خبير يرجح مواجهة ايران تزامن الخيار العسكري مع الدبلوماسي

في حال تخصيبها اليورانيوم بنسبة 60 %

الصباح الجديد ـ متابعة :

تتداعى التساؤلات اليوم بشأن من سيأخذ الخطوة الأولى في قضية الاتفاق النووي، في ظل تمسك الولايات المتحدة بشرط عودة إيران المسبقة للوفاء بكل تعهّداتها التي تراجعت عن الالتزام بها، مقابل العودة إلى هذا الاتفاق الذي أبرم في 2015، بينما تطالب طهران برفع العقوبات الأميركية التي أعاد ترامب فرضها منذ انسحابه من الاتفاقية في 2018.
وبينما أبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، «تفاؤلا حذرا» إزاء احتمالات إحياء المفاوضات لإنقاذ الاتفاق النووي، يشير خبراء بضرورة انضمام حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل ودول عربية للمحادثات المحتملة، بحسب مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، أليكس فاتلنكا، في مقابلة مع قناة «الحرة».
خصوم إيران
ويرى فاتلنكا أن الإدارة الأميركية لديها استعداد بالفعل للانخراط في عملية تفاوضية مع الجانب الإيراني «هناك أجزاء متحركة كثيرة في الجانب الأميركي، وإدارة بايدن ستبدأ في تحريك العملية الدبلوماسية إلى الأمام».
غير أن الخبير الأميركي يرى أنه يجب على إدارة بايدن «حشد دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي أولا، لأن هناك آراء مختلفة في الشارع الأميركي، فضلا عن الحديث مع الأوروبيين وحلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل والدول العربية».
وأكدت صحيفة «جوروزاليم بوست» في تحليل بعنوان «رقصة الاتفاق النووي الإيراني تبدأ من جديد» ضرورة انضمام خصوم إيران في النقاشات الممهدة للعودة إلى الاتفاق النووي.
وقالت الصحيفة إنه «إن باء الاتفاق مع إيران بالفشل، فإنه من المرجح أن تدفع دول المنطقة التي تتلقى التهديد الأكبر من إيران الثمن، مثل إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين، أصوات هذه الدول يجب سماعها ويجب أن تتم رؤيتها والإصغاء إليها».
وجدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ليلة امس الثلاثاء، التزام واشنطن بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، مشيرا إلى أن هناك مساع نحو تمديد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى.
وقال بلينكن على هامش اجتماعاته في بروكسل مع الاتحاد الأوروبي، إن الولايات المتحدة تسعى إلى تقويةِ وتمديد الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى».
ودعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، امس الاول الثلاثاء ، إيران بالوفاء بالتزاماتها الدولية واتفاقيات ضمانات السلامة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وعرضت الولايات المتحدة، الخميس، الجلوس مع الإيرانيين إلى جانب الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بحثا عن سبيل ممكن للعودة إلى الاتفاق الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ويتمثل الشق الأساسي من الاتفاق في أن تقلص إيران برنامجها لتخصيب اليورانيوم بما يجعل من الصعب عليها تجميع المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي، وهو ما دأبت إيران على نفيه، مقابل تخفيف العقوبات الأميركية.
تخبط إيراني
وردت إيران على تخلي ترامب عن الاتفاق النووي ومعاودة فرض العقوبات الأميركية بتقليص امتثالها لبنود الاتفاق بما شمل تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المئة وهو أعلى من الحد المشمول بالاتفاق والبالغ 3.67 في المئة.
وفي مقابل الجهود الأميركية والأوروبية، لإحياء الاتفاق النووي والإعلان عن الاستعداد للتفاوض، كانت هناك ردود متناقضة من الجانب الإيراني.
ففي حين أكدت إيران استعدادها للعودة إلى كامل التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، فإنها أوقفت تنفيذ البروتوكول الإضافي الذي كان يتيح للوكالة تنفيذ عمليات تفتيش مفاجئة، بدءا من امس الثلاثاء.
كما نقل التلفزيون الإيراني الرسمي، امس الاول الاثنين، عن الزعيم الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قوله إن طهران قد تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة إذا احتاجت البلاد ذلك»، وذلك في نفس الوقت الذي جدد فيه خامنئي التأكيد أن «إيران مستعدة للعودة الى التزاماتها بشرط عودة الآخرين».
وحضت الولايات المتحدة إيران، امس الاول الاثنين، على الالتزام «التام» بعمليات التفتيش لنشاطاتها النووية، مبدية قلقها حيال الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل إليه بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشاد المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، بمهمة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، في طهران «مجددا في الوقت نفسه الدعوة إلى إيران للالتزام بعمليات التفتيش وتعهداتها الأخرى بشأن منع انتشار الأسلحة النووية».
وقال فاتلنكا «لو اتخذت إيران قرار رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المئة، فإن هناك خيارات كثيرة أمام الجانب العسكري بجانب الدبلوماسية التي قد تؤخر تنفيذ مثل هذه الخطوة من الجانب الإيراني».
ستتمكن واشنطن وطهران في النهاية من إبرام اتفاق نووي لأن إيران بحاجة إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية، وفقًا لمستشار كبير في مركز أبحاث أميركي.
وأوضح أن «الخيار العسكري بالتأكيد أيضا على الطاولة»، مضيفا «لا أعتقد لثانية واحدة أن الولايات المتحدة لا تمتلك خيارات، لكن إدارة بايدن تريد أن تمنح الدبلوماسية فرصة وتتعامل من أجل الوصول إلى حل دبلوماسي».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة