الصباح الجديد-متابعة:
الابتسامة في الوجوه أسرع طريق إلى القلوب، وأقرب باب إلى النفوس، وهي من الخصال المتفق على استحسانها وامتداح صاحبها، وقد فطر الله الخَلْقَ على محبة صاحب الوجه المشرق البسَّام.
في بعض الدول الاوروبية وتحديدا في بلجيكا وهولندا نجد انهم من الشعوب المحببة للسياح فعندما نسير في الشارع فكل من يقابلنا يبتسم بوجهنا ويلقي التحية، ما يجعلهم شعوب حميمية وودودة، وهذا ايضا يشجع السياح على زيارتهم مرات عدة، فالشعوب الودودة غالبا ما تسهم بتنشيط السياحة في بلدانها على عكس الشعوب الجافة بالتعامل التي تنفر السائح. قد يجد البعض ان ربط الابتسامة بالسياحة امر فيه شيء من المبالغة، لكن ان امعنا النظر بزوايا الموضوع، نجد انها مرتبطة ارتباطا وثيقا مع بعضها البعض، لكن لا نتوقع ان كل ابتسامة تجذب سائح واحد، انما هي حالة عامة ومنطقية، فحتى زياراتنا لبيوت الاصدقاء او الاقارب ان لم نجد ابتسامة مرتسمة على ملامح المضيفين سننفر منهم، وقد يصل الامر الى الامتناع عن زيارتهم.
عندما يتعرّض الإنسان للمواقف المبهجة والسعيدة، فإنّ ردّة فعله العفويّة والمباشرة والتلقائيّة تكون الابتسامة، وهي لغةٌ يفهمها العالم أجمع، حتّى أنّه يقال عنها بأنّها عالميةٌ تماماً مثل الموسيقى التي تجذب الشخص اليها في أي مكان في العالم. وتعدّ الابتسامة رسولاً صادقاً إلى القلوب من حول الإنسان، خاصّةً تلك التي تخرج من أعماقه، والقادرة على تغيير منحنى يومهم السيّئ وبثّ الأمل والتفاؤل فيهم، وهي حركةٌ بسيطةٌ إلّا أنّ لها مدلولاتٍ ومعانٍ وأبعادٍ وتأثيراتٍ عميقةً جداً.
رُوِيَ عن الرسول الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم أنّه ساوى في حديثه بين الابتسامة والصدقة، لما لها من أهميّةٍ في زرع المحبة والود في النفوس، وقد قيل أيضاً أن ابتسامة المهزوم تفقد المنتصر لذّة انتصاره، وقيل ايضا ابتسم أولاً تسعد لاحقاً، وغيرها من الأقوال الصحيحة والواقعية.
إضافة إلى ذكر بعض المقولات والحكم المتداولة عن موضوع الابتسامة بالشرح والتوضيح. فان للابتسامة فوائد كثيرة وأهميةٌ كبيرةٌ في حياة الإنسان وحياة الناس من حوله، ونذكر من فوائدها مثالاً لا حصراً ما يلي: تلعب الابتسامة دورا مهما في زيادة الشعور الجيد والتفكير الايجابي. ايضا تنشّط الدماغ وتحرك أربعاً وأربعين عضلةً عند الإنسان، خاصةً تلك الموجودة حول الفم والعضلات الموجودة أيضاً حول العينين.
كما تؤثّر الابتسامة في الآخرين عن طريق إسعادهم وبثّ مشاعر الفرحة والبهجة داخلهم، تجعل الشخص محبوباً بين الناس. وتضفي ابتسامة الشخص بوجه اخيه الانسان الجاذبية على شكله. ايضا تخلّص الإنسان من الاضطرابات النفسية كالتوتر والقلق والاكتئاب كما تزيل التفكير السلبي، بسبب دورها المهم في تحفيز الهرمونات.
تساعد الابتسامة الإنسان على تخطي بعض مواقف حياته المفصلية والصعبة، مثل الزواج والحصول على عملٍ ووظيفةٍ وغيرهما من الأمثلة الأخرى. وتقود الشخص للضحك وهو أمرٌ مفيدٌ للصحة حسب ما أثبتته الدراسات الحديثة. كما تعد أسلوباً من أساليب التعامل واللباقة مع الناس. تقلّل من الجهد والتعب وتعطي شعوراً بالطاقة والحيوية. وتنشر الطاقة الإيجابية بين الناس حيث يعدها الكثيرون عدوى مثلها مثل الضحك. اضافة الى دورها المهمٌ في بناء العلاقات وتقويتها.