وداد إبراهيم
كثيرًا ما حملت بعض العوائل أسماء الآباء والأجداد مثل “أولاد السيد”، “أولاد حنش”، “أولاد الشيخ”، وغيرهم. والعوائل العراقية المعروفة بكثرة الأولاد وامتلاكها عقارات وأملاكًا كثيرة تواجه مشاكل اجتماعية بين الأشقاء حين يغادر الآباء إلى الأبد. العديد من العوائل عاشت مشاكل كبيرة جراء ذلك، إضافة إلى المنافسة والحقد الذي تولده صراعات زوجات الأخ والغيرة، وغيرها من المشاكل الاجتماعية.
من هنا، دخلت العديد من الأعمال العراقية إلى تفاصيل حياة هذه العوائل واتخذتها عناوين لها. بل واستندت بعض القصص إلى أحداث حقيقية قُدّمت في أعمال خالدة في الذاكرة، كما فعل الكبير عادل كاظم في أحد أهم الأعمال الدرامية مثل” الأيام العصيبة” و”النسر وعيون”، حيث تناول قضايا العوائل العراقية والتنافس بين شخصيات مثل إسماعيل الجلبي وعبد القادر بيك.
هذا ما يُضفي للعمل الفني مصداقية ويجذب المشاهد العراقي، والكثير من الأعمال التي كان لها جمهور واسع وكبير عمل الكتاب على كتابة أجزاء منها كما في خان الذهب. يعود الكاتب ماهر مجيد في عمل جديد يتحدث عن واحدة من أهم العوائل العراقية في مسلسل “أولاد جابر”، حيث يتألق النجم غالب جواد في بطولته، مع عمالقة الدراما العراقية والجميع يتذكر أدواره التي جسّد فيها الشر والطمع والقتل، كما في مسلسل “عالم الست وهيبة” بجزأيه.
لذا نجد أن المخرج “وديع نادر” جمع نخبة من نجوم الدراما العراقية، وعمالقة المسرح، منهم محمود أبو العباس، ناظم زاهي، وجلال كامل الذي يعود بعد غياب طويل، بمشاركة كبار الفنانين مثل شروق الحسن وغانم حميد وآخرين. يتناول المسلسل قضايا اجتماعية مهمة تخص المجتمع العراقي.
سعد حاتم، وهو متابع للدراما، قال: “المجتمع العراقي اليوم يواجه الكثير من الصراعات والمشاكل الاجتماعية، التي خلقتها التغييرات الاقتصادية والاجتماعية. أرى أن من مهام الدراما أن تسلط الضوء على أبرز ما يعانيه المجتمع، وتطرح مشاكله دون اللجوء إلى العنف أو المبالغة في مشاهد القتل والعصابات، لأن المجتمع العراقي مهما تعرض الى مصاعب ومشاكل لن يكون مجتمع عصابات، فهو مجتمع فيه العادات والتقاليد الأصيلة على الرغم من التطور الذي حدث فيه وتغيير العلاقات الاجتماعية.
المعلم عماد جمعة أضاف: “الدراما الرمضانية تحظى بمتابعة واسعة. لا توجد عائلة عراقية لا تهتم بالدراما بعد الإفطار. نريد أن تقدم الدراما خطابًا اجتماعيًا يساهم في توعية الأبناء، ويعالج التفكك الذي تعاني منه العوائل بسبب وسائل التواصل الاجتماعي. نأمل أن تتطرق الدراما الى تأثير شبكات التواصل على تفكك بعض العوائل وتباعد بين الأهل والأبناء والصمت الذي يعم بعض البيوت بسبب انشغال الأبناء والأب وحتى الأم أحيانا بالهواتف الذكية، وأجهزة الألعاب الالكترونية. نأمل أن تتطرق الدراما إلى القوانين التي تحمي حقوق الأمهات والأطفال، وتتناول أسباب انتشار دور الأيتام. نريد أعمالًا تعكس واقعنا وتحترم القيم العائلية”.
العوائل وصراعات المال والإرث في مسلسل “أولاد جابر” هل سنكون أمام حكاية جديدة مع غالب جواد؟
التعليقات مغلقة