انسحاب المسلحين من حمص يبدأ اليوم
بغداد ـ الصباح الجديد:
قتل 21 مسلحا على الأقل من المعارضة السورية، و30 جنديا من القوات الحكومية في معارك وصفها ناشطون بأنها الأعنف.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إنه بالإضافة إلى قتلى المعارضة، فإن 30 جنديا على الأقل قتلوا أو جرحوا في المعارك الدائرة في حلب.
وتحاول القوات الحكومية استعادة أكبر جزء ممكن من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة قبل الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران المقبل.
ولم تتوقف القوات الحكومية طوال الأشهر الماضية عن قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب-أكبر المدن السورية والعاصمة الإقليمية- مستخدمة في ذلك الطائرات والمدفعية.
وانقسمت حلب بين مناطق تقع تحت سيطرة القوات الحكومية، وأخرى تحت سيطرة المعارضة، منذ أن شن مسلحو المعارضة هجوما على أجزاء كبيرة من المناطق الواقعة خارج حلب، وعلى طول الحدود مع تركيا.
في المقابل، رد مقاتلو المعارضة بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ البدائية على المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، وتفجير عدد من السيارات المفخخة في المدن الرئيسية، بما فيها العاصمة السورية دمشق.
وقالت وكالة الأنباء السورية الحكومية “سانا” إن 9 أشخاص قتلوا، فيما أصيب آخرون، غالبيتهم من النساء والأطفال بجراح، في هجمات صاروخية ليلية استهدفت حي الشرفية السكني في حلب.
من جانب آخر يتوقع أن ينسحب مقاتلو المعارضة من مدينة حمص، ثالث أكبر المدن السورية، التي يستولون عليها اليوم “الثلاثاء”، بحسب ما ذكره أحد الناشطين، ومحطة تلفزيون المنار اللبنانية.
وكان المسلحون قد وافقوا الجمعة على اتفاق، يبدأ بوقف إطلاق النار، الذي ما زال معمولا به.
وأفاد ناشط يدعى سامر الحمصي، ومحطة المنار اللبنانية التابعة لجماعة حزب الله، بحدوث تأخير في تنفيذ الانسحاب.
وقال الجانبان إن التأخير كان لضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى المنطقة الشمالية في سوريا, وليس من الواضح بعد إن كان المفاوضون قد توصلوا إلى اتفاق بشأن ضمانات السلامة التي ستسمح لنحو 2000 مقاتل وناشط بالانسحاب من 13 حي يسيطرون عليها.
وقال ناشطون إن المفاوضين يخشون من أن تطلق المليشيات الموالية للأسد النار على المسلحين أثناء انسحابهم.
وتشمل المفاوضات الجارية إطلاق سراح أربعة رهائن أجانب، وعشرات السوريين الآخرين، يحتجزهم المسلحون في مدينة حلب.
وقال الناشطون إن الرهائن الأربعة هم ثلاثة إيرانيين، وروسي. ولم تعلق حكومات سوريا أو إيران أو روسيا على المفاوضات.
ويشمل الاتفاق، الذي توصل إليه المتمردون والحكومة، سماح قوات الجانبين بمرور المزيد من المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين.
وكان استسلام المسلحين في حمص بمثابة ضربة رمزية لمن أيدوا الانتفاضة التي تهدف إلى إطاحة حكم الرئيس الأسد.
وكان ينظر إلى حمص باعتبارها “عاصمة الثورة السورية” لانضمام الكثير من سكان المدينة بسرعة إلى الانتفاضة السلمية في آذار 2011.
وفي اجتماع عقد بعمان للدول الحاضنة لللاجئين سورين, قالت الدول الأربع الرئيسية (تركيا والعراق والأردن ولبنان ) الاحد, إن السبيل الوحيد لتقليل تدفق اللاجئين السوريين على الخارج هو توسيع نطاق توزيع المساعدات داخل سوريا.
ويشكل خروج اللاجئين بأعداد كبيرة للدول المجاورة أعباء هائلة على هذه الدول.
وقال أنتونيو جوتيريس المفوض السامي لشؤون اللاجئين للصحفيين “الجانب الأساسي لإنهاء هذه الأزمة هو تحسين وصول المعونات الإنسانية داخل سوريا.” وأضاف أنه إلى جانب نحو ثلاثة ملايين لاجئ في الخارج هناك 6.5 مليون نازح داخل سوريا وثلاثة ملايين ليست لديهم وسيلة تذكر للحصول على الخدمات الأساسية.