احلام يوسف
بعضنا يحلم بامتلاك متجر يبيع فيه البضاعة التي يحبها ويرغب بها، فهناك سيدات يحلمن بمتجر لبيع ادوات الماكياج وهناك من يخطط لشراء متجر يبيع فيه العاب اطفال، لكن لا يوجد ابدا متجر لبيع المشاعر والاحاسيس، ترى ما الذي يمكن بيعه في هذا المتجر لو قدر له ان يكون، وما الذي نجد اننا نفتقر اليه في الوقت الراهن ونتمنى لو كان بالإمكان بيعه وتوزيعه على الناس؟
الحب.. ثم الحب.. ثم الحب، هذا ما اكد عليه عزيز عماد الذي قال: “الحب اساس كل المشاعر، احب نفسي فاحب عائلتي واوفر لهم ما يحتاجونه من امان وحياة كريمة، احب وطني فأحاول ان اخدمه بكل ما اوتيت من قوة وامكانيات، احب الناس بعيون عائلتي وبلدي، وبالتالي فلن اخاصم احدا ولن اسمح ان يخاصمني احد. فالحب اساس لكل ما يمكن ان افكر ببيعه من مشاعر”.
نور تقي تقول ان الاخلاص والثقة اهم بضاعتين يمكن ان ابيعهما لكل الناس مجانا واضاف: “الاخلاص ما نفتقره اليوم، الاخلاص بعلاقاتنا الانسانية وحتى رباطنا مع الوطن يحتاج الاخلاص الذي اصبح نادرا. اليوم نجد ان العلاقات الزوجية تعاني من مشكلات عدة لأنها تخلو من الاخلاص لبعض والثقة ببعض. الكثير من العلاقات الزوجية انتهت واثرت على حياة الاطفال بسبب ازمة الثقة بين الزوجين التي يتسبب بها عدم الاخلاص، او حتى الشك بعدم الاخلاص، اظن انهما صفتين متلازمتين. لذا فسأبيعها مجانا ولا اريد ثمنا للبضاعة لأنه يكفيني ان اجد وطني تبنيه اسر متعافية”.
ووجد سلام سالم ان الوطنية او حب الوطن “اول ما يمكن ان افكر ببيعه في مثل هذه الحالة، حب الوطن والانتماء. كل مشكلاتنا الحالية سببها السياسيين والافراد الذين لا ينتمون الى الوطن، فالانتماء لا يعني الهوية، بل المشاعر، انا عراقي لكن هل انتمي فعلا للعراق ام لدولة اخرى؟ هناك يهود هاجروا من العراق وبرغم هذا فهم ينتمون الى العراق ويحبونه اكثر من الكثير من الموجودين في البلد. الانتماء اصل الاخلاص واصله حب الوطن، والمنتمي لوطنه لا يمكن ان يخونه ولا يمكن ان يقوم بعمل يؤذي ابناءه او يهدد سمعته بين البلدان”.
اما ريان موسى فقال: “بالحقيقة نحن حاليا نحتاج الى متجر لبيع عدة مشاعر واحاسيس، فالناس في الوقت الحالي تفتقر الى اغلب المشاعر الانسانية التي تعزز انسانيتنا. قد ابيع العطف لان القسوة باتت اشبه بالظاهرة، ربما ابيع الحب والود لان الناس صار منهم من يحرّمه ان كان موجه الى اشخاص مختلفين عنا دينيا او مذهبيا او حتى لونا. نحتاج الى الاخلاص للوطن الذي ضيعه الخونة، نحتاج الى الرقة بالمشاعر التي استبدلت بسبب ما مررنا به من ظروف وصارت سبّة، قد ابيع الذكاء لان الغباء صار ظاهرة مرعبة. الناس اليوم يحتاجون الى اعادة فرمتة، فما نمر به اليوم بسبب الضياع الذي نشعر به في ظل سياسيين لا يفقهون معنى السياسة والادارة لكن حظنا العاثر جلبهم الينا”.
واذن ليس للمشاعر متاجر، لكن لها هبات، لأنها فينا اصلا، ولأنها فينا تسمح لنا أن نهبها لمن يستحق، وحتى لمن يحتاج ، فعندما اهدي زهرة لصديق غاضب، اكون منحته مشاعر الهدوء والروية، وعندما اصفح عن مخطئ فقد وهبته السماح والمحبة، وعندما اقوم بفعل يدل على محبتي لبلدي، انما اكرس في نفسي، أهمية الاحساس بالانتماء.