أحمد رافع
في أمسية لنادي وتريات قصيدة النثر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق والتي جاءت بعنوان “الجيل الشعري الجديد” أحتفى النادي بثلاثة تجارب شعرية مختلفة ووقف على قصائدهم نقديا الدكتور عمار المسعودي وبثت عبر منصة وتريات للعلم والمعرفة.
أكد الشاعر أحمد رافع الذي أدار الجلسة أن الشعر حالة حب وانسانية يجريان في عمق الروح وأضاف في افتتاحها أننا نستعيد في القصيدة الأجواء التي سرقت منا ونعالج من خلالها ما نراه غير صائب في المجتمع وكما يقول فريدريك نيتشه: «حين يريد الشعراء أن يلطفوا حياة الناس، فإنهم إما أن يحولوا الأنظار عن الحاضر المعذب، وإما يضفون على هذا الحاضر ألواناً جديدة تشع ضوءاً» ورحب الرافع بضيوف الجلسة ابتداءً من الدكتور عمار المسعودي والشاعر علي الشيال والشاعرة علياء المالكي والشاعر عمار عبد الخالق.
تمظهرات الشعري
الدكتور عمار المسعودي في سؤالٍ من أحمد رافع عن تجربة الشاعرة علياء المالكي أكد أنها “تميل إلى تشفير معظم عوالمها الشعرية إرضاء لوجودين هما التواجد في الشعر/ الاجتياز وثانيا التوازن الزمني الذي توفره العوالم المخلَّقة التي تعود في مجمل أنساقها للذات الشاعرة ابتداء من العنوانات وهي تتشظى متسربة داخل جسد القصيدة/ الأمل والوجود المخالف والمشاكس وصولا إلى لعبة الشعر التي تسيل من ساقية الكلمات.”
مضيفا المسعودي “أن في العنوانين الأوليين نجدها قد أنجزت تيهها وضياعها المحبب عن عالم بدليل واحد متكرر ومعاد ما يجعل الذات النافرة تذهب بقوة الوجود المخالف إلى ما يجعلها مطمئنة للحظة التدوين على أقل تقدير”.
وأكد الدكتور عمار المسعودي أن ” الشاعرة في العنوانين جهزت لوجودها المعرَّف بنى تنكيرية تعد أفعالا شعرية أولا وانتثارا واندثارا واختفاء ثانيا هذا مانجد مصاديقه في عنوان مثل ،، من أجل شيء ،، البعيد عن المعرفة والداخل في لعبة التنكير بشكل تام لما توفره هذه البنية من انتساب للكون الأوسع الكون العرفاني وليس البياني أو البرهاني وذلك بتضايفات حققتها الشاعرة في جملتها العتباتية مع محذوفات رغبت بها مسكوتا عنه لعناصر القتها في الريح كونها في لحظتها التي تتملكها / لحظة الشعري
أو يظهر ذلك من العنوان العتباتي الثاني ،، سكرات ضمير مجهول ،، الذي يمكن حدس بنيته على حذف أسلوبي معاضد للتنكير أو بهذه المتضايفات وهي تقع خبرا لوجود أو ابتداء غائبا . هذا مايشابه عتبتها الثالثة التي قد أتت بها مضمخة بالحذف أس شعريتها وسر وجودها المشاكس لعالم تستبدله بموجوداته بلحظة شعر تنتمي بكليتها إليها ،، القصيدة العاشقة ،، وماتضمره من حذف للابتداء هذا الفعل الوجودي الغائب والمخصب لفعل الشعري الذي يقف بديلا خالدا عن ثوابت وموجودات تضغط على روح الشاعرة. “
واضاف أن انتقال المعاينة من العنوانات بعدها منظورات عتباتية تنفتح على عالم النص فمنها ما يكون أكثر ومنها ما يكون متعادل ومنها ما يكون ناكصا عن انثيالات الشعري نكون مع الشاعرة في مصالحة حقيقية تنم عن حذق ذات منتجة لمعادلات تليق بخروج عن أزمة وجود للحظة تدوين لحظية هاربة ، هذا ما تم تصديقه من أسلوبية استعارية اعتمادا على ظن التدوين ومجازاته التي تقتفي مسارين الأول يسعى لتحقيق الشرط الجمالي/ الفني ، والثاني وجودي وشخصي يسعى لإيجاد نوافذ تهرب منها عينا الشاعرة في لحظة دلالات مخالفة ومشاكسة ، متخلصة بكل ذلك من المسارين وذلك بعدم الانتباه للبلاغية كون خلقها العوالم يتأتى برغبة صوفية تُوظف فيه العناصر ثم تمحى هذا ما قدمته الأنسنة الآتية من فعل أسلوبية التشخيص الاستعاري لكل ما يقع تحت طائلة النظر من ذهني إلى حسي أو من حسي إلى ذهني استجابة للحظة الرؤية الشعرية الموجبة لكل ذلك ما نجد مصاديقه في قصيدتها التي تحت عنوان ،، من أجل شيء ،، إذ تقول :
ويمر الشعر على ليلتي
يتسلل من بين حبات المطر
يرتشف عطرا.
مسترسلا المسعودي “أن الاستعارات هنا قد حولت الذهني/ الشعر إلى دال يقوم بكل تلك الأفعال بعمليات اسنادية تصل بالشعر فنيا إلى غايته وللوجود وللذات الشاعرة إلى مبتغاها من مثل ،، يمضي الشعر ،، و ،، تبقى الكلمات ،، و ،، بوحدتها تنطق بالهمس ،، و ،، ترتجف من البرد. ،، و ،، يمضي السحر ،، .
ومن قصيدة قد جاءت تحت عنوان ،، إلى صورة ،، تكون لعبة التخلي والترك والانفضاض عن واقع بمحمولاته العاطفية ومرجعياته الثقافية وثوابته وتابواته فتحا للذات الخالصة والشفافة خلقا للحظة الصفاء الفريدة :
دنا وأخرج من جيبه الصورة
فوقفت تائهة في مواله
بين الوقفة والصورة
موال آخر يجري في دمي.
متوقفا المسعودي “أن الشاعرة هنا تتخلص بلحظة صوفية عن مواضعات قارة ما يحقق الخلاص المنشود والهرب المحبب حتى عن عناصر تسكن المقدس الثقافي/ صورة الآخر الذي يأتي من الجب العميق بإغواء مادي ممثلة بفكرة الابن الجديد :
ابتسمَ في وجه ابنه الجديد معجبا
فابتسمت ُ لصورة
غير هذه الصورة.”
شعرية المعنى واللغة
بعد أن قرأ الشاعر علي الشيال قصائده أكد عمار المسعودي في حديث متواصل من الشاعر أحمد رافع أن “الشعرية ماهي إلا تمظهرات في اللغة والشعر كما يقول المفكر ريكور في كتابه( الاستعارات الحية )ليس هو إلا الشكل كوننا نحتاج كي نتشكل نائين بذواتنا عن ألعاب الفاعل والمفعول أو الشكل والمعنى أو المركز والهامش وصولا للحظة مكاشفة تبدأ منّا نائية عن صورة التابع الذي يقف على مبعدة من هذا الكون مكتفيا بسحت سخاء الآخر عن لحظة وصف خاسرة”
مضيفا الدكتور عمار إن ” الشاعر علي الشيال يؤثث عالم قصائده مغريا جملته الشعرية أو مقولته بنسقين متوازيين عالم خارجي بمرجعيات ثقافية متنوعة الأهمية مشاركا في ذلك ذوات جمعية تقع تحت التأثير عينه وعينتنا على ذلك موضوعية الحرب والحب مع ما تشتملان عليه من حمولات نفسية وعاطفية ابتداء من أول لمعة سيف كناية ماثلة عن الموت وعن لمعة خد حبيبة غائبة تقف دائما معادلا للحظة التحدي الوجودي للفناء كون الأنثى هي الخصوبة وهي القلب الراجف والنابض ما يقابل بعناد لحظة الموت الماثلة”.