بعد إنضاجها بشكل نهائي
الصباح الجديد ـ متابعة:
أعلنت وزارة الكهرباء، الاتفاق على مدة عقدية أمدها خمس سنوات بمشروع الربط الخليجي، مبينة أنه سيعيد العراق للاقليم العربي، ويدخله سوق الطاقة الخليجي بعد ستة اشهر من توقيع الاتفاقية.
وقال بيان للوزارة إنها عقدت في مقرها إجتماعاً إلكترونياً موسعاً ترأسه وكيل الوزارة لشؤون الانتاج ( عن الوزير ) مع هيئة الربط الخليجي استهدف إستعراض مستجدات المشروع والخطوات اللاحقة بشكل سريع خلال شهري آب وأيلول .
وأضاف “في مستهل الاجتماع ، بينت الهيئة انها في تواصل مستمر مع وزارة الكهرباء العراقية ، واكملت جميع المفاوضات مع ارسال الاتفاقيات بعد إنضاجها بشكل نهائي ، وهي جاهزة لتعيين المستشارين المشرفين على تنفيذ الاتفاقية ، وإن المشروع بحاجة الى استكمال تحديد الاسعار ليتم الانتهاء من الاتفاق بشكل نهائي” .
وعبر الوكيل عن الوزير بحسب البيان عن “سعادته الكبيرة لتوطيد العلاقات والتي ستتوج بربط كهربائي حيث العودة للاقليم العربي وتحقيق المكتسبات الاقتصادية والفنية”، مؤكدا على “اهمية معرفة وتحديد قيم الاسعار، وابدى اهتمامه بمناقشة مكان التحكيم والاستشارات المطلوبة”
في السياق ذاته استعرض مدير عام دائرة التشغيل والتحكم موضوع إثراء المشروع فنياً وبيّن انه تم إستكمال كافة الاجراءات العقدية والاستشارية التي تنص على تحمل هيئة الربط الخليجي تكاليف انشاء الخط الرابط ، والاتفاق على مدة عقدية أمدها خمس سنوات ويتم خلال المرحلة الاولى منها على مدى ستة اشهر شراء العراق الطاقةَ من السوق الخليجية ، ليتم بعدها دخول العراق سوق الطاقة العالمي وتبادل المنفعة عبر نقل وتمرير الطاقة” .
بدوره اكد مدير عام نقل كهرباء الجنوب “تشكيل لجان فنية لتسهيل عمل الشركة المنفذة لخط ( الفاو – الزور ) حيث استكملت جميع الموافقات الرسمية لمسار الخط المقترح” .
وأشار البيان إلى أن “الكهرباء العراقية أكملت قرابة ٨٦% مما عليها من التزامات تجاه هذا الربط ،ومن المؤمل انجاز المرحلة الاولى منه والمتضمنة طاقة ٥٠٠ميكا واط الى محافظة البصرة ببداية صيف عام ٢٠٢٢ .”
وكانت وزارة الكهرباء العراقية قد أبرمت في شهر سبتمبر من العام 2019، اتفاقية مع مجلس التعاون الخليجي لإنشاء خطين لنقل الطاقة الكهربائية بطول 300 كيلومتر، مقسمة على مسافتين، داخل العراق 80 كيلومترا، وداخل دولة الكويت 220 كيلومترا، وذلك على هامش منتدى العراق للطاقة المنعقد آنذاك في العاصمة بغداد، حيث سيزود المشروع في حال اتمامه العراق بمئات الميغاواط من الطاقة الكهربائية.
وفي هذا السياق يقول خبير اقتصادي عراقي مقرب من الحكومة، في حديث صحفي : “ليس سرا أن إيران مستاءة جدا من هذا المشروع الاستراتيجي، وهي حتى لا تخفي امتعاضها منه عبر أدواتها وميليشياتها المحلية في العراق، كون طهران وغيرها من العواصم الإقليمية المستفيدة من ضعف العراق وتأزم أوضاعه الداخلية والخدمية منها خصوصا، يسوؤها التطور المتسارع في العلاقات العراقية – العربية، وخاصة الخليجية منها”.
ويتابع: “واقع الكهرباء العراقية مزر للغاية وهذا الربط الكهربائي مع دول الخليج، هو ضرورة ملحة وطوق نجاة لنا كعراقيين من المعاناة التاريخية مع نقص الكهرباء، ولا حاجة بالطبع للقول إن الكهرباء هي عصب النهوض بالاقتصاد وتنويعه وتوسيع مصادره ومداخليه، فإن لم نتحرر من هذه الأزمة المزمنة المديدة سنبقى نراوح مكاننا تنمويا وعلى كل صعيد”.
كما ويرى مراقبون ومعلقون عراقيون، أن ما تتمتع به منظومة دول الخليج العربية من تجارب تنموية ونهضوية رصينة وناجحة بالمقاييس العالمية، وما تمتلكه من خبرات وقدرات متطورة ومتراكمة في مجالات الاستثمار، خاصة في مضامير البنى التحتية واقتصاد المعرفة، والطاقة على اختلاف ميادينها التقليدية والمتجددة، وتنويع مصادر الدخل، سيكون له انعكاسات إيجابية كبيرة على العراق في حال مضي علاقاته قدما مع تلك البلدان وتعزيز آفاقها.
هذا وكانت الولايات المتحدة الأميركية قد عبرت في أكثر من مناسبة عن دعمها الكامل لمشروع ربط شبكات الكهرباء بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، مبدية استعدادها للمساهمة في إنجاح المشروع وتذليل العقبات أمامه.