ئاويزان عثمان.. تقتحم عالم السوريالية في معرضها الشخصي الثاني

السليمانية -عبد السادة جبار:

حين تتأمل لوحاتها تظن أن هذه الفنانة التي لم تتجاوز الثلاثين من عمرها قد درست الفنون التشكيلية في أكاديمية فنون، وعلى أيدي فنانين تشكيلين كبار.. في الواقع لم تفعل ذلك بل درست الفن التشكيلي خارج المراكز الاكاديمية، بأسلوب الأون لاين عبر الانترنيت، واعتمدت على أحاسيسها وموهبتها وقدراتها التلقائية منطلقة من حبها الشديد لهذا الفن.

ساهمت في معارض مشتركة في السليمانية وبغداد لكن معرضها الشخصي الاول كان عام ٢٠٢١ بعنوان الوردة الصغيرة ( گوڵە بچکۆلە( .

قالت: أمارس العمل التشكيلي منذ عام ٢٠١٥، لوحات وتصاميم كرافيك واكسسوارات وكورسات لتعليم الرسم وتمكنت من نيل العضوية من نقابة فناني كوردستان في السليمانية عام ٢٠٢٢.

أقيم معرضها الثاني الذي نحن بصدده في قاعة المتحف في السليمانية للمدة من ١ الى ٤ شهر تشرين الثاني ..وحمل عنوان  أوبرا العيون  (THE OPERA OF THE EYES)  ،  وعلى الرغم من أنه يحتوي على ١٢ لوحة فقط إلا انه كان كافيا لنتعرف على قدرات ( ئاويزان ) الابداعية.

تعاملت مع خامة القماش بمادة الزيت بعناية وتقنية مميزة، تراوح قياس اللوحات بين ٤٠ × ٥٠ سم و ٥٠ × ٧٠ إلا أن ثمة لوحة تميزت بحجمها الغريب فكانت بقياس ٣٠ × ١٠٠ وهي اللوحة (جاوه سينيهم – سمعت ذلك ). اللوحات كلها تحمل أيضا عناوين سريالية مثل أسماء البدايات والنهايات، أوتشوان، لا تأتي، لكن لوحة واحدة وضعت لها عنوانا مميزا ( U.N ) وهي تقصد المنظمة الدولية إذ اوحت الفنانة بتلك اللوحة  الى أن هذه المنظمة عاجزة عن اداء دورها وهي مجرد تمثال معدني مهمل  ، وكل ما يحيط بها اشجار آيلة للتهاوي .

حين تتأمل تلك اللوحات تشعر بأن موضوعاتها مفعمة بالآلام والدمار والضياع والبؤس، على عكس ما تراه من حماس الفنانة أثناء الحديث عبر ابتسامتها الواثقة. سألتها عن مصدر هذه الاحاسيس، أجابت، بعد أن تغيرت ملامحها وطفت علامات الآلام من اعماقها فوق سطح العيني:

” أشعر أن العالم كله مآس وأحزان وبؤس ..ودمار مستمر وحروب ..وإن أخباره تقتحمني بشكل يومي ولا أتمكن من تجاهله فأحاول أن أترجم ما بداخلي عبر لوحاتي ”

ما أثار استغرابي أن ” ئاويران ” لم تهتم بالتركيز على المرأة كما تفعل اغلب التشكيليات لتجسد آلامها وعذاباتها وقضية الحرية المشكلة المستديمة عند المرأة، كما أنها لم تركز على المحلية في تلك الأعمال، إجابتها عن هذين السؤالين لخّصته بأن شعورها الانساني عام شامل وليس خاص فمأساة المرأة ومآسي الواقع المحلي هو انعكاس للبؤس الانساني ..لا يمكن معالجة النوع أو الفرعي الا بإصلاح الكل.

إن لوحات الفنانة ” ئاويران ” هي مزيج يقترب من أسلوب دالي في المضامين السريالية، عبارة عن كوابيس تنطق عن الواقع، وألوان بيكاسو في مرحلته الزرقاء، إذ يغطي اللون الأزرق وتدرجاته والرمادي والاسود أغلب اللوحات إلا لوحة أو لوحتين تبشر بأمل لتتحرر من ذلك الأزرق القاسي.

ئاويران تحاول أن تبلور عبر أعمالها القادمة أسلوبها الخاص كما قالت .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة