بابل – عادل محمد:
أكد اساتذة مختصون في العلوم والهندسة البيئية في جامعة بابل إن العراق يواجه تحديات بيئية واسعة لكونه يعد من أكثر البلدان عرضة للتغيرات المناخية لما يعانيه من تلوث شديد للهواء والماء والتربة الذي تفاقم بسبب ندرة المياه والتصحر. واستعرض استاذ العلوم الدكتور بسام عبد الامير الياسين في محاضرة قدمها بعنوان ( التلوث البيئي بالكبريت… مدينة بغداد إنموذجاً) مشكلة رائحة الكبريت المنتشرة في بغداد والمحافظات المجاورة التي أثارت قلقاً واسع النطاق بين السكان في الآونة الأخيرة، وخاصة في منطقة الدورة الجنوبية، حيث كانت الأبخرة أكثر كثافة مما أعرب المواطنون عن مخاوفهم بشأن المخاطر الصحية المحتملة وحثوا السلطات على التحقيق في المصدر واتخاذ إجراءات سريعة. وأضاف: إن الغبار في العراق يحتوي على(37)نوعاً من المعادن الضارة فضلا عن البكتيريا والفطريات حيث تجاوزت مستويات التلوث بكثير الحد الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية. مؤكدا أن التعرض الطويل الأمد للملوثات يؤدي إلى تقليل وظائف الرئة، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الربو حيث إن ثاني أكسيد الكبريت (SO2)، وهو منتج ثانوي لحرق الوقود المحتوي على الكبريت يمكن أن يتسبب بمشاكل تنفسية حادة بما في ذلك الصفير وضيق التنفس وضيق الصدر. وثمن الدكتور الياسين استجابة السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للازمة البيئية بعد إصداره بياناً وجه فيه بإجراء دراسة شاملة لتحديد مصادر انبعاثات الكبريت وتنفيذ التدابير اللازمة للحد منها ومعالجة هذه التحديات التي تعد جزءا من استراتيجية أوسع للتخفيف من تأثير تغير المناخ، وقد ربطت وزارة البيئة سبب مشكلة رائحة الكبريت في بغداد الى الاحتراق غير الكامل للوقود الغني بالكبريت وحرق النفايات غير المنظم، والذي تفاقم بسبب درجات حرارة الليل الباردة في المدينة، والتي تحبس الملوثات بالقرب من الأرض. وقال استاذ الجيولوجيا الدكتور جواد كاظم مانع الخفاجي ان العواصف الترابية تعد ظاهرة مناخية شائعة في العراق، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط إذ يواجه مناخا قاريا حارا، صيفا جافا وشتاء باردا ورطبا، مما يجعله عرضة للعواصف التي تبلغ مواسم الذروة فيها موسم الربيع والصيف بمتوسط (20 ) يوما من نشاط العواصف الترابية سنويا. وأضاف: تعد محافظة بابل وسط العراق منطقة متأثرة بشدة بالعواصف الترابية كونها تقع بالقرب من مصدر الغبار الرئيس في جنوب غرب آسيا، والذي يشمل صحاري العراق والمملكة العربية السعودية، إذ يساهم الموقع الجغرافي للمحافظة في حزام خطوط العرض الوسطى في انخفاض مستويات الرطوبة وإثارة الغبار المستمر وبين أن الدراسات التي أجراها بشأن مكونات العواصف من المعادن الضارة كشفت ان عنصر “الكوارتز” يعد السائد في هذه المكونات ويمثل 38.0-51.3% من المجموع ،في حين يعد عنصر “الكالسيت” ثاني أكثر المعادن وفرة فيها ويمثل 24.6-41.0٪. وساهمت معادن أخرى، مثل الألبيت والكلوريت والإليت والدولوميت والكاولينيت، بدرجة أقل ، كما اظهرت احجام حبيبات الغبار احتوائها على نسبة أكبر من الغرين والطين مع انخفاض نسب الرمل مما يشير ذلك إلى قوام “الطين الغريني الرملي” فضلا عن وجود عناصر ثقيلة تعزى إلى العمليات الصناعية وعوادم وسائل النقل والنشاط البشري مما يشير إلى تلوث وتأثيرات محتملة على الصحة العامة كونها من العناصر السامة ولها تأثيرات مختلفة مؤشرة ومدروسة على الصحة العامة كما اظهر تحليل عامل الإثراء (EF) أن العناصر التي تم تحليلها كانت بعضها من أصل بشري، والبعض الآخر طبيعي. وكشف استاذ الجيولوجيا الدكتور جواد كاظم مانع الخفاجي عن اعتماد خمس طرق للحد من آثار العواصف الترابية تتمثل الاولى بتنفيذ تدابير التحكم في الغبار التي تساعد في تقليل كميات الغبار من خلال استخدام مصدات الرياح، وزراعة النباتات، وتطبيق مثبطات الغبار على الأسطح المكشوفة ، في حين تتمثل الطريقة الثانية بالعمل على تحسين مراقبة جودة الهواء في تحديد المناطق التي بها مستويات عالية من تلوث الغبار بحيث يمكن استخدام هذه المعلومات لتنفيذ تدابير مستهدفة لتقليل مستويات الغبار وحماية الصحة العامة ، فيما تتمثل الطريقة الرابعة برفع مستوى الوعي والتعليم إذ أن تثقيف الجمهور حول المخاطر المرتبطة بالعواصف الترابية وأهمية اتخاذ التدابير الوقائية يمكن أن يساعد في تقليل التعرض وتقليل الآثار الصحية ويشمل ذلك توفير معلومات حول الحماية المناسبة للجهاز التنفسي ونصح الأفراد بالبقاء في منازلهم أثناء العواصف الترابية