الدكتورة ايمان الكبيسي:
حاورها سمير خليل
بهدوء ودون جلبة، تعمل هنا وتكتب هناك، تتحرك بين طلابها بخفة وهي ترسم معالم عرض مسرحي جديد، ومسرح الطفل من اهم شواغلها لكنها لا تنسى التأليف والنقد لايمانها ان عالم المعرفة لا يتوقف البحث فيه، فكلما خطوت خطوة انفتحت امامك آفاق واسعة، الفنانة ايمان الكبيسي، او الدكتور ايمان الكبيسي تنثر امامنا عالمها المتنوع بالابداع لنكون ضيوفه ونتحاور عن تجربتها وعملها، اولا سألناها : بين التدريس والتأليف والنقد ومسرح الطفل، اين تقف ايمان الكبيسي وكيف تمسك هذه الرمانات بيد واحدة؟
تجيب : يتحدث الفيلسوف (كانت) في احدى مقالاته ضمن فلسفته الاخلاقية انه» عندما يقوم الناس بواجباتهم تجاه الاخرين فأنهم ينفذون التعاليم الالهية لذلك فهم دائما في خدمة الله ، طالما ان افعالهم اخلاقية»، والمجالات التي سألتم عنها كلها تصب في هذا المحور، فهي تستهدف خدمة الانسان وبنيته التحتية عبر رسالة جمالية قيمية يهدف صانعها الي التطوير والتغيير ، لذا فاني لا ارى في تلك التفرعات بمجموعة ثمار الرمان المجتمعة في يد واحدة بل انها جميعا تشكل عنقود العنب الذي يشكل شخصية الفرد»، وتضيف « التدريس مهنتي وهو رسالة، والتأليف متعتي وهو رسالة، والنقد واجبي وهو رسالة، والمسرح نافذتي نحو الطفل وهو رسالة، فهي كلها استراتيجيات ومناهج لرسالة قيمية تقع على عاتق المثقف والاكاديمي والفنان تجاه مجتمعه ان اراد ان يكون حقيقيا «.
- مسرح الطفل، الفضاء الشائك المزدحم، كيف تتعاملين معه؟ ماهي اللغة بينكما؟
« كما ذكرت سابقا فأن المسرح هو نافذتي التي تنقلني الى عالم الطفل، كلما اردت التوجه اليه (الطفل) سواء على مستوى الكتابة والتنظير ام على مستوى الاخراج والعرض بعد توظيف اللون، والصوت ، والاغنية، والحركة، والانشودة، بوصفها لغات مهمة بهذا المسرح الامتاعي واقول امتاعي كونه يضم المتعة من حيث توظيف اللغة السمعبصرية التي تؤطر المتعة الاهم وهي متعة الاكتشاف والمعرفة كما يصفها (برتولد بريخت) في مسرحه الديالكتيك». و تضيف» بالطبع لمسرح الطفل خصوصية وحساسية كبيرة تبعا لطبيعة الفئة المستهدفة فيه، واشتباكات حدوده التي تميزه عن باقي الاجناس المسرحية ضمن التصنيفات الموضوعية او المكانية (كمسرح الفتيان، والمسرح المدرسي، والتعليمي ، وغيرها من المجاورات لمسرح الطفل)، كما وان لتواجد وسائل التواصل الاجتماعي وتنوعها وتوافر مختلف الالعاب الالكترونية وسهولة وصولها الى الطفل عبر كبسة زر، وغياب الدعم الكافي لمسرح الطفل كلها امور جعلت من مسرح الطفل سلاحا غاية في الحساسية والاهمية لاسيما في مواجهة هذا الزحف غير المبرمج (للسوشيال ميديا ) نحو الطفل ، ما يجعل من ضرورة توافر الاول على وسائل الجذب والامتاع، فضلا عن ضرورة توافر العروض بشكل اوسع جغرافيا (زمانيا ومكانيا) ليتسنى للطفل المشاهدة والمتابعة «. *انت تدريسية في جامعة تكريت، هل يمكنك ان توضحي لنا عناصر الحركة الفنية في الجامعة وتجاوب الطلبة معها؟
« يعد قسم التربية الفنية / كلية التربية / جامعة تكريت، من الاقسام الفتية التي تم استحداثها مؤخرا، لكن رغم حداثة هذا التخصص في الجامعة ، الا انه اثبت حضورا فاعلا من خلال النشاطات الثقافية والمعرفية التي تقدمها الهيئة التدريسية للقسم عبر الدورات والمؤتمرات والورش، فضلا الجوانب الجمالية التي ينفرد بها القسم عبر تنوع نشاطاته العملية ما بين النحت والخزف والخط والزخرفة والرسم والكرافيك واقامة المعارض في الجانب التشكيلي يسانده الجانب المسرحي بوصفه محورا اساس في تخصص التربية الفنية «، وتضيف « ومما يستوجب الاشارة اليه بغبطة وسرور انه