقي”.
وأضاف السراج أن “القانون جاء واضحاً بأن تشكيلات حرس الإقليم تكون منضوية تحت لواء القوات المسلحة العراقية التي يتولها رئيس مجلس الوزراء وبمتابعة مجلس النواب من خلال لجانه المتخصصة”.
ويرى القيادي في دولة القانون أن “استحداث تشكيلات أمنية كردية بذريعة حماية الايزيدين وسيلة للحصول على مكاسب قومية خارج أراضي الإقليم”.
وأتهم السراج “إقليم كردستان بمنع القوات الاتحادية من ممارسة مهامهم في حماية أهالي المناطق المتنازع عليها كالتركمان والايزيدين من خلال وضعه شروط تعجيزية”.
وحمل “حكومة اربيل مسؤولية إراقة دماء الايزيدين لأنها تحول دون الوصول إلى حلول في مناطقهم من شأنها حفظ حياتهم بما يتفق مع الدستور”.
وشهدت السنوات الماضية قتل واختطاف العشرات من الإيزيديين من قبل الجماعات المسلحة في الموصل فضلا عن استهداف مناطقهم بالسيارات المفخخة.
يذكر أن الإيزيديين وبالكردية “ئيزیدی” هم مجموعة دينية في الشرق الأوسط، ويعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا وسوريا وإيران وجورجيا وأرمينيا، وهم من أصول كردية وقبلتهم هي لالش حيث الضريح المقدس لـ”الشيخ أدي” في كردستان العراق.