تساعدعلى تكافؤ الفرص أمام الشركات متناهية الصغر ومتوسطة الحجم
متابعة ـ الصباح الجديد:
يتفق الجميع على أن العالم يعيش في عصر الثورة الدائمة في عالم الاتصالات، حيث أدى ذلك إلى أن تصبح التجارة الإلكترونية جزءا أصيلا من الحياة الحديثة في جميع أنحاء العالم، من خلال الشركات العملاقة مثل أمازون وعلي بابا.
وفي دولة مثل الصين، حيث يفوق عدد مستخدمي الإنترنت أعداد مستخدمي الشبكة العنكبوتية في الولايات المتحدة والهند واليابان مجتمعين، فإن ثورة الاتصالات لا تقلل من فجوة المعلومات والمعرفة بين الدول فحسب، لكن توجد طرقا جديدة ومتنامية للتجارة والأعمال، إلى الحد الذي دفع الخبراء في مجال التجارة الدولية إلى وصف التجارة الإلكترونية بأنها طريق الحرير السريع غير المرئي في القرن الـ21، الذي يؤثر في مكان إنتاج السلع والخدمات وكيفية استهلاكها.
يعتقد المدافعون عن التجارة الإلكترونية وازدهارها، أنها تساعد على تكافؤ الفرص أمام الشركات متناهية الصغر والصغيرة ومتوسطة الحجم، فعن طريق الضغط على زر واحد، يمكن لتلك الشركات أن تصبح متاحة لمجموعة ضخمة من العملاء الجدد، في أسواق جديدة، ما يساعد على زيادة قدرتها التنافسية، وإيجاد فرص عمل متزايدة تحد من الفقر وترفع مستوى المعيشة.
في دولة مثل الصين كان للتجارة الإلكترونية تأثير ملحوظ في النمو الاقتصادي الشامل، وتحسين مستويات المعيشة في المناطق النائية والريفية. وفي الواقع فإن الصين تعد أكبر أسواق التجارة الإلكترونية في العالم. ووفقا لإحصاءات العام الماضي، فإن سوق التجارة الإلكترونية الصينية بلغت 1.94 تريليون دولار، وبلغ معدل النمو 27 في المائة، مشكلا ربع إجمالي حجم مبيعات تجارة التجزئة الصينية، والآن 40 في المائة من معاملات البيع عبر الإنترنت تتم في الصين مقابل 1 في المائة فقط قبل عشرة أعوام. ومقارنة بالأسواق الدولية الأخرى، فإن حجم قطاع التجارة الإلكترونية في الصين يبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف حجم السوق الأمريكية، التي يحتل المرتبة الثانية عالميا. ومع تفشي وباء كورونا فإن التوقعات تشير إلى أن أسواق التجارة الإلكترونية ستحقق مزيدا من الازدهار هذا العام، نتيجة سياسة الإغلاق في الصين لعدة أشهر.
من جهته يرى جونسون ديفوا الباحث في مجال التجارة الإلكترونية أن النمو السريع والضخم للتجارة الإلكترونية في الصين كانت له انعكاسات تجاوزت حدودها .
ويقول إن ازدهار التجارة الإلكترونية في الصين، أعطى مثالا لجيرانها في آسيا على قيمة وأهمية الاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم لتنمو من خلال التجارة الإلكترونية”.
ويضيف “الصين أيضا سوق متنامية للشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة آسيا، وتقدم فرصا مذهلة في مجال التوريد والاندماج في سلاسل القيمة الإقليمية ونقل التكنولوجيا والمعرفة الفنية، حيث تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة 95 في المائة من القطاع الخاص في آسيا، وتوظف ما يقرب من 80 في المائة من القوى العاملة”.
مع هذا فإن سوق التجارة الإلكترونية في الصين تتعرض لانتقادات من قبل الخبراء في هذا المجال.
تقول ماري كونورد الخبيرة في مجال إنشاء منصات التسويق الإلكتروني، “إذا كنت دخيلا على هذه السوق فقد يبدو التعامل مع الصين مخيفا ومربكا بسبب تركيبتها الغنية بالمنصات والتطبيقات، وهذا يجعل أسواق التجارة الالكترونية الصينية ذات طابع محلي أو إقليمي في أفضل تقدير، وتفتقد إلى الصبغة العالمية، وربما يعود عدم حرص كبار شركات التسوق الإلكتروني الصينية على إضفاء الصبغة العالمية على نشاطها، إلى ضخامة السوق المحلية التي تضمن لها تمتعها بمركز متفوق عالميا، إضافة إلى النمو المذهل للطبقة المتوسطة الصينية عددا، وارتفاع مستوى معيشتها، وكذلك طبقة الأثرياء الجدد في الصين”.
لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن الشركات الصينية الرائدة في مجال التسويق مثل شركة علي بابا للتجارة الإلكترونية، لم يعد من الممكن لها أن تغمض أعينها على الأرباح القابلة للتحقق من التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، التي بلغت عام 2016 نحو 78.5 مليار دولار وستبلغ 140 مليار دولار بحلول عام 2021.