باحث: 7 جماعات سنية لا تؤمن بـ”داعـش”.. ومسلحوها ينتظرون “سببـاً” لقتالها مجدداً

الهاشمي يقول إنها «لا تعمل بالقتل العشوائي وترفض تواجد الجيش»

بغداد ـ داود العلي

كشف باحث عراقي متخصص بالجماعات الإسلامية، عن فصائل سنية «لا تؤمن بمشروع داعش»، فيما أكد أن بعضها شارك في الانتخابات العراقية منذ 2005، بشكل غير معلن.

وفي الوقت الذي أشار إلى أن تلك الفصائل «لا تؤمن بالتفجيرات العشوائية، ولا تتعرض للشرطة المحلية»، أوضح أنها، في المقابل، «ترفض تواجد الجيش العراقي من خارج المناطق السنية، وتعتبره هدفاً لها».

وقال هشام الهاشمي، وهو باحث عراقي معروف في مجال الجماعات الإسلامية في العراق، إن «معظم تلك الفصائل لا تأمن غدر داعش، ولو وجدت سببا يعينهم عليها لقاتلوها من جديد».

وبحسب الهاشمي، فإن بعض تلك الفصائل شاركت في تأسيس الصحوات، وتحظى بدعم عشائري.

وقال الهاشمي، «يوجد ما لا يقل عن سبع جماعات جهادية سنية معتدلة رئيسية في المحافظات السنية العراقية تحمل السلاح، يتراوح عديد مقاتليهم الفاعلين بين 1500 إلى 2000 مقاتل، بعضهم ينسق مع البعض الآخر في الميدان».

وأضاف، أن «معارك الأنبار فتحت صفحات جديدة للتنسيق والتواصل، والتي كانت بمثابة نواة لتشكيل عسكري يمهد لحماية ما سيعرف لاحقا بالإقليم السني».

وأوضح الباحث العراقي، أن «معظم الجماعات المسلحة التي تعمل في المناطق سنة العراق، مع خيار الإقليم السني، إلا فصائل التخويل وجيش رجال الطريقة النقشبندية، الذين لديهم لبس في الفرق بين الإقليم والتقسيم.

وأكد أن هذه الجماعات تمثل التيار الإسلامي الجهادي المعتدل (السلفي والإخواني والصوفي) وهي ضد فكر التنظيمات التكفيرية المتطرفة؛ الممثلة بالقاعدة وداعش وانصار الإسلام وجيش أبي بكر الصديق السلفي».

وأشار أيضا إلى أن «هذه الجماعات لا تسعى إلى جعل تنظيماتها دولية، وتسعى للمشاركة السياسية المشروطة، ولا تعمل لإقامة دولة إسلامية بواسطة القهر وقوة السلاح».

من بين تلك الجماعات، بحسب الهاشمي، الجيش الإسلامي في العراق، وهي جماعة سلفية جهادية معتدلة، معظم قياداتها من الشيوخ وطلاب المنهج السلفي، تؤمن بالمشاركة السياسية، ولديها مشاركة غير معلنة في الانتخابات العراقية منذ عام 2005 ولغاية الآن، يتزعمها الشيخ أمين الجنابي.

وقال الهاشمي، إن «جغرافية انتشارهم في مناطق حزام بغداد وشمال بابل ومحافظة صلاح الدين، وتحظى بدعم عشائري من الجنابيين والجبور والمشاهدة والعبيد والقرة غول والحمير والدليم والبطة».

وهناك أيضا، «جيش المجاهدين»، التي يقول عنها الهاشمي، إنها «جماعة سلفية جهادية معتدلة، لا تؤمن بالعملية السياسية ولم تشارك في تأسيس الصحوات، ووقعت بينها وبين تنظيم القاعدة معارك متعددة في جنوب بغداد وديالى وكركوك، تنسق العمل ميدانيا مع باقي الفصائل المعتدلة، يتزعمها مجموعة من طلاب العلم على المنهج السلفي، على رأسهم الشيخ محمد حردان العيساوي».

وأوضح أن هذا الفصيل ينتشر في جنوب الفلوجة وشمال بغداد وديالى، ويحظى بدعم عشائر البو عيسى في الفلوجة والجبور وزوبع والشورتان وجميلة والبو ركيبة».

أما الفصيل الثالث، فهو «جماعة انصار السنة (الهيئة الشرعية)؛ التي يقول عنها الهاشمي إنها جماعة سلفية جهادية معتدلة، منشقة عن جماعة انصار الإسلام التكفيرية المتطرفة، تؤمن بالعمل السياسي، ولديها مشاركات غير معلنة منذ عام 2008، وهي من جملة الفصائل التي اشتركت في تأسيس الصحوات، خاصة في صلاح الدين وبغداد المركز، يتزعمهم الشيخ سعدون القاضي».

وأضاف الهاشمي، أن هذه الجماعة تنتشر في ديالى وبغداد المركز والطارمية والمدائن ومناطق يثرب والضلوعية وبيجي، وتحظى بدعم من أبناء من عشائر الجبور والبو حشمة والبو عجيل والعزة».

أما جماعة «حماس العراق»، فهي إخوانية جهادية معتدلة، منشقة عن كتائب ثورة العشرين الإخوانية، بسبب الخلاف على قضية الصحوات والمشاركة السياسية، بحسب الهاشمي.

وقال الباحث العراقي، إن هذا الفصيل «يؤمن بالعمل السياسي، ولديه مشاركات منذ عام 2005، ويدعم الحزب الإسلامي العراقي، وله زعامة تنسيقيات الحراك الشعبي السني في العراق».

وأضح الهاشمي، أن حماس العراق من الفصائل التي اشتركت في تأسيس الصحوات، وتشارك بكثافة في جهود الإغاثة الإسلامية والأعمال الخيرية الأخرى.

وأضاف الهاشمي، «حماس العراق قاتلت تنظيم القاعدة في ديالى والأنبار، ويتزعمها ضباط من الجيش السابق من ذوي المنهج الإخواني، ويشرف عليهم الشيخ محمد عياش الكبيسي».

وتابع الهاشمي، «الدعم العشائري لهذا الفصيل يأتي من أبناء من عشائر البو عيسى والمجمع والعزة».

إلى ذلك، أكد الهاشمي، أن من ضمن تلك الفصائل الجماعة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع)؛ وهي جماعة إخوانية جهادية معتدلة، كل قياداتها من ضباط الجيش السابق وتعتمد الشيخ محمد احمد الراشد زعيما شرعيا لها، تؤمن بالعمل السياسي، لكنها تدعم التوجه السياسي لطارق الهاشمي».

وقال الهاشمي إن «(جامع) شارك في تأسيس الصحوات، ولديها معارك مع تنظيم القاعدة في ديالى».

وأضاف، «العميد مجيد الزبيدي، يتزعم هذه الجماعة، وهي تعمل جنبا لجنب مع حماس العراق، وتحظى بدعم أبناء من عشائر الجبور والدليم والمجمع والعزة».

ومن الفصائل أيضاً، هناك «التخويل» للشيخ حارث الضاري؛ وهي فصائل إخوانية جهادية مكونة من جبهة الجهاد والتغيير التي تتقدمها كتائب ثورة العشرين وجيش الراشدين، وعصائب العراق الجهادية وجيش المجاهدين المرابطين، وجيش الإمام احمد بن حنبل».

وقال الهاشمي، إن «الضاري يتزعم هذه الجماعة، وهي لا تؤمن بالعمل السياسي، ولم تشارك في العملية السياسية منذ عام 2003 ولغاية الآن».

وأضاف، «معظم قياداتها من الشيوخ والعلماء والضباط من الذين ينتمون لمنهج الإخوان المسلمين».

وتابع الهاشمي، إن هذه الجماعة تنتشر في «ديالى وشمال وغرب بغداد، وتحصل على دعم أبناء من عشائر زوبع والدليم وجميلة وبني زيد والمجمع والمشاهدة».

آخر تلك الفصائل، جيش رجال الطريقة النقشبندية؛ وهي جماعة جهادية صوفية بعثية، متناقضة المواقف بشأن العملية السياسية، فهي لا تؤمن بها في العلن، وتدعم في السر قوائم علاوي والمطلك والكربولي».

وأضاف الهاشمي، «موقفها من الصحوات متناقض بين العلن والسر، تتخذ من الشيخ رافع الرفاعي مفتيا شرعيا، يشرف عليها جناح حزب البعث التابع لعزة الدوري، وتتزعم المكاتب الخاصة بمفتي الديار العراقية، وتشرف على مقاتلي القيادة العامة للقوات المسلحة».

وأشار إلى أن هذه الجماعة، لديها «تفاهمات وتنسيقات ميدانية مع فصائل التخويل للشيخ حارث الضاري، باسم» المجلس العسكري العام لثوار العراق».

وقال الهاشمي، إن هذه الجماعة تنتشر في كركوك والأنبار وصلاح الدين، وتحظى بدعم أبناء من عشائر السوامرة والدليم وجميلة والجبور والمشاهدة».

وخلص الهاشمي إلى القول، إن أغلب تلك الفصائل لا تؤمن بالتفجيرات الانتحارية، ولا تستهدف الشرطة والمال العام، سوى القوات العسكرية من خارج مناطقها إلى جانب المسلحين المتطوعين، باستثناء جماعة التخويل، التي بادرت إلى ضرب ثكنات الجيش في معارك الأنبار الأخيرة.

الجيش في معارك الأنبار الأخيرة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة