مسرحية “ليلة ماطرة”.. من يرمم سقف البيت المتهاوي؟

سمير خليل
على مسرح الرافدين في بغداد وضمن عروض مهرجان العراق الوطني للمسرح، قدمت فرقة المسرح الكوني في مدينة الديوانية مسرحية (ليلة ماطرة) تأليف الدكتور مثال غازي واخراج الدكتور مهند العميدي.
تناولت المسرحية موضوعا حيويا بشأن صراع الاجيال والافكار والرؤى بين البقاء في البيت الذي يتهاوى سقفه بسبب ما يواجه من مصاعب وويلات، او الهجرة منه والبحث عن بيت آخر، وطن آخر، هذه الصورة الرمزية قدمت باداء متميز لفريق العمل الذي قاده مخرج المسرحية ممثلا ايضا.
فريق العمل تألف من الممثلين مهند العميدي ومنتظر سعدون ومصطفى الهلالي وبسام الابراهيمي، مساعد المخرج انس راهي والادارة المسرحية سجاد رحيم والاضاءة لعقيل عبد علي.
عن المسرحية وثيمتها قال مخرج المسرحية الفنان الدكتور مهند العميدي: “الهم الذي نتحدث عنه صراع بين جيلين، انا كمخرج للعمل لا اتبنى وجهة نظر اي جيل، المتلقي من يحكم بالامر، الصراع بين جيلين، جيل يريد ان يغادر مهما كانت الاسباب لان هذا البيت آيل للسقوط كما يرونه هم، وجيل متمسك بهذا البيت.
البلد برغم انه آيل للسقوط كما يرونه هم وجيل متمسك بهذا البلد رغم انه آيل للسقوط ايضا وهذا هو الصراع بين الافكار والاتجاهات، البيت يسقط ام لايسقط لانعرف!، انا اردت القول، الى متى هذا الصراع؟ الى متى يبقى سقف هذا البيت يتهاوى؟ اجيال بعد اجيال، مائة سنة مرت وما زال سقف البيت يتهاوى، ما زال (ينث التراب) كما يقول اهلنا، متى نجلس تحت سقف بيتنا بامان”.
اما المؤلف الدكتور مثال غازي فقال: “الحمد لله وصلت فكرتي، لان معالجة المخرج للعمل كانت جميلة، معالجة ابتعدت عني قليلا، المفردة الاساسية هي المطر، ابدلوها بالتراب، هذه الثيمة لوحدها مرعبة بصراحة فما يتساقط من السماء ليس مطرا بل ترابا، العمل يحمل رسالة جميلة ان الوطن وان كانت به عيوب فيجب ان نعيد بناءه ومن الاساس، وهذا ليس عيبا، ففي بلدان اوروبا اعادوا البناء من جديد، بدءا من الطفل الى الكبير فلا بأس ان نكون شجعان وجريئين ونعلن ان هناك عيوبا كثيرة في دواخلنا، ويجب علينا جميعا ان نعمل على اصلاحها، انا فخور جدا بهذا العمل”.
مصطفى الهلالي احد مجسدي العرض يقول: “ليلة ماطرة واحد من الاعمال التي تحمل مجموعة رسائل للمواطن، للمتلقي، تسال،هل نستطيع كشعب ان نرمم الثقوب التي لحقت بهذا البلد بعد فترة الحروب والحصار والسياسات الخاطئة؟ حتى بعد العام 2003، الآن البيت مليء بالثقوب، مليء بالارهاصات ومليء بالمشكلات، علينا كمواطنين وكشعب ان نتحد مع بعض لنرمم هذه الثقوب، ويرجع البيت يلم كل اطياف الشعب العراقي مرة اخرى، هذا السؤال يطرح للمتلقي ويبقى المتلقي يعي ما قدمنا في هذا العمل”.
زميله الممثل منتظر سعدون يضيف: “تتحدث شخصيتي عن الشاب العراقي او الفرد العراقي الذي يعاني من ازمة البلد، الازمة المادية والاقتصادية والسياسية فقط، قرر هذا الشاب ان يغادر فارتبط موضوعي بموضوع الهجرة، قرر بعدهذا الكبت والحيف الذي عاشه الفرد العراقي في سباق مستمر مع الصراعات السياسية والدينية، فقرر ان يذهب الى بلد آخر قد يرى النور فيه فاما ان تكون الغربة له مأوى او قبوا آخر يشبه القبو الذي عاش فيه”.
الفنان طلال هادي الذي شاهد العرض ذكر بأن: “المسرحية تعد امتدادا حيويا وفاعلا لمسرح الديوانية وفناني الديوانية، دائما هم في المقدمة، في عروضهم نجد التجريب ونجد هناك دائما اشياء متغيرة، بفضل الفنانين الكبار الذين تواجدو واسهموا باحياء المسرح في بغداد والديوانية، الاساتذة الكبار سعد هدابي، فائز ميران، حليم هاتف، الراحل رحيم ماجد، استاذ البانتومايم منعم سعيد، الديوانية لها فضل علينا وبالذات علي انا بشكل شخصي من خلال ابنائها، اساتذتي الذين درسوني والذين اتشرف واعتز بهم”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة