خريطة الصراع في سوريا “جامدة” منذ 6 أشهر وقوات النظام مسيطرة

لأول مرة منذ بدء النزاع..

متابعة ــ الصباح الجديد :

((نسب سيطرة القوى على الأرض تؤكد محافظة قوات النظام السوري على ما يعادل ثلثي الأرض بنسبة 63.38 في المئة))

في تطور ميداني ملفت، أظهرت خريطة الصراع في سوريا عدم حدوث أي تغييرات ميدانية منذ ستة أشهر، بحسب ما ذكر مركز” جسور” للدراسات الاستراتيجية.

وأوضح المركز المختص بالشأن السوري أن خريطة النفوذ العسكري في البلاد شهدت خلال شهر أغسطس الماضي ثباتا لنسب السيطرة الكلية بين أطراف النزاع، والتي جرى تسجليها في شهر فبراير 2020.

ويتضح من خلال ذلك أن هذا الأمر يحدث لأول مرة منذ تأجج المعارك في جميع انحاء سوريا في العام 2012.

ووفقاً للخريطة التي أصدرها مركز جسور للدراسات فإن نسب سيطرة القوى على الأرض جاءت لتؤكد محافظة قوات النظام السوري على ما يعادل ثلثي الأرض بنسبة 63.38 في المئة، بينما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ما يزيد قليلا عن ربع مساحة البلاد، ليتبقى نحو 11 بالمئة للفصائل المعارضة في الشمال.

وأرجع المركز عدم التغيّر في نسب السيطرة إلى التزام القوات الحكومية وفصائل المعارضة بوقف إطلاق النار في إطار مذكّرة موسكو التي تم توقيعها بين تركيا وروسيا في خمس مارس المنصرم، وذلك رغم خروقات مستمرة تشهدها محاور عدة.

تسلل وتصعيد

وأشار المركز إلى أن شهر أغسطس قد شهد استمرار ارتفاع وتيرة التصعيد من قصف مدفعي وصاروخي وعمليات تسلّل إلى بعض النقاط واستهداف الدوريات المشتركة للقوات الروسية والتركية.

كما نوه المركز إلى أن تنظيم “داعش” لم يعد يسيطر بشكل فعلي على أي مساحات داخل سوريا، رغم وجود بؤر مسلحة له ما تزال قادرة على تنفيذ هجمات متعددة في شرقي سوريا.

تقييد حركة جيش النظام

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن في تصريح صحفي أن سبب عدم حدوث أي تغييرات الخريطة العسكرية مرده بالدرجة إلى الأولى إلى الدور الكبير الذي تقوم به الدول المسيطرة على الساحة السورية خاصة من جانب روسيا التي تفرض كلمتها على النظام في دمشق، أو من جانب تركيا التي تدعم العديد من فصائل المعارضة التي تتمركز في إدلب وبعض مناطق شمالي سوريا.

ونوه عبد الرحمن إلى أن الاتفاقات بين أنقرة وموسكو وما نجم عنها تفاهمات تقيد حركة جيش النظام السوري وتمنعه من القيام بأي تقدم في مناطق نفوذ المعارضة رغم حدوث بعض التصعيد بين فترة وأخرى.

أوضاع ميدانية معقدة

من جانبه أوضح الخبير العكسر ي السوري إسماعيل أيوب أن مرد الجمود على جبهات إدلب يعود إلى الأوضاع الميدانية المعقدة، مشيرا إلى أن هناك احتمال كبير بقيام قوات النظام السوري بعملية عسكرية للسيطرة على منطقة جبل الزاوية باعتبارها المنطقة الوحيدة التي  لا تزال خارج سيطرته وتشرف على طريق إم فور الاستراتيجي الرابط بين حلب واللاذقية.

وأكد أيوب أن الأوضاع معقدة للغاية مع تواصل حشد قوات النظام والميلشيات الإيرانية قواتها على تخوم جبل الزواية جنوبي إدلب وبالتالي فإن حدوث عمل عسكري سيؤدي إلى وقوع احتكاك غير مرغوب بين روسيا وتركيا، خاصة وأن الأخيرة قد نشرت أكثر من فرقة مدرعة والعديد من أنظمة الدفاع الجوي في إدلب.

وأشار إلى أن الأدارة الأميركية قادرة بشكل كبير عبر الأوراق التي تملتكها من منع حدوث أي تصعيدات ميدانية خطيرة في سوريا، ولاسيما مع وجود أزمة خطيرة في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان من جهة أخرى مما يجعل المنطقة برمتها على صفيح ساخن.

 مسارات متعددة

وكانت خريطة الحرب في سوريا قد اتخذت مسارات متعددة، فقبل التدخل الروسي في سوريا عام 2015 كانت الكفة تميل في كثير من الأحيان لصالح فصائل المعارضة وتنظيم داعش على حساب قوات النظام، ولكن بعد التدخل تمكنت قوات الأسد من تحقيق انتصارات واضحة وفرض مناطق عدم تصعيد إلى أن سيطرت على ثلثي البلاد.

بالمقابل ساعد التدخل التركي القوي في منع سقوط آخر معاقل المعارضة الرئيسية في إدلب بعد أن عمليات قصف مكثف لقوات النظام السوري لمنعها من التقدم أكثر، فيما يحمي التحالف الدولي حليفه الرئيسي “قوات سوريا الديمقراطية” والذي لعب دورا كبيرا على القضاء على تنظيم داعش.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة