مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة دعوة للسلام والحوار بين الاضداد ومقارعة الإرهاب

القادة المشاركون طالبوا المجتمع الدولي بدعم العراق ومساندته

الكاظمي: نرفض تحول البلاد الى ساحة للصراعات الدولية وأن تهاجم منها دول الجوار

بغداد – الصباح الجديد:
كشف وزير الخارجية فؤاد حسين في مؤتمر صحفي امس السبت، ان حكومة البلاد ودبلوماسيتها سعتا الى عقد لقاءات ثنائية بين الدول الأضداد في المنطقة، أوصلت الى انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي حضرته وفود دول الجوار ودول أخرى معنية باستقرار البلاد وتربطها بها علاقات إيجابية، إضافة الى عدد من المنظمات الإقليمية والدولية.
وأكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، اليوم أن جمع الاضداد في المنطقة يخدم العراق.
وقال في مؤتمر صحافي حول مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، إن “بغداد نجحت في هذا المؤتمر في جمع دول بينها مشكلات كبيرة، على طاولة واحدة”.
وزير الخارجية قال أيضا، أن “اجتماع بغداد ستتبعه اجتماعات أخرى يتم فيها دعوة دول جديدة”.
وشهدت بغداد أمس السبت، انعقاد مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون، والذي يعد خطوة إيجابية مهمة لدبلوماسية البلاد، سيما وانه كشف للوفود المشاركة بنحو خاص، والمجتمع الدولي عامة، ان العراق دولة محورية، وليست جزء من سياسة المحاور والاستقطاب الإقليمي، وانه يشكل عاملا إيجابيا في استقرار المنطقة.
وشكل التمثيل الدبلوماسي للدول المشاركة في المؤتمر، عامل زخم كبير لنجاحه، اذ شارك في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة كل من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والعاهل الأردني عبد الله الثاني بن الحسين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح خالد الصباح، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير الخارجية الإيراني امير عبد اللهيان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إضافة الى عدد من المنظمات السياسية الدولية التي شاركت في المؤتمر، من بينها جامعة الدول العربية التي مثلها رئيس الجامعة احمد أبو الغيط،
وقال الكاظمي في كلمة افتتاح المؤتمر، إن “هذا المؤتمر يُعقد في ظرف حساس وتاريخي، وهو يمثل زخما جديدا للعراق في توطيد علاقاته الخارجية بالتعاون والتفاهم والعلاقات الاخوية والمصالح المشتركة مع دول المنطقة والعالم”.
وأضاف أن “العراق واجه تحديات كبيرة ولكنه خطى خطوات واسعة لتجاوزها بمساعدة كل اخوانه وجيرانه”، مؤكدا ان انعقد هذا المؤتمر في بغداد يجسد رغبة العراق في تطوير العلاقات مع الدول في تغليب لغة الحوار وعدم التدخل في شؤون الاخر”.
وتابع بالقول “لقد توصلنا بعد سنوات طوال من الصراعات والتحديات، و ان دور العراق يمكن بان يكون احد ركائز الاستقرار في المنطقة، وهذا يمكن برفض تحويل الأراضي العراقية ساحة للصراعات الدولية ورفض أن يكون منطلقا لمهاجمة دول الجوار”.
وقال رئيس مجلس الوزراء “نطمح بالتعاون والدعم من الأصدقاء والدول المجاورة لترسيخ مفهوم الحكم الرشيد والتنمية المستدامة، وان شعب العراق تواق لبدء حملات الاعمار على أعلى مستوى وفتحنا ابوابنا امام الجميع للدعم في هذا الاتجاه”.
واتفق قادة الوفود من ضيوف المؤتمر، على ان استقرار البلاد، مفتاح لاستقرار المنطقة برمتها، سيما بعد ان تحملت الحروب والأزمات الكبيرة جراء مكافحة الإرهاب نيابة عن دول المنطقة والعالم، وفي هذا الصدد قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إن ” انعقاد هذا المؤتمر يأتي في مرحلة مهمة جدا ” ، مضيفا أن “هذا المؤتمر سيضع الاطراف جميعا في المعركة ضد الأرهاب وكذلك النهوض بالمشاريع التي تخدم العراق”.
الرئيس الفرنسي قال أيضا “هدفنا مواصلة الحوار وبناء سلام يمر عبر آليات للحوار تسمح لخفض حدة التوتر وتفاديها”، مبينا أن ” المؤتمر مرحلة مهمة بالنسبة لي، وان فرنسا ستبقى الى جانب العراق والمنطقة نظرا لتاريخنا ودورنا الخاص”.
وأثنى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين في كلمته خلال المؤتمر على دور البلاد في مد جسور الحوار وتعزيزه على المستويين الإقليمي والدولي، بقوله: “ان اجتماعنا في هذا المؤتمر دليل على دور العراق المركزي في بناء الجسور وتعزيز الحوار الاقليمي والدولي من خلال تبني سياسية التوازن والانفتاح المبنية على القواسم المشتركة”، فيما وصفت لبنان قمة بغداد بـ”الحدث الذي اعاد الروح الى التضامن العربي”.
وقال رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي في تغريدة على حسابه في تويتر: “يتطلع اللبنانيون بالكثير من الثقة بأن لبنان سيحظى باهتمام القادة والاصدقاء الذين سيجتمعون في العراق الشقيق الذي تحمل شعبه التحديات واستطاع بحكمة حكومته ان يعيد دوره المميز عربيا ودوليا”.
وأكد رئيس جمهورية مصر عبد الفتاح السيسي رغبته بالتعاون بين الدول الاقليمية او عبر المحور الثلاثي مصر والاردن والعراق.
وقال السيسي في كلمته خلال أعمال المؤتمر “يسرني أن اتواجد مجددا في العراق وأشكر رئيس الوزراء على دعوته”، مضيفا، “العراق شهد تدخلات خارجية متنوعة”.
وبين ان “العراق واجه التأثيرات بالغة السلبية لإرهاب وحروب جلبت المعاناة له ولدول الجوار”، موضحا، “نثق في نجاح العراق في الوفاء بالاستحقاق الانتخابي القادم”، مشيرا الى ان “مصر تنظر للإنجازات المتحققة برئاسة الكاظمي”.
وتابع، “سنقف سندا ودعما للحكومة العراقية بما يمكنها من صون أمن واستقرار العراق”، مردفا، “جاء التعاون الثلاثي بين مصر والاردن والعراق لترجمة الارادة السياسية لدى الدول الثلاث الى ارض الواقع”.
وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في المؤتمر بضرورة دعم البلاد، لدفاعه عن قيم الحضارة في كل مكان.
وقال أبو الغيط في كلمته ضمن مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، إن “العراق عانى كثيرا خلال السنوات الماضية، وخاض العراق حربا شريفة ضد الارهاب ودافع عن قيم الحضارة في كل مكان، مشدداً على أن دعم بغداد واجب وحق لشعبه”.
وأشار إلى أن “العراق يسعى إلى بناء علاقات جديدة مع دول المنطقة”، مضيفاً “لا نريد أن يكون العراق ساحة للصراعات”.
وتابع أبو الغيط، “جمعتنا في مؤتمر بغداد محبة العراق”.
واثر انتهاء المؤتمر، اعرب المشاركون فيه عبر البيان الختامي عن شكرهم وتقديرهم لجهود جمهورية العراق بعقد ورعاية هذا المؤتمر بمشاركة زعماء وقادة دول المنطقة والصديقة، كما عبروا عن وقوفهم إلى جانب العراق حكومة وشعباً وشددوا على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وامنها.
وأشادوا بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية وتبني الحوار البنّاء وترسيخ التفاهمات على اساس المصالح المشتركة
مؤكدين ان احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية، وجددوا دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقاً للآليات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية الممثلة للشعب العراقي ودعم جهود العراق في طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع المرتقبة
وبدوره ثمن العراق الدور التنسيقي الذي لعبته الجمهورية الفرنسية لعقد وحضور هذا المؤتمر ومشاركتها الفاعلة فيه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة