خصومه: نشعر الآن بخسارته أكثر من أي وقت مضى
السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي
استذكرت جماهير كردستان ومحافظات البلاد كافة بقلوب ملؤها الالم والاسى الذكرى الثالثة لرحيل رئيس الجمهورية السابق الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، الذي توفي في احدى مشافي العاصمة الالمانية برلين اثر اصابته بازمة صحية حادة اثناء مزاولة مهامة الرئاسية.
ولد طالباني في شهر تشرين الثاني من عام 1933 في قرية كلكان بالقرب من جبل كوسرت التابع لقضاء كوية لعائلة دينية معروفة، اكمل دراسته الابتدائية في قضاء كوية وانتقل الى محافظة كركوك، ليكمل دراسته المتوسطة والاعدادية، لقب ب “المام” اي العم، منذ صغره وهو اللقب الذي رافقه طول حياته نظراً لقدراته السياسية واماكاناته القيادية الكبيرة منذ صغره في صفوف الحركة الطلابية.
دخل كلية الحقوق في بغداد عام 1953 لكنه اضطر لترك الدراسة، في السنة الرابعة عام 1956 هربا من الاعتقال بسبب نشاطه في اتحاد طلبة كردستان، عمل صحفيا ومحررا لمجلتي خابات وكردستان بعد يوليو تموز عام 1958، وعقب الإطاحة بالملكية الهاشمية، وعودته الى كلية الحقوق، اصبح عضوا في الحزب الديمقراطي الكردستاني عام 1947، وتميز بنشاطه وكفاءته في أداء الواجبات والمهمات الحزبية الموكلة اليه، وفي منتصف الستينيات، تولى عددا من المهام الدبلوماسية التي مثل فيها القيادة الكردية في اجتماعات في أوروبا والشرق الأوسط.
أسس مام جلال طالباني مع مجموعة من القيادات السياسية والمفكرين والنشطاء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، عقب انهيار الثورة الكردية في مارس آذارعام 1975، إيمانا منه ورفاقه بضرورة استمرار الثورة ومقاومة الحكم الدكتاتوري.
في عام 1991 تمكن مع رفاقه في الاتحاد الوطني الكردستاني من قيادة انتفاضة شعبية انتهت بتحرير محافظات الاقليم من حكم نظام البعث، الذي خسر حينذاك الحرب في الكويت، ليؤسس طالباني مع الاحزاب الكردستانية الجبهة الكردستانية، ويقرر اقامة نظام ديمقراطي تعددي، عبر اجراء انتخابات عامة لاختيار برلمان وحكومة كردية.
وبعد سقوط النظام عام 2003، دخل الرئيس طالباني العملية السياسية في العراق وشغل مواقع قيادية عليا وهو أول رئيس كردي للعراق، انتخب سنة 2005 وأعيد انتخابه لولاية ثانية عام2010.
وبهذه المناسبة دعا رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، نجلي الرئيس طالباني بافل وقباد الى السير على خطى والدهما لتحقيق حلم الشعب الكردي.
وقال بارزاني في رسالة لنجلي طالباني “في الذكرى الثالثة لوفاة أخي العزيز مام جلال، أشعر الآن بخسارة رحيله أكثر من أي وقت مضى”.
من جانبه بعث رئيس الجمهورية برهم صالح رسالة بهذه المناسبة قال فيها” “مرت ثلاثةُ اعوامٍ على رحيل الزعيم الوطني الكبير مام جلال، وما زلنا نستذكر مآثره، ونستحضر أفكاره النيّرة وحكمة هذا المعلم الكبير، فمهما تمر السنوات على رحيله تبقى تجربته وحكمته مصدر إلهام لنا.
من جانبه اصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بيانا الى الراي العام بهذه المناسبة جاء فيها، كان ” ان الرئيس مام جلال ولمدة اكثر من نصف قرن ناضل بشكل شامل ودون كلل او ملل لترسيخ الحقوق القومية والديمقراطية المشروعة لشعب كردستان واتباع الخيار الديمقراطي والعدالة والتعايش في العراق التعددي”.
في آخر محطة من حياته السياسية عمل الرئيس مام جلال كحام للدستور، من اجل تقريب الاطراف السياسية والمكونات وتثبيت التوافق والوئام بينها، وبذل جهوداً كبيرة وكان نقطة التجمع وراعي التوازن لذا اطلق عليه لقب (صمام أمان) العراق.