الصباح الجديد-متابعة:
العديد من الاعمال السينمائية والدراما التلفزيونية تناولت القدرة على التواصل مع الارواح، من خلال رسائل يدعون انها من احد هؤلاء الموتى، وهناك من يدعي ان احد ما كان ضحية جريمة يدله بطريقة ما على المجرم الحقيقي، لكن ما مدى صحة هذه الحالة؟ هل فعلا هناك ممن حباهم الله موهبة يستطيعون بها التواصل مع الراحلين؟
تعرف الوساطة الروحية بانها الممارسة القائمة على تحقيق تواصل مزعوم ما بين أرواح الموتى والبشر من الأحياء. والوسيط الروحي، الشخص الذي لديه القدرة على الاتصال بالعالم الآخر من الأرواح، حسب رأي علماء الباراسايكولوجي. كما ذكر في علم اللاهوت المسيحي المختص بالدراسات المتعلقة بشأن الكائنات الخارقة، حيث يطلق على الشخص الذي لهُ ممارسة وإتصال مع الأرواح أو الشياطين كمهنة، أسم (وسيط) أو عراف.
كذلك يسود في المعتقد الإسلامي التقليدي الشعبي أن الإنسان الممسوس (المصاب بلعنة) من كائنات الجن قد يحمل قدرات خاصة للاتصال مع عالم الأرواح، فتظهر عليه بعض هذه الصفات نتيجة الاعتقاد بمس (لعنة) الجن لهذا الشخص، ويطلقون عليه اسم (الوسيط)، لأنه أصبح وسيطاً بين عالمي كائنات الجن والإنسان، ويُعتقد أن الوسيط يتمتع بقدرات خاصة معينة غالباً ما تكون ذو فحوى بادعاء حاملها بكونها خارقة فمن هؤلاء الوسطاء من يدعي تمكنه من الاستقصاء عن أشخاص مجهولين ومعرفة أماكنهم، ومنهم من يدعي القدرة على الاستبصار عن بعد، وغيرها من القدرات، وتزيد وتقل هذه القدرات مع مرور الزمن،
ويظن بما نسبته واحد بالمئة من البريطانية أن بإمكانه التواصل مع الموتى، كما تقول شخصيات بارزة بمن فيهم سيلين ديون وكيشا، ويستطيعون الشعور بالراحلين.
في الآونة الاخيرة بدأ العلماء بمحاولة فهم السبب، حيث يبدو أن الظاهرة الغريبة والمخيفة أكثر شيوعا مما قد يعتقده المرء، ما دفع فريقا من الباحثين إلى فحص العشرات من الوسائط والروحانيين، اللذين يدعون قدرتهم على تلبس الارواح وايضا التواصل معهم من خلال اسئلة واجوبة، في محاولة لكشف سبب اعتقاد بعض الناس بهذه الظواهر الخارقة.
ويعتقد الروحانيون أن الأرواح البشرية تستمر في الوجود بعد الموت، ويمكنها التواصل مع الأحياء من خلال وسيط. ووصلت الفكرة إلى ذروة شعبيتها في أواخر القرن التاسع عشر، وحققت شيئا من العودة في السنوات الأخيرة، حيث تشير الأبحاث البريطانية إلى أن هناك مئات الآلاف من المؤمنين بها منتشرين في جميع أنحاء البلاد.
واكتشف العلماء أن الوسطاء الروحانيين أكثر عرضة للأنشطة العقلية الغامرة، ولديهم في كثير من الأحيان تجارب سمعية غير اعتيادية، خاصة في وقت مبكر من الحياة.
وتشمل الأنشطة الغامرة تجربة حالات متغيرة من الوعي والأنشطة التخيلية.
وأوضح الباحث الرئيس آدم باول، أن “النتائج تتحدث كثيرا عن “التعلم والشوق”. وبالنسبة للمشاركين، ربما مبادئ الروحانية تبدو منطقية لتجارب الطفولة غير الاعتيادية، إضافة إلى الظواهر السمعية المتكررة، التي يتعرضون لها كوسائط ممارسة”.
ويضيف بإن الوسطاء الذين “يسمعون” الأرواح يختبرون اتصالات clairaudient، بدلا من اتصالات clairvoyant (“رؤية”) أو clairsentient (“شعور” أو “استشعار”).
وأضاف باول: “كل هذه التجارب قد تنتج عن وجود ميول معينة أو قدرات مبكرة أكثر من مجرد الاعتقاد بإمكانية الاتصال بالموتى، إذا حاول المرء بجهد كاف”.
وشهدت الدراسة قيام باحثين من جامعة دورهام بإجراء مسح على 65 وسيطا من الاتحاد الوطني للروحانيين.
ووُجد أن أكثر من 44% من المشاركين أبلغوا عن سماع أصوات الموتى على أساس يومي، بينما قال أكثر من 33% إنهم سمعوا صوتا خلال اليوم الفائت.
وسمع معظم الوسطاء الموتى داخل رؤوسهم، ولكن زهاء 30% قالوا إنهم سمعوا أصواتا داخل وخارج رؤوسهم.
وقام العلماء أيضا بمسح مجموعة تحكم من 143 فردا من عامة الناس لفهم السمات الرئيسة للوسائط.
وتشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يسمعون أصواتا يلجأون إلى المعتقدات الروحانية لشرح معنى أو أهمية تجاربهم الغريبة. ويقول الباحثون إنهم يأملون أن تساعد النتائج الناس على فهم المزيد عن التجارب المؤلمة أو غير القابلة للسيطرة عند سماع الأصوات.
وكان مجال البحث النفسي والروحانية ممتلئًا بالدجالين، مثل الأخوات الثعلب ويوسابيا بالادينو، وهم أشخاص ادعوا أن لديهم قوة وقدرات أو مواهب خاصة، لكنهم في الواقع مشعوذون خدعوا العلماء والجمهور أيضًا، لذلك يجب علينا أن نكون حذرين بشكل خاص بشأن الادعاءات التي تقدّم بالنيابة عنهم. أما المحققة روز ماكنبرج، فكانت من أبرز كاشفي وفاضحي احتيال الوسطاء الروحيين خلال فترة منتصف القرن العشرين.