عامر القيسي*
كل الكلام يدور الآن عن التحالفات المقبلة في البرلمان «الجديد» والذي سيلد لنا حكومة لا نعرف شكلها حتى الآن إن كانت أغلبية سياسية كما يقول إئتلاف دولة القانون أو حكومة الشراكة القوية المنسجمة كما يقول إئتلاف المواطن أو نسخة طبق الأصل من الحكومتين الماضيتين كما يتوقع الجمهور !
أعتقد أننا سنواجه مشكلة من الطراز الثقيل قبل أن تتوجه الكتل ونوابها الى البرمان لحجز مقاعدها تحت قبته المباركة .. المشكلة هي من سيقتنع بنتائج مفوضية الإنتخابات والإعتراف بها والتعامل معها ..
دولة القانون يقول انه الكتلة االفائزة الأكبر على لسان المالكي وتروّج الإستقراءات بأن لهم نصيب الأسد .. إئتلاف المواطن بشّر بفوزه مبكراً وقال الحكيم في كلمة تأبينية أنهم الكتلة السياسية الأولى وليس الثانية في البلاد .. التيار الصدري هدد بإنتفاضة جنوبية إذا جرى التلاعب بنتائج الإنتخابات وأنهم قد حصلوا على مقاعد مضاعفة في الإنتخابات .. فيما حذر زعيم الوطنية من تزوير واسع النطاق .. وإئتلاف متحدون تحدث عن تلاعبات وخروقات ستغيّر النتائج ..
وهذا هو حال كل الكتل بما فيها الصغيرة والجديدة والتي شكت من تزوير وإحتمالات تزوير .. وإذا كان كلام الجميع صحيحاً فأننا نحتاج الى برلمان من 500 مقعد في أقل تقدير لكي يصح الكلام حتى يكون الذهاب الى البرلمان مأموناً !
السؤال هو .. ماذا لو أعلنت مفوضية الإنتخابات نتائج رسمية مخالفة لكل هذا الكلام أو بعضه ؟ وهل سيقبل المتنافسون بالنتائج ؟ وقبل هذا كيف ستتعامل المفوضية مع 700 شكوى بينها تحت بند الخط الأحمر ما يعني إلغاء نتائج محطات أو حتى مراكز إقتراع كاملة ؟
صورة المشهد تنبيء بمشكلة ثقيلة قادمة، وكما قال «العمام» الأميركان ان العراقيين مقبلون على أيام صعبة، فيما طفرت طهران الى البرلمان لتحدد أقل من شهرين لتشكيل الحكومة محذرة من حكومة تصريف أعمال لسنتين ولا نعرف ما قاله الآخرون في السر أو ببرقيات مشفرة !
وسط هذا الجو المكهرب تنتظرنا إستحقاقات إحتمال غرق العاصمة التي يبدو انها في بلاد بعيدة، وأزمة الأنبار التي وعد المالكي أكثر من مرّة بإنهائها، فيما تعلن جميع مجالس المحافظات ومؤسسات الدولة انها عاجزة عن القيام بأي عمل بسبب توقف الموازنة في محطة البرلمان، حتى ان المتقاعدين تسلموا نصف الزيادة التي فرحوا بها بسبب إنعدام السيولة !
شخصياً أرجح ان تأخذ مشكلة النتائج زمناً مضافاً من زمننا الضائع والمبدد أصلاً .. وأخبار الفيضان على تخوم العاصمة فيما الجميع منشغلون بالعد والفرز وما زالت أزمة الأنبار تتفاعل والمهاجرون والمهجّرون يتزايدون على تخوم المحافظات وخارج البلاد !
مفوضية الإنتخابات في وضع لا تحسد عليه والضغوطات عليها قوية وربما مؤثرة، وأعتقد ان بيدها مفاتيح تخفيف حدة التوترات القائمة وتطمين الجميع بنتائج عملها من خلال الشفافية العالية وإعلان حقائق تحقيقاتها بشأن أعمال تزوير قالت انها محتملة خصوصاً مع إلقاء القبض على أكثر من شخص بحوزتهم آلاف البطاقات الإنتخابية ولا أحد يعرف عدد من أفلت ..
حتى إعلان النتائج النهائية وتسلم الطعون ودراستها وإتخاذ القرار بشأنها، من حقنا أن نتساءل .. هل ستبقى الحكومة متفرجة على غرق مناطق في محيط بغداد مرشحة لزيارتنا ؟ وهل ستستمر أزمة الأنبار تشتغل على إيقاعات قذائف الهاون ؟ وهل سيبقى البرلمان القديم يتعامل مع الموازنة وكأنها مشروع قانون لإتفاقية الزيتون العالمية ؟
مجرد أسئلة قبل الذهاب الى البرلمان !!