الطفل لا ينسى والتنمر يلاحقه في الكبر

احلام يوسف
من جملة الامثال او “الحكم” كما يتصورها البعض جملة “تكبر وتنسى” التي تذكر من دون وعي او دراية بأي تفصيلة تخص موضوع الطفولة وتأثير كل ما يمر به من احداث مستقبلا على الحالة النفسية. هناك اطفال تعرضوا لصدمات عاطفية ونفسية وانتهت في وقتها، ومن ثم ظهر تأثيرها عليه في اثناء وصوله مرحلة الشباب.
التنمر احد الحالات المؤذية نفسيا للطفل والتي يمكن ان تجعل شخصيته فيما بعد مهزوزة ويفتقر الى الثقة بنفسه، وقد يحاول تعويض هذا بالتنمر على غيره كي يشعر بانه ليس وحيدا في هذا الامر.
الدكتور حميد يونس اختصاص الطب النفسي تحدث عن دراسة في دورية الطب النفسي الجزيئي Molecular Psychiatry اشار فيها الباحثون الى “أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر في سن صغيرة، أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالأمراض العقلية عند وصولهم لسن 18 عامًا، نتيجة تغيُّرات في كيمياء مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن المزاج والمشاعر، مثل: البطامة والنواة الذنبية. تقول الباحثة إرين بورك من جامعة الملك في المملكة المتحدة :”بالرغم من عدم ارتباطه في الماضي بالقلق، تكمن أهمية التغيُّرات التركيبية في البطامة والنواة الذنبية في تطور القلق أنها تسهم بصورة أساسية في سلوكيات مثل الدوافع الحساسة والانتباه، والعمليات العاطفية”.
وتابعت: “هذا يعني أن تعرض المرء لأحداث مؤذية لسلامته النفسية في الصغر يؤدي إلى عواقب نفسية خطيرة في المستقبل، ويعيق من قدرة الفرد على متابعة حياته بصورة سليمة، لذلك فإنه لا يمكن إغفال المحيط الاجتماعي من كونه سببًا في إحداث تلك التغيُّرات في الدماغ التي يربط العلماء بينها وبين المرض العقلي”.
واكدت الباحثة بعلم النفس سلامة الموسوي صحة الدراسة كونها عايشت الحالة مع احد اقربائها، اذ قالت: “لا يمكن ان نظل نردد جملة تكبر وتنسى لان هذا دليل على تخلف وجهل كبيرين، الطفل لا ينسى الاحداث التي تؤلمه او تصدمه او تؤذيه نفسيا، لا بل انه يمكن ان ينسى في اثناء الطفولة، لكن عندما يكبر سيعود عقله اللاواعي لتذكيره بها، وهنا تبدأ معاناته التي يمكن ان تؤثر بصورة كبيرة على حالته النفسية، وربما يصاب بحالة اكتئاب او اي مرض عقلي ونفسي اخر”.
وتابعت: ” علينا ان نعي ان الطفل اذكى مما نتصور، هو بمنزلة مخزن معلومات، كل ما تقع عليه عيناه، كل ما يسمعه، كل ما يمر به من احداث ومواقف تظل مخزونة في ذاكرته، وكل ما في العقل الباطن يظهر فيما بعد باكثر من طريقة وصورة، لا شيء يمحى من ذاكرة الطفل، لذا فكل شيء من كلمة الى حدث علينا ان ننتبه ان لا يؤثر عليه نفسيا فيما بعد، ولا ضير ان يستشيروا طبيبا نفسيا لكيفية التعامل مع اطفالهم، فهو بكل الاحوال لصالحهم وصالح الطفل ايضا في المستقبل”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة