«نحن من نجلب لكم الخبز وانتم تعطونا كسرة منه»بهذه العبارة الشهيرة قاد فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد ثورته وتمرده على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ورئيسه ألكسندر تشيفرين، بمساندة اندريا انييلي رئيس نادي يوفنتوس وعائلة جليزر مالكة مانشستر يونايتد لاطلاق دوري السوبر الأوروبي وموافقة 12 ناديا من أعظم اندية أوروبا.
التمرد كاد يعصف بالشرعية المتمثلة باتحاد كرة القدم الأوروبي ويجعل من الدوريات الأوروبية الكبري مجرد مسابقات لفرق المناطق فمن سيتابع دوري اسباني لايوجد فيه برشلونة وريال واتلتيكو مدريد وبريميرليغ ليس فيه الستة الكبار وكالتشيو بدون اليوفي وانتر واي سي ميلان. !
اموال البث التلفزيوني وحقوق الرعاية ستذهب ادراج الرياح وستفلس الاندية والقائمين عليها ومعها نفوذ وسلطة اتحادها الأوربي. خط الأموال والاستثمار سوف يصب في جيب حامل لواء الثورة بيريز وأعوانه، الراعي الرسمي للبطولة مجموعة بنوك مورغان جي بي الأمريكية بتمويل 4.6 مليار جنيه استرليني. قنوات دزن الالمانية دفعت 4 مليار يورو للحصول على حقوق بث السوبر ليغ . و400 مليون يورو تدفع على الفـور لكـل نـادي مشـارك.
قامت الدنيا ولم تقعد وقاد تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي قيادة المجتمع الكروي للاطاحة بهذا التمرد الذي سماه (جشع المال) وحشد الشارع الرياضي والسياسي بأوروبا وهدد وندد وارغى وازبد، انها حرب الأثرياء! وبما ان كرة القدم في النهاية هي مُلك البسطاء استطاع بفضل جمهور اللعبة ان يقمع هذا التمرد ويأده قبل ولادته.
وبما ان (مصائب قوم عند البعض فوائد) ظهر طموح ناصر الخليفي المتنامي في اوروبا واستطاع بدهائه وحنكته ان يجمع كل خيوط اللعبة ويزيح اندريا انييلي رئيس السيدة العجوز ويتربع على رئاسة رابطة الاندية الاوروبية بعد ان كسب ود الرئيس تشيفرين وأطراف اللعبة المضادة لتوجه فلورنتينو بيريز قائد حملة التمرد . ناصر الخليفي كان يعلم ان في حالة نجاح ثورة بيريز سيتم صياغة خارطة كرة القدم العالمية بشكل جديد وربما سيؤثر ذلك على حلم تنظيم قطر لكأس العالم 2024 ودورها المتغلغل في الحياة الاقتصادية الرياضية بفرنسا وأوروبا لهذا كان لزاما عليه ان يتحرك ويأخذ جانب الشرعية الدولية كما يقول . لعبها صح ابو غانم .
- هل بالفعل انتهت ثورة الاندية الاوروبية الكبرى على اتحداها العتي ام ان الجمر مازال ملتهبا تحت الرماد الذي خلفته النار التي اخمدها تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي بعد 48 ساعة فقط من أشتعالها. وهل ستكتب هذه الثورة في حالة أيقاضها مجددا نهاية كرة القدم . في كلا الحالتين يبقى الخاسر الاكبر هو جمهور اللعبة الاكثر شعبية.
*مدرب محترف وناقد رياضي
ميثم عادل