سها الشيخلي*
عرضت اغلب وسائل الاعلام قصة محزنة لسيدة ةعراقية تدعى ام زينب ، واطلت علينا ام زينب عبر احدى الفضائيات وهي تتحدث عن لجوئها الى ايداع اطفالها السبعة والذي لا يزيد عمر اكبرهم على 9 سنوات الى دور الدولة ليتلقوا الرعاية بعد ان فشلت كأم في الاحتفاظ بهم في اجواء اسرية دافئة ، فالاب عاطل عن العمل وهي كما يبدو من حديثها ليس لها عمل تستطيع من خلاله فتح بيت للاسرة ورعاية كل ذلك العدد من الاطفال ، وان الخلافات الزوجية بالتأكيد ستظهر في ظل كل ذلك الحرمان وقسوة الحياة ، لا أريد ان اتعرف على تفاصيل حياة تلك السيدة بل اقول انها مثال صارخ للكثير من العائلات التي تضم اعداداً من الاطفال الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة فقد وجدوا انفسهم في فاقة وحرمان وفي ظل اب عاطل عن العمل لا يقوى على توفير لقمة العيش لهم وام لا تدري كيف تسكت جوعهم فكان ان يدخلوا دور رعاية الدولة ، وحسنا فعلت ام زينب في ايوائهم في دور ترعاهم وتلبي حاجاتهم الانسانية ، ولكن اية مشاعر تلك التي سيحملها هؤلاء الاطفال عندما يكبروا ؟ واية عقد نفسية سترسخ في نفوسهم ؟ صحيح ان دور الدولة قد وجدت لايواء مثلهم ، ولكن ان تعجز الام عن الاحتفاظ بابنائها وهم بهذا العمر وان يعجز الاب في ايجاد عمل لرعاية اهل بيته ، عندما تتفكك العائلة بسبب البطالة فمن هو المسؤول ؟ الدولة ببرامجها ووزاراتها المعنية ؟ اسئلة كثيرة ومحيرة لعائلة تعيش على بحيرة من الذهب الاسود وفي بلد يحتل مرتبة متقدمة بين الدول التي تمتلك الاحتياطي النفطي الكبير ، لكن مثل هذه العائلة والالاف غيرها لا تمتلك لا العمل ولا السكن ، عند الحديث عن مستوى خط الفقر وارتفاعه يقولون ان الايام المقبلة ستشهد انخفاضا ملحوظا في مستوى خط الفقر ، وعندما نتحدث عن البطالة وتفشيها يلوحون بالبرامج المعدة لانعاش القطاعين العام والخاص من اجل توفير فرص العمل للعاطلين .
ام زينب هذه الام التي فارقت اولادها كيف ستعيش بعيداً عنهم خاصة وان احد اطفالها كان رضيعا ؟ والاخرون بدت عليهم التعاسة وسوء الحال والفقر الكبير الذي لفهم والحرمان الذي ارتسم على ملامحهم واخيرا من المسؤول عن انهار هذه العائلة ؟ وعائلات اخرى غيرها ؟ ضعف المتابعة ام فشل الخطط والبرامج المعدة من قبل الجميع ؟