في يومها العالمي:
احلام يوسف
منذ عقود من الزمن والناشطون في مجال حقوق المرأة ومنظمات المجتمع المدني التي تعنى بالقضايا التي تخص المرأة، يبحثون عن سبل تحريرها من القيود الاجتماعية والموروثة، وكيفية حصولها على حقوقها.
وفي يوم المرأة العالمي تبدأ المناشدات تأخذ طريقها الى المسيرات النسوية والنشاطات الثقافية والتوعوية، لكن في هذا العام اختلف الأمر بسبب فيروس كورونا، وما تبعه من اجراءات مشددة ضد التجمعات التي يمكن ان تتسبب بتفشيه.
واليوم غالبا ما تجرى مقارنة وضع المرأة بين بلداننا وبين بلدان الغرب وغالبا ما ترجح كفة الغرب، من حيث القوانين الوضعية والاجتماعية التي تمنح المرأة حقوقا، ما زلنا بقوانيننا الوضعية والاجتماعية نحبو للوصول اليها، لكن ومع قراءة كتب التاريخ نجد اننا اول بلدان العالم اهتماما بشؤون المرأة، وبجميع الحضارات التي مرت على بلاد الرافدين.
يقول مدير متحف الناصرية الباحث الآثاري عامر عبد الرزاق: “في بداية الحضارة العراقية اول ما عبد العراق القديم الأم، ولهذا سميت بعض الالهة باسم الأم، وتظهر هذه في الدمى والمنحوتات الاثارية التي وجدت من بعثات التنقيب في المدن العراقية التي وجدت فيها تلك الحضارات سواء الاشورية او الأكدية، وكلها تدل على ان اول معبود كان، المرأة المتمثلة بالأم رمز العطاء، فهي التي تنجب وتمنح الحياة ان صح التعبير لأجيال جديدة فعدوها واهبة للحياة”.
وتابع: “عندما نأتي الى ذكر العائلة العراقية في العصور البابلية والأكدية، نجد ان الشخص الذي يدير الأموال في العائلة، الأم، ولا توجد امرأة في ذاك الوقت لا تعمل، او يمكن ان يعيب عليها أحد ذلك، فلها حريتها الخاصة”.
واوضح عبد الرزاق: “قوانين اورنمو او عشتار وغيرها من القوانين التي وجدت شرائعها على المنحوتات والرقم، اعطت قيمة ومكانة عالية للمرأة. كانت حالة الطلاق ممنوعة الا لسبب قاهر، ولا يستطيع أي رجل ان يتزوج بامرأة أخرى، الا ان كان بزوجته علة يمكن ساعتها ان يتزوج ثانية، لكن تبقى المكانة والهيبة للزوجة الأولى، وفي قوانين اورنمو يخص المرأة الحامل بأجر ونصف الأجر، لكونها تحمل فردا يتمثل بالجنين”.
اين نحن من تلك القوانين الإنسانية، التي تعنى بالمرأة وتجعلها تعتز بأمومتها، وتطمئن على مستقبلها ومستقبل أبنائها. يقول عبد الرزاق: “اول ذِكر، لأول ملكة في تاريخ البشرية، كان في العراق، وهي الملكة كوبابا. واول امرأة في العالم تكتب الشعر كانت اخنجوانا حفيدة سرجون الأكدي، وكان لها مكانة خاصة وهيبة حتى انها كانت تبعث لحل النزاعات بين الدول وتجيد لغات عدة”.
بعد كل تلك المعلومات، علينا ان نعي بان العراق بالفعل شعلة يمكن ان يستنير به العالم اجمع، ومن باب أولى ان نستنير بتعاليم اجدادنا لنتعلم كيفية التعامل مع المرأة بالصورة الصحيحة، خاصة وان ديننا الحنيف أكمل تلك الرسائل بآيات، لم تمنح المرأة مكانة عالية في المجتمع حسب، وانما ساوتها بالرجل تمام المساواة، لكن يبدو ان الأعراف الاجتماعية في بلداننا هي السائدة.