الصباح الجديد- فد واحد
ميزات الكهرباء في بلادنا، تختلف عن كل بلدان العالم، بل ان بعضها يتناقض تماما وما هو موجود في الدول الأخرى، ففي بلادنا وحدها من دون سائر البلدان، تكون الكهرباء حقيرة حين تنطفيء فجأة في عز الظهر وانت في درجة حرارة 50 مئوية ورطوبة نسبية قريبة الى السبعين درجة.
في بلادنا ايضا الكهرباء مزعجة لاسباب عديدة، منها حين يحل ظلام دامس مباغت يقطع عليك فجأة الدقائق الاربع الأخيرة من فيلم تابعته على التلفزيون مثل باقي خلق الله، وبينها قمع مسكينة وضعت قالب الكيك في الفرن الكهربائي معتمدة على تصريحات المسؤولين في وزارة هذه الخدمة بأن اوقات انقطاع التجهيز ستكون كل ست ساعات، ونصفها بالمسكينة لأن عجينتها ستتلف، سيما اذا كانت في منتصف مرحلة الشواء كما تقول احدى السيدات.
ومن مزعجاتها ايضا ان تكون تحت الدش، وتنطفيء فجأة لينقطع عنك الماء ورأسك ووجهك وبقي جسمك ” مدجج ” بالصابون، وبسبب انقطاعها يقف ” الماطور ” الذي لا يمكن دفع الماء من الاسالة الا بواسطته، والازعاج الأكبر في هذه الحالة ان تضطر الى اللجوء لماء الخزان – التانكي – والذي ما ان تفتح حنفيته حتى ينسكب عليك الماء الساخن مدرارا، ليشوي سنسفيلة اهل اهلك واهل الساكنين الى جانب اهلك.
ومن المزعجات ايضا، وهذه ايضا خاصة بالنساء ان ينقطع التيار الكهربائي قبيل نضوج العشاء في المقلاة، لأن من تعده تؤثر ان ترفعه عن النار لكي لا يحترق والحيرة هنا اين تضع المقلاة لان الظلام يحيط بها، والأدهى حين يتأخر صاحب المولدة بالتشغيل، لأن مواد العشاء ستبرد، وهذا ما يعني احد امرين: اما اعادة اعداد العشاء، او ان تطعمه عائلتها وبعضه اشبه ب ” اللاستيك “.
خامس المزعجات للنساء وبعض الرجال انقطاع التيار الكهربائي عند كي الملابس او غسلها.
سادسها ويشمل الرجل والمرأة والشباب والفتيات والفتيان انطفاء منظومة الانترنت، خاصة اذا كان من يعمل على الحاسبة من الصحفيين او الباحثين او الجامعيين، فغالبا ما تنطفيء الكهرباء من دون ان يحفظ احد هؤلاء ما كتب على صفحة الوورد، فيذهب كل وقته وكل ما كتب سدى، وكذلك عند تحميل برنامج ما من الانترنت.
سابع المزعجات واهمها ان تشغل جهازا ما، ثلاجة او تلفزيون او مجمدة او مكيف هواء او اي شيء آخر، بعد عودة الكهرباء، لتجد ان هذا الجهاز تعطل تماما، لتتحول الثلاجة او المجمدة الى ” كنتور ” او دولاب للصحون، ومن فوائد هذا الازعاج ان التلفزيون او المكيف اذا تعطل يمكن تحويل اي منهما الى صندوق لحفظ التوابل.
من ميزات الكهرباء في بلادنا ايضا انها تافهة، حين يأتي تيار الوطنية لتجد انه اضعف من تيار المولدة، الأمر الذي يعني ان اي جهاز في بيتك لن يعمل لمدة ساعات، وبما يعني بدوره، تلف الطعام في الثلاجة وذوبان ثلج المجمدة وشرب الماء الفاتر في عز الصيف، ناهيك عن امور كثيرة اخرى لعل من اهمها لنطفاء نصف مصابيح البيت، الأمر الذي يعني اضطرار كل العائلة الى التجمع في النصف المضيء.
ولعل من اهم ميزات الكهرباء في بلادنا، انها قذرة، لأنها تسمح بتنامي الفساد بين المسؤولين النافذين، سواء في الوزارة التي تعنى بشؤونها او من خارجها، وتتضح قذارة الكهرباء جليا في عشرات مليارات الدولارات التي انفقت عليها منذ عام 2003 وحتى الان من دون فائدة، كما تتجلى القذارة في كذب اغلب الوزراء الذين تعاقبوا على تسلم هذه الوزارة التي تنتج تيار كهربائيا بات لا ” ينتل “.