قصيدة حقيقةُ نيسان .. للشاعر جاسم بديوي

لن تبدأ العصافير بمحاولة الغروب

لن تسكت الأمطار عن شهوتها المتدلية من نصف عنقود تعب

الخوف لا يملك ارتماءة جسدٍ على بطن بللٍ ما

وليس بإمكان الغيمة أن تكرز انسدال الليلة الفائتة

ستقول القرنفلةُ الوحيدة:

امنحني حواس رجوعي أولاً لأتقبل سنة أخرى من دون أسئلة..

الطريق طوابير من لاشيء.

والبائعون المسنون لايبالون بالخضرة

والواقفون لايريدون شيئاً…

كان الحلم فتاةً تبحث عن قلم الحمرة لتقيس المسافة بين امتلائها

اللذيذ واحتراقها الرطب

لا فسحة للهمس السري وسط الانحسار المرن

والأمطار لن تسكت عن شهوتها….

كانت الأرض يابسة والأصدقاء جدد

والجهات تغتنم عدم الإمساك بعرباتٍ تسير باتجاهات متعاكسة, لكنها لم ترتطم

إلا برخاوة مثلثات مدورة

واحد فقط من بين أولئك يستطيع أن يضمر قلبه ويمر بجانب

من دون أن ترتعش الثريات الباهتة ُ في الجانب الآخر

أعطني التنازل عن قصتي أولاً

لأني مستعد أن أفرط بصفتي الملتحمة بانبعاث ٍأسمر

ليس لي دموع لا طريق لها للنزول إلا نحوي

الدموع ليست قصيدة

مستعد لأن يطردني قريب من بيته مرتين

وبإمكاني إذا ظن أحد أصدقائي إني خائن

أن أقول له:

نعم لن تبدأ العصافير بمحاولة الغروب

بإمكاني أن أمرر طقساً كاملاً من ذبولي على ظهر وحدة

ومن الآن فصاعداً أو نازلاً في آن واحد

أستطيع أن أعمل موظفاً في بناية انحداري من سلالة رقة

على الرغم من أن الأمسيات مملوءة

بالزعفران

والفتيان يقضمون أظافرهم في الظهيرة

أستطيع أن أقول لعشيرتي:

لاتقدرون حتى على كسر قالب ثلج

إنني مسلح بالنهاية

ولا بد أن تعلموا

إن الحقيقة كذبة نيسان

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة