رغم مرور ثماني سنوات على جرائم داعش في سنجار
أربيل – الصباح الجديد – متابعة:
أعلن ديندار زيباري منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كوردستان امس الأربعاء، أن نحو ثلاثة الاف إيزيدي ما يزالون في عداد المفقودين منذ هاجم تنظيم داعش الارهابي قضاء سنجار في صيف العام 2014، مؤكدا في ذات الوقت نزوح 1400 أسرة من القضاء المذكور جراء عدم استقرار الأوضاع الأمنية في سنجار.
وقال زيباري في مؤتمر صحفي عقده امس في اربيل بمناسبة مرور ثماني سنوات لهجوم داعش على سنجار، إن مجلس وزراء حكومة إقليم كوردستان اصدر القرار رقم 5170 بتاريخ 21/8/2014 بتشكيل لجنة عليا لتعريف الجرائم المرتكبة ضد الأيزيديين على أنها إبادة جماعية. عملت اللجنة على مر السنين لتدويل القضية و رفع شكاواهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف أنه أعيد تفعيل اللجنة في الحكومة الحالية وتواصلت تهيئة الظروف للاعتراف بمأساة الإيزيديين و مكونات سهل نينوى كونها إبادة جماعية وتقديم إرهابيي داعش إلى العدالة. اضافة الى ذلك تم تكليف مكتب منسق التوصيات الدولية بالتنسيق مع فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة في جرائم داعش (UNITAD) يتواصل مكتب المنسق مع المؤسسات المعنية وقد تم تقديم العديد من الوثائق ذات الصلة إلى الفريق الاممي حتى الآن.
وحول تعريف جرائم داعش على الصعيد الدولي قال منسق التوصيات الدولية: وثقت حكومة إقليم كردستان ملفات آلاف المختطفين الأيزيديين وبدأت أرشفة وثائق المخطوفين الأيزيديين في 1 كانون الأول 2021 وانتهت في 3 نيسان ، خلال هذه الفترة تم أرشفة 3،543 حالة (5،393) صفحة، كما تم تقديم الدعم النفسي لأكثر من (2،234)ضحية.
وبشأن توثيق جرائم داعش قال المسؤول الكوردستاني، إن حكومة إقليم كردستان نسقت مع يونيتاد ، ومن خلال لجنة التحقيق وجمع الأدلة والمعالجة (CIGE) ، قامت بأرشفة أكثر من 73،912 صفحة من الأدلة إلكترونياً لهذه الجرائم. بالإضافة إلى ذلك ، تم تقديم (4206) قضايا إلى المحاكم كشكاوى. ومن بين هذه الحالات ، تم اكمال (1778) قضية، و يجري العمل على (2428) قضية.
و حول جهود الحكومة لانقاذ المختطفين اوضح منسق التوصيات الدولية، إن حكومة إقليم كوردستان بذلت جهودا دؤوبة للإفراج عن المختطفين، فشكلت لجنة لجمع المعلومات و التحقيق في قضايا المخطوفين وخصصت ميزانية لهذا الغرض. اعتبارًا من يوليو 2022، تم إنقاذ 3554 شخصًا: من بينهم 1207 من النساء و 339 من الرجال و 1051 من الإناث و 957 من الأطفال الذكور. بالإضافة إلى ذلك لا يزال 2717 شخصًا في عداد المفقودين.
منسق التوصيات الدولية في حكومة الاقليم اشار الى التعاون القائم بين حكومة الاقليم و اليونيتاد قائلا: كجزء من مشروع الارشفة الإلكترونية لجرائم داعش، ساعدت حكومة إقليم كردستان يونيتاد في الوصول إلى المحفوظات الوثائقية المتعلقة بجرائم داعش التي تم جمعها و حفظها من قبل حكومة إقليم كردستان ، بما يتماشى مع التزام العراق بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2379 لمحاكمة داعش على المستوى الدولي.
كما زودت حكومة إقليم كردستان اليونيتاد بتقارير ومعلومات مستفيضة عن قيادة داعش ومواردها المالية حتى يتمكنوا من بدء تحقيقاتهم القانونية، وفقا لزيباري.
ونوه الى جهود الحكومة للعودة الآمنة الى سنجار و المناطق الاخرى قائلا: قدمت قوات البيشمركة و القوات الامنية لحكومة اقليم كوردستان تضحيات جسيمة في الدفاع عن المناطق التي سيطر عليها داعش و تحريرها بلغت ما يقارب (1719) شهيدا و (10369) جريحا و (47) مفقودا، رغم ذلك ما تزال اوضاع تلك المناطق معلقة لحد الآن. وابرمت حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية باشراف الامم المتحدة في تشرين الأول أكتوبر 2020، اتفاقاً يهدف إلى إعادة الاستقرار إلى سنجار، منها إخراج المجاميع المسلحة غير القانونية من المدينة، وقال زيباري إنه للاسف لم تُنفذ الاتفاقية لان عناصر حزب العمال الكوردستاني والميليشيات المسلحة ما زالوا يتمركزون في المدينة وهو ما سبب عدم استتاب الامن و استحالة تقديم الخدمات و المشاريع اليها.
زيباري اوضح ايضا: نتج عن عدم تنفيذ اتفاقية سنجار نزوح حوالي 1400 أسرة من سنجار صوب مناطق ومدن الإقليم، كما خلق فراغا امنيا واسعا استغله الارهابيون للقيام بأعمال ارهابية، ففي عام 2021فقط قامت الجماعات الارهابية بتنفيذ (257) هجمة على المناطق المحررة التي تشهد فراغا امنيا نتج عنها 387 شهيدا 518 جريحا و 37 مفقودا.
ودعا منسق التوصيات الدولية الجهات المعنية الى ضمان عودة النازحين من الايزديين و المكونات الاخرى الطوائف، الذين أجبروا على الهجرة بسبب الهجمات الإرهابية والتهديدات. كما يجب تذليل العقبات السياسية والإدارية التي تعيق اعمار مناطقهم.