الصباح الجديد – وكالات:
نقل طاقم مكون من أربعة رواد فضاء إلى المستشفى مؤخرا دون تقديم أي تفاصيل عن السبب بعد عودتهم إلى الأرض على متن كبسولة “دراغون”، التابعة لـ”سبيس إكس“.
وبعد قضاء أكثر من 200 يوم على متن محطة الفضاء الدولية، هبط رواد الفضاء من طاقم “كرو 8” قبالة ساحل فلوريدا في الساعات الأولى من صباح يوم 25 أكتوبر.
وكشفت وكالة ناسا أن أحد الرواد تلقى رعاية طبية بعد العودة، ولكن يوم الاثنين تبين أن جميع أعضاء “كرو 8″، ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس ورائد الفضاء الروسي ألكسندر غريبنكين، تم نقلهم إلى المستشفى.
وقال مسؤولون في وكالة ناسا في مؤتمر صحفي بعد الهبوط إن هذا تم “من باب الحيطة والحذر“
وتم الاحتفاظ بأحد أفراد الطاقم طوال الليل، ولكن قيل إنه “في حالة مستقرة، تحت الملاحظة كإجراء احترازي”. لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل حول طبيعة المشكلة الطبية أو ما إذا كانت مرتبطة بعودتهم إلى الأرض أو بفترة إقامتهم الطويلة في الفضاء.
وفي أعقاب هذا الحادث الغامض، أبلغت لجنة السلامة التابعة لوكالة ناسا “سبيس إكس” بالتركيز على سلامة الطاقم أثناء استعدادهم لمهام مأهولة مستقبلية إلى محطة الفضاء الدولية.
وخلال اجتماع للجنة الاستشارية لسلامة الطيران والفضاء في 31 أكتوبر، ذكر رائد الفضاء السابق وعضو اللجنة كينت رومينجر سلسلة من “المشاكل الأخيرة” مع صاروخ “فالكون 9” التابع لشركة “سبيس إكس” ومركبة “دراغون” الفضائية. قائلا إن الحوادث بمثابة تذكير بالبقاء يقظين مع زيادة الشركة لسرعة مهامها.
وأضاف: “يجب على كل من وكالة ناسا وسبيس إكس الحفاظ على التركيز على عمليات كرو دراغون (Crew Dragon) الآمنة وعدم اعتبار أي عمليات “طبيعية” أمرا مفروغا منه“.
وانطلقت مهمة “كرو 8” نحو محطة الفضاء الدولية في 3 مارس، وكان من المتوقع في البداية أن يعود الطاقم إلى الأرض في أغسطس. لكن سلسلة من التأخيرات دفعت رحلة العودة إلى أوائل أكتوبر، ما أدى إلى تمديد ما كان من المفترض أن يكون إقامة لمدة 180 يوما على متن محطة الفضاء الدولية إلى إقامة لمدة 235 يوما.
وتستمر الإقامة طويلة الأمد النموذجية على متن محطة الفضاء الدولية ستة أشهر، أو ما يقرب من 182 يوما.
وربطت العديد من الدراسات العيش على متن محطة الفضاء الدولية بالتأثيرات السلبية على صحة رواد الفضاء، بما في ذلك مشاكل، مثل فقدان كثافة العظام والعضلات، مشاكل في الرؤية، حصى الكلى، ومشاكل في الدورة الدموية. وبالتالي فإنه كلما طالت مدة إقامتهم في الفضاء، زادت احتمالية تعرضهم لهذه المشاكل الصحية.
ولم تصدر وكالة ناسا أي معلومات حول سبب نقل رواد الفضاء إلى المستشفى، لذلك ليس من الواضح ما إذا كانت إقامتهم الطويلة على متن محطة الفضاء الدولية هي السبب.
ومن المحتمل أيضا أن يكون حدث خطأ ما أثناء عودة كبسولة “دراغون” إلى الأرض.
وبينما ما تزال أسباب حادثة نقل رواد “كرو 8” إلى المستشفى غير واضحة، فإن الحادث يسلط الضوء على التحديات التي تصاحب المهمات الفضائية الطويلة وعلى أهمية المحافظة على سلامة الرواد في ظل تسارع وتيرة الاستكشاف الفضائي.