وبرغم الطابع العشائري المتحفظ للمكان، وما يحيل اليه هذا التصور من انغلاقات وتعقيدات في المشهد الجمالي والفني، الا ان واقع الحال يبشر بأمور مغايرة تجسدت من خلال الاقبال الواسع من قبل الطلبة في المراحل المنتهية على التقديم للدراسة في هذا القسم بشطريها ( الصباحي / المسائي) ما حدى بالجامعة الى استحداث الدراسات العليا فيه». وتتابع « يأتي هذا الانفتاح نتيجة منطقية للدعم المتواصل من قبل رئيس الجامعة (الاستاذ الدكتور وعد محمود رؤوف) والاستاذ المساعد الدكتور (اسراء برهان الدين ) عميد كلية التربية للعلوم الانسانية، وهذا ان دلّ على شيء فانه دلالة على ان الانسان مهما اختلفت مشاربه فهو محب للفن والجمال بالفطرة.» فأينما كان هناك مجتمع انساني تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها» كما يقول (بريت بيلي). - لديك مشروع مسرحية في جامعة تكريت، ما هو ؟
: يقول (بيرس بيش شيلي) ان الجلوس في المسرح لمشاهدة مسرحية يبعث فيك البهجة والسرور ) هذا ان كنت مشاهدا فقط فكيف الحال بك ان كنت فاعلا في هذا المسرح؟ من هذا التساؤل انطلقنا في مشروعنا المسرحي الجديد ضمن فضاءات الجامعة، والحقيقة انه مشروع بشقين كل شق يتمثل بعمل مسرحي له فئته المستهدفة، فالاول يخاطب الطفل في مسرحية بعنوان (مصباح الامنيات) من تأليفي واخراجي وتمثيل طلبة المرحلة الثالثة للدراسة الصباحية وانتاج قسم التربية الفنية بمعية الدكتور (مزاحم الجابر) رئيس القسم». وتضيف « يتناول العمل الصراع بين الخيروالشروالعلم والجهل والخرافة والخيال العلمي، اما الشق الثاني فهو عمل مسرحي استعراضي موجه للكبار بعنوان (ارض الخلود) وهو من تأليفي واخراجي وتمثيل طلبة التربية الفنية للدراسة المسائية / المرحلة الثالثة ، وانتاج طلبة المرحلة الرابعة ضمن مشاريع التخرج الخاصة بهم. ويتمحور العمل حول الملامح الجمالية لبغداد ومعالمها الجمالية ورموزها الشاخصة».
*على مستوى التأليف، هل يتوقف قلمك عند المسرح ام لديك توجهات اخرى؟ *
« على مستوى التأليف المسرحي فقد صدرلي مؤخرا مجموعتين الاولى (ايوب) وهي مجموعة مسرحية للكبار تتضمن خمس نصوص مسرحية ونص مونودراما، طباعة ونشر دار كفاءة المعرفة/ الاردن، اما المجموعة الثانية فقد حملت عنوان (الكرى واحلام الملائكة) وهي مجموعة للاطفال تضمنت خمس نصوص مسرحية، طباعة ونشر دار الثقافة والفنون في البصرة، اما على مستوى التنظير فقد صدر لي كتاب (مسرح الطفل ـ استعارات معرفية)عن دار الشارقة / وزارة الثقافة/ الامارات العربية المتحدة». وتتابع « اما خارج حدود المسرح فقد كتبت مجموعات قصصية للاطفال قريبا سترى النور، والان يراودني حلم لحوح اسعى لتحقيقه وهو كتابة الرواية لكني متروية بعض الشيء رغبة في الوصول الى الصورة الامثل بعيدا عن النمطية والتقليد في اختيار الموضوعات وسبل معالجتها ، اسعى حاليا لكتابة رواية ذات طابع اجتماعي ثقافي تنزاح احيانا للسياسية بشكل غير مباشر، وكل رجائي ان يوفقني الله وقلمي في ذلك».
- مشاريعك القادمة؟
بعد تأسيسي لفرقة (TCT) ) للفنون الدرامية، وبعد انتاجها وعرضها لباكورة اعمالها (مسرحية تويتر نسائي ) تأليف واخراج /ايمان الكبيسي ، تمثيل طلبة معهد الفنون الجميلة/ بغداد، وبالتعاون مع دائرة السينما والمسرح، فهناك مشاريع قادمة للفرقة في اشكال مسرحية مختلفة منها، مونودرامي، ومنها للطفل، ومنها لمسرح الشارع سيتم الاعلان عنها حال اكتمال تجهيزاتها، على المستوى التنظيري فلدي اكثر من بحث مستقبلي في مجال المسرح ومسرح الطفل منها بحث منخرطة في كتابته حاليا عن تجربة المخرج المبدع (حسين علي صالح) في مجال مسرح الطفل» .