أحمد المهنا في “مؤسسة الحوار الإنساني”

لندن – ابتسام يوسف الطاهر:

حلّ الكاتب والصحافي أحمد المهنا ضيفاً على بيت السلام (مؤسسة الحوار الإنساني) للمرة الثانية. هذه الأمسية خصصت لتكريم مسيرته كاتباً وصحافياً. قدمه الناقد عدنان حسين أحمد الذي تطرق للكتابين اللذين صدرا مؤخراً لأحمد المهنا، وهما «الإنسان والفكرة» و»الأمر رقم واحد». إضافة الى مداخلات كل منها أخذ جانباً من حياة المهنا سياسياً وصحافياً وقارئاً وصديقاً. قدمها كل من الشاعر فوزي كريم والكاتب الساخر خالد القشطيني والشاعر عواد ناصر الذي تحدث في مداخلة تفيض بالمشاعر عن رؤية المهنا السياسية، فلم يتغرب بسبب انتمائه السياسي ويرحل عن العراق لسبب أيديولوجي. بل كان رفضاً لسياسة القمع والدكتاتورية ولسياسة اقصاء الآخر واستغلال السلطة للتسلط على رقاب الشعب. كان دفاعاً عن حريته وعن حقه في العيش بسلام في أي بقعة من الكون، وهنا قال عواد ناصر:»كان من القلائل الذين يسمعون للآخر ويعطونهم حقهم في التعبير والدفاع عن رأي مغاير «ينطبق عليه قول الشاعر رامبو (أنا هو الآخر)».

كما سماه الكاتب عبد الله صخي «مالك الجواهر»، متحدثاً عن تميز أحمد المهنا بموهبة اختيار الجواهر من الكتب وقراءته العلمية للفلسفة والأدب والبحوث السياسية. وبناء رؤاه الانسانية والحياتية والسياسية أيضاً مستلهماً تجارب كتاب وفلاسفة ومفكرين اقتنى جواهرهم.

«بخلاف الآلاف من أبناء جيلي الحزبيين، الذين هاجروا هرباً من الموت في أقبية التعذيب أو أحواض الأسيد، لم يكن أحمد المهنا منتمياً إلى جهة سياسية. ومع ذلك اختار المنفى؛ لأنه لم يتحمل سطوة الاستبداد.. كان يبحث عن الحرية. طائرٌ لا يستطيع التحليقَ إلا في سماء فسيحة».

في المحطة الأولى للاغتراب بيروت التقى الشباب العراقي بعالم يجمع كل التناقضات من أقصى الجمال والحرية الى القتل على الهوية!

«كانت بيروت تغلي بالصراعات السياسية والأحزاب والمنظمات الفلسطينية والمعارضين العرب والميليشيات والقذائف والمفخخات والاشتباكات المسلحة..تمور بالجمال والغناء والموسيقى والكتب والسينما. والكلام لصخي «اعتقدت أن طموحات أحمد المهنا ونزوعَه نحو الحرية تتوافق مع رحابة بيروت وسماحتها غير أنه اتخذ قراراً بالرحيل قائلاً: «أحب العيش بسلام».

فكانت المحطة القادمة دمشق من ثم قبرص وآخر المنافي لندن التي عمل فيها أحمد في بعض الصحف العربية الصادرة هناك. كان أول المتحمسين للخلاص من النظام المباد ولو بحرب تشنها أميركا. المهم الخلاص من كابوس جثم على العراقيين عقوداً خنقته بحروب عبثية وحصار جائر. فكان أول العائدين ليحط رحال الشوق الذي طال في بغداد الذكريات والطفولة والحب. في بغداد سأله صديقه صخي عن سبب اختياره الإقامة في مدينة يمزقها العنف.. وينتشر فيها القتل والاغتيال والمفخخات والأحزمة الناسفة والاحتراب السياسي! وهو الباحث عن السلام! فقال:»لم أجد السلام في أي مكان ذهبت إليه». ثم أشار إلى الكتب المكدسة في شارع ألمتنبي «لقد وجدته هنا، هنا في بغداد».

تحدث أحمد المهنا عن عمله الصحافي في المنافي وتجربته في العراق في الصحافة والتلفزيون. وحرية الصحافة التي تميزت بها لبنان، المتأرجحة بين نار «السفير» وهدوء «النهار» وأثرها على تجربته وأسلوبه في الكتابة. ثم تحدث عن متاعب الصحافة حين تفتقر للحرية «حينها يصبح عملاً شاقاً وحزيناً ومحبط بعيداً عن الفرح»، مما يؤثر على العطاء وصحة المبدع أو الصحافي، الفكرية والجسدية.

في نهاية الجلسة قدم د. غانم جواد مدير مركز الحوار الانساني مداخلة عبّر فيها عن فرحهم وافتخارهم بالمبدعين ومنهم الكاتب أحمد المهنا. وبالتعاون مع المركز الثقافي العراقي قدم جواد للمهنا شعار المركز الثقافي العراقي في لندن (مسلة حمورابي).

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